رئيس التحرير
عصام كامل

ترى ما لون أيامنا القادمة مع بايدن؟!

بكل أسف لم تفلح أصوات المصريين، في منح الرئيس الأمريكي الجمهورى دونالد ترامب أربع سنوات أخرى، وبات الرئيس الديمقراطي جو بايدن على عتبات البيت الأبيض .. بعد أن أعلن الإعلام الأمريكي حصوله على ٢٨٤ أو ٢٨٣ صوتا من أصوات المجمع الانتخابي الممثل للولايات الخمسين، وتذبذب الأرقام ليس بسببي بل هو المعلن عنه إعلاميا حسب كل محطة!


رسميا لم تعلن النتيجة بعد، ويوم الإثنين القادم سيتوجه محامو ترامب إلى المحاكم مستشهدين بأصوات الموتى على صحة تزوير الانتخابات. ونتوقع من اليوم وحتى موعد تسليم السلطة في العشرين من يناير منازعات قانونية وقضائية، وتنمر من فريق ترامب للفريق الانتقالي في تسليم البيت الأبيض، والملفات، وربما حرق أوراق كثيرة.

كل هذا شأن أمريكي خالص، لكنه تجاوز حدود ذلك البعيد في الجغرافيا القريب جدا في الاقتصاد والسياسة والتاريخ والحرب وصار يلمس مخاوف عديدة فينا . يرتبط تاريخ هذا البلد بالحضارة والتآمر معا.

48 ساعة حاسمة!

ونحن في الشرق الأوسط، وبالذات في مصر والخليج وإيران.. تتباين المواقف والاحتمالات.. ولعل أكبر الفرحانين إيران لأن إدارة أوباما وبايدن كان النائب وقتها هي من عقدت الاتفاق النووى مع طهران، ثم جاء ترامب واعتبر الاتفاق فضيحة وخيانة وخرج منه وعاقب ايران طيلة سنواته الأربع .

ثاني أكبر الفرحين، الصين بالطبع، ولعل فيروسها الشهير هو من أطاح بأحلام ترامب وساهم في طرده.. أما دول الخليج فسوف تتخلص من سياسة إدفع.. لأحميك. يمكن بذلك توفير مليارات عديدة ستعاود البقاء في خزائن النفط العربية.

أما أوروبا فسوف تتنفس الصعداء، عدا بريطانيا جونسون لتشابه أسلوب الشخصيتين وطبيعتهما، لأن سياسة ترامب معها كانت نوعا من الجباية، والخروج من اتفاقية المناخ واتفاقات أخرى كثيرة، ولم تعجبهم طريقته الفظة المطالبة بثمن المظلة العسكرية الأمريكية لحماية أوروبا. أما نحن في مصر، فكلنا نتوجس من هذه الإدارة المستجدة!

بايدن هو أوباما وأوباما هو ثورات التخريب والإرهاب، ديسمبر في تونس . يناير في مصر . فبراير في ليبيا .مارس في سوريا، أعوام ٢٠١٠، ٢٠١١.

لا يشعر المصريون بالطمأنينة لعودة هذه الإدارة، وهو شعور ناجم عن خبرة واقعية، فهي إدارة تآمرت على الدولة الوطنية في مصر وفي بقية البلدان العربية لصالح المشروع الإخواني.

لكن هل دواعي القلق المصرى بالذات مبررة الآن ؟ الظرف الحالي غير الظرف في ٢٠١١، وفي ٢٠١٢، وفي ٢٠١٣، و١٤، وحتى العام ١٦ من القرن الواحد والعشرين حين جاء للحكم الجمهوريون بقيادة ترامب.

من الصناديق إلى المحاكم إلي الشوارع

الشعب المصرى اليوم أكثر وعيا وحرصا، وأبلغ فهما، وتكشفت أبعاد الخيانة والإنفاق بالمليارات عبر بريد هيلارى كلينتون، وعرفنا أسماء العملاء، وخريطة التخريب كاملة.

ثم إن الدولة المصرية الآن في أوج قوتها السياسية، فهي تتحرك بعقل وفعالية في ملفات المنطقة كافة وخارجها، ولها من الأنصار والحلفاء في أوروبا من أدركوا معها أبعاد الخطر التركي والتطرف الديني ومؤسسات بناء كتائب الإرهاب في لندن وبرلين وباريس وفيينا.

كما أن الدولة المصرية في أوج قوتها العسكرية، وهي استوعبت رذالات أوباما وتجميده قطع غيار لازمة لطائرات اشتريناها منهم.. للضغط على مصر وهى تئن من الوجع وتنزف الدماء.. وقتها . مصر ليست تحت رحمة ترسانة سلاح. مصر نوعت وعددت مصادرها، وحلفاءها.. وعقيدتها القتالية ثابتة، لا تتغير . عدونا من يقترب من أرضنا.. نسحقه سحقا.
الجريدة الرسمية