رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تهديد لإيران أم ابتزاز لبايدن؟

"لو عادت واشنطن للاتفاق النووى مع ايران فإننا سنضرب المفاعل النووى الايراني".. هذه الكلمة الافتتاحية أطلقتها إسرائيل تعبيرا عن صراع ونذر بين تل أبيب وواشنطن الجديدة وطهران المعممة. بدأت لعبة القط والفأر من جديد بين الثلاثي المزعج في الشرق الأوسط، طهران وتل أبيب وواشنطن.. وساحة التصارع حاليا بدأت من ممثل إيران في الأمم المتحدة الذي ألقى كلمة غازل فيها الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، ولفت نظر إسرائيل أن عهد ترامب ولى وأن إدارة بايدن مستقلة.


إشارات الود الإيرانية تأتي استجابة لتصريحات ايجابية من بايدن بقبول العودة إلى اتفاق ٢٠١٥الذي وقعه أوباما ونائبه في ذلك الوقت كان بايدن نفسه. وأضاف بايدن لشروط العودة البرنامج الصاروخي البالستي الايراني وطرحه للتحجيم والتقييد. من جانبها أعلنت قيادة الجيش الاسرائيلي أنها دمرت لإيران في سوريا أكثر من ٥٠٠ هدف طوال العام الماضي ٢٠٢٠، ومع ذلك يبدو أن إيران مصممة على التمركز في سوريا.

بايدن.. صفحة جديدة أم ولاية ثالثة لأوباما!

علي خلفية هذه التصريحات وكإنذار خفي لإدارة بايدن، وخوفا من أن ترى نفسها وحيدة في قرارها، تسربت أنباء عن وضع خطط اسرائيلية لضرب المفاعل النووي الإيراني وملحقاته. وطلب رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي وضع ثلاثة بدائل مقترحة للقضاء على التهديد النووي الإيراني .

وكانت خطة القصف الجوى الصاروخي أكثر البدائل قبولا، رغم تكلفتها الباهظة ماليا.. ولم يناقشوا العواقب السياسية. ونبه العسكريون الإسرائيليون إلى خبرتهم السابقة في ضرب المفاعل العراقي عام ١٩٨١، وفي ضرب المفاعل السوري عام ٢٠٠٧.

تدرك إسرائيل شرطيين أساسيين قبل الإقدام علي هذه المغامرة المحفوفة بأوخم المخاطر والمضاعفات الاقليمية والدولية، وبخاصة في إطار تجديد وتقوية التحالف بين طهران وموسكو وهو ما بان جليا في المؤتمر الصحفي أول أمس بين ظريف ولافروف. الشرط الأول هو توفير العون والقبول الأمريكي، وهو ما يصعب التسليم به مع الإدارة الديمقراطية التى تسحب من تحت اسرائيل كل الشيكات علي بياض التى قدمها ترامب للحكومة الإسرائيلية.

مقتضى هذا إن إسرائيل لابد أن تحصل علي موافقة واشنطن أو إبلاغها.. مسبقا وانتظار الضوء الأخضر. الشرط الثاني أن تكون إيران في ضعف سوريا وهوان أمرها، أو وجود ثغرات كالتى كانت موجودة في عهد صدام حسين حين ضربت مفاعل الازيرق بينما السادات مجتمع مع بيجن في الإسماعيلية!

لكن إيران تبدو واثقة من قدراتها علي الرد الساحق الماحق كما تعودت في خطابها الثورى .

ترى ما لون أيامنا القادمة مع بايدن؟!

لم تذهب التهديدات الإسرائيلية لإيران بلا رد من جانب طهران، فقد أعلن محمود واعظي مدير مكتب روحاني أن هذه حرب نفسية وأن مسئولي النظام الصهيوني يتحدثون كثيرا وليس لديهم آي خطة أو قدرة علي فعل ذلك. منذ رفعت إيران مستوى التخصيب للبلوتنيوم إلى ٢٠ ٪؜ ارتفعت وتيرة التخطيط لتوجيه الضربة الاسرائيلية، بينما تتعدد طلعات القاذفات الاستراتيجية الأمريكية فوق الخليج.

والحق أن التهديد الاسرائيلي موجه لبايدن بأكثر مما هو موجه لطهران.. لأن تصريحات اسرائيل هي تحذير لبايدن من العودة لاتفاق ٢٠١٥، ولو عادت واشنطن فإن إسرائيل ستضرب إيران في عقرها النووى. في التحليل النهائي للصورة، تبدو إدارة بايدن واقعة تحت ضغطين معا لعدوين لدودين فيما بينهما: إيران تضغط وتغري.. وتغازل.. والديمقراطيون لديهم ميل ورغبة في العودة للاتفاق النووي بتشجيع من جانب برلين وباريس.. مع تقييد البرنامج الصاروخي الإيراني.

وإسرائيل تضغط لكي تجعل إدارة بايدن على حذر من التغاضي عن فعالية وأهمية القرار الإسرائيلي. الفارقة أن إدارة بايدن وجدت حلا في أقل من أربع وعشرين ساعة من التهديد بضرب ايران.. فقد أعلن أنطوني بلينكن وزير الخارجية الجديد أن واشنطن لن تعود إلى اتفاق عام ٢٠١٥ قبل أن تفي ايران بالتزاماتها كافة في هذا الاتفاق!
Advertisements
الجريدة الرسمية