رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" ترصد رحلة فؤاد.. بطل دمياط تغلب على إعاقته وحصد بطولة الجمهورية في رفع الأثقال

فؤاد بطل دمياط
فؤاد بطل دمياط
لم يكن يتوقع أن حلمه في لعب كرة القدم سيتحقق يوما ما، أيضا لم يكن يتصور أنه يمكنه ممارسة ألعاب القوى.. فلم يخطر بباله يوما أنه سيصبح بطلا، ربما كانت أسبابه مقنعة وقتها، فهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.. تلك الفئة التي كانت مهمشة آنذاك.


عاش حياة عادية يصارع فيها ظروفا قاسية.. يعاني من التنمر تارة ومن تبخر أحلامه تارة أخرى، ولكن ظل إيمانه بأن الفرصة ستأتي حتما.

 تصحبكم "فيتو" في السطور القادمة إلى رحلة تحد جديدة يقدمها لنا بطل جديد من ذوي الهمم.


"كنت بحب لعب كرة القدم وكان نفسي ألعب في نادي دمياط".. بهذه العبارة بدأ فؤاد السيد بطل الجمهورية في رفع الأثقال للبارالمبياد قصته معنا، قائلا: منذ ولادتي وأنا أعاني من مشاكل صحية.. أجريت ثلاث عمليات جراحية بقدمي؛ لأتمكن من الحركة.. وبعد نصائح الأطباء لي ابتعدت عن ممارسة الرياضة.

صمت قليلا ليعود للحديث مرة أخرى: تعلمت صناعة الجبس برفقة والدي وإخوتي، واظبت علي العمل ولكني لم أكن محبذا أن تكون حياتي عادية حتى ذهبت لمكتب التأهيل بمركز فارسكور.. وهنا كانت بدايتي.

استمر بطل دمياط في حديثه: توجهت لمكتب التأهيل لاستخراج أوراق خاصة بي قابلت أستاذة زينب كسبة، مدير المركز، فأخبرتني بأن هناك إمكانية لممارسة الرياضة بنادي كفر سعد، بل والمشاركة في البطولات أيضا فتوجهت مسرعا وفي ظني أنني سألعب كرة القدم لكني تفاجأت أن ألعاب القوى فقط هي المتاحة أمامنا. 

شاركت برفقة كابتن محمد تومة، مدرب رفع الأثقال بالنادي، لمدة ثلاثة أشهر لم أكن خلالها مقتنعا بأنني سأمارس تلك اللعبة.. كنت قريبا من اتخاذ قرار التوقف عن هذا الأمر، لكني لم أكن أملك اختيارا آخر سوى استكمال طريقي هذا باحثا عن نجاحي وتحقيق ذاتي.. استمريت في التمرينات.. جلست كثيرا مع مدربي.. انتظمت في كل شيء حتى شاركت في بطولة الحمهورية للمرة الأولى عام 2018، حققت المركز السادس ولكن عند عودتي قررت أن أكون بطلا في تلك اللعبة فكان هذا تحديا آخر بالنسبة لي.

لم أعد أفعل شيئا سوى التدريب والعمل حتى شاركت في عام 2019 محققا المركز الثاني، الجميع احتفل بي إلا أنا.. كنت أنوي أن أكون بطلا.. فكان قراري أنني لن أحتفل إلا عند وصولي للبطولة، بعد فترة تدريب أخرى شاركت في بطولة الجمهورية لعام 2020، لأحقق أول ألقابي بعد أن تمكنت من رفع 170 كيلو جراما، محققا رقما قياسيا متفوقا على أقراني.. حينها حدثت نفسي بأنني أستحق الاحتفال الآن. 

انقطع عن حديثه.. فجأة بدأت ملامحه تتغير.. ربما تذكر شيئا سيئا، ليعود إلي الحديث مرة أخرى قائلا: تعرضت للتنمر كثيرا، ولكني لم أشغل بالي فأنا الآن بطل، ولن أتوقف عن تحقيق البطولات.. وأهل قريتي الآن يقدمون لي الدعم الكامل، ولكن يظل أبي هو الداعم الأول لي، فأنا لم أصل إلى هذا الأمر، إلا بفضله وبدعمه المستمر وإيمانه بي. 

الرئيس عبد الفتاح السيسي منحنا فرصة كبيرة للتعبير عن أنفسنا، ومبادرة الرئاسة نقطة انطلاق حقيقية لنا، هكذا كان رأيه في مبادرة رئيس الجمهورية بسأن ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا إلى أن هذه الفئة لم تكن في حسابات الجميع، وسعدت كثيرا عندما علمت بإنشاء اتحاد رياضي لنا.. هذه خطوة جيدة لتوفير مناخ أفضل للمنافسة، وأنا الآن أسست أول فريق لكرة القدم لقصار القامة استعدادا للمشاركة في بطولات اتحاد ذوي الهمم.

الإنسان هو من يصنع تاريخه، وهو من يسمح بسقوطه، وليس هناك مستحيل طالما تتوفر الإرادة.. على الجميع النظر لنا وقراءة ما حققناه ليعلموا أنه لا يوجد شيء يصعب تحقيقه.

كانت هذه العبارات رسائل بطل دمياط للجميع، وقد فضل أن ينهي قصته معنا بها موجها باقات الأمل لنفوس الأسوياء قبل ذوي الهمم.


أشار إلينا أن قصته بدأت الآن فهي لن تنتهي على حد قوله، سرد لنا أن ذوي الهمم قدموا نماذج مشرفة خلال السنوات السابقة، واختتم حديثه قائلا: لن أتوقف حتى أمثل مصر في الأولمبياد الخاص.. وهدفي هذا يسهل تحقيقه.

الجريدة الرسمية