بايدن.. صفحة جديدة أم ولاية ثالثة لأوباما!
أخيرا وبعد طول
انتظار، وفترة حمل مريرة، وضعت أمريكا مولودها الجديد البالغ من العمر ثمانية
وسبعين عاما، بعد مخاض عنيف، وآلام وضع مبرحة ذهب ترامب وجاء بايدن وانتصرت المؤسسة الديمقراطية، كما انتصرت
النخبة السياسية التقليدية التى عمل ترامب لأربع سنوات على هدمها، وبناء حائط منيع
من الجماعات العشوائية والشعبوية.
وظن ترامب أنه نجح، والحق أنه نجح في حشد صفوف الإعلام والمخابرات وموظفي الخارجية ضده بالإضافة إلى عناصر رافضة لعشوائيته من أعضاء الحزب الجمهوري .
أمس شاهد العالم مولد الرئيس رقم ٤٦ في تسلسل الحكم الامريكي، وهو لم يخف نواياه الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الداخلي لعله ألغى بالفعل كل المراسيم التنفيذية التى كان ترامب أصدرها وأبرزها الجدار مع المكسيك والسماح بالتئام شمل الاطفال بعائلاتهم من المهاجرين، والسماح لمواطنى ست دول عربية واسلامية بدخول أمريكا، منها اليمن وليبيا وسوريا، وغير ذلك من القرارت السريعة المقصود منها إعادة الاستقرار الداخلي..
محنة ترامب!
أما خارجيا فطمأن بايدن القارة العجوز اوروبا فقال فيه: بوسع اوروبا أن ترى صديقا لها الآن في البيت الابيض. وكان أعلن عزمه إعادة العضوية الأمريكية في مظمة الصحة العالمية وإعادة أمريكا لاتفاقية المناخ، والرد علي طلب روسيا تمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية المعروفة ب "ستارت ٣ "، وهو ماوافق عليه ليلة التنصيب توني بلينكن المرشح لخارجية بايدن.
ومن أكثر دول الشرق الأوسط ترحيبا ببايدن تأتي طهران مستبشرة، ومهنئة لفوزه، إذ أعلن عزمه العودة الى الاتفاق النووى، على أن تكون المباحثات هذه المرة شاملة الصواريخ الباليستية. ومن الملفت للنظر ان وزير الخارجية الأمريكي المرشح في ادارة بايدن صرح ليلة التنصيب الرسمى، ان ايران دولة تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.. كأنه تسلم النسخة الصوتية الكاملة من سلفه مايك بومبيو وزير خارجية ترامب قبل اربع وعشرين ساعة!
الملفات التى تنتظر جو بايدن ثقيلة ومنهكة، وقد لا تتيح لادارته الالتفات الكافي لمواجهة تحديات خارجية داهمة من كوريا والصين والمنافسة الاقتصادية والتحدى الروسي في مناطق النفوذ التقليدية.
في الداخل تواجهه أرتال الاكفان اليومية بسبب كورونا، وانذر الأمريكيين في خطاب التنصيب بشتاء مرير حزين.. ووعد قبل ذلك بتخصيص أكثر من تريليون دولار لزيادة منافذ التلقيح بسرعة لكبح جماح عزرائيل في الولايات المتحدة.
يواجه بايدن أيضا اقتصادا مترديا ومنافسا شديد اللؤم هو الصين.. أدواتها ومواردها وأسواقها متعددة، وفضلا عن نجاح الصين في لجم الفيروس وتجويعه. حققت الصين معدل نمو في الربع الأخير من العام ٢٠٢٠ بلغ ٦٫٥٪. معدل مذهل بالقياس للنمو العالمو المتباطئ..
تغيير المشهد.. ولكن!
العلاقات مع موسكو، والتشابك بين القوات في سوريا، وملف الشرق الاوسط، والقضية الفلسطينية، ومسمار جحا الممل واسمه الأمريكي حقوق الانسان.. كشك العملاء، والموقف من مصر والسعودية وتركيا. غالبا أكد في تصريحات سابقة ان أمريكا ستعزز تحالفاتها القديمة.
كانت إدارة أوباما هي من انسحبت من المنطقة أمام التوغل الروسي في سوريا مما أغضب دول الخليج، ففتحت بوابات للحوار والتعاون مع موسكو، ولما جاء ترامب.. ابتز وقبض!
هذا رئيس تعهد بأن ولايته لن تكون الولاية الثالثة لباراك أوباما.. أبرز ما فيها التآمر مع عصابة الإخوان..
مرت احتفالية التنصيب هادئة بترديد المغنية ليدي جاجا للسلام الوطنى، وجنيفر لوبيز غنت أمريكا الجميلة مع تذكير بعبارة اسبانية بأن أمريكا أمة واحدة تظللها الحرية والعدالة، وعلى الجملة كانت الأجواء متحفظة.. ومن وراء زجاج مضاد للرصاص .
تنفس بايدن والديمقراطيون الصعداء.. لكن هناك خطابا مغلقا سريا تركه ترامب لبايدن في درج مكتبه بالبيت الآبيض لا احد يعرف محتواه حتى كتابة هذه السطور.. وهناك جملة غامضة فيها اشارة جاءت في كلمة وداعه لأنصاره من داخل قاعدة آندروز الجوية: الحركة The Movement بدأت لتوها.. سنعود الى البيت الأبيض بطريقة أو بأخرى.. وأرجو ألا تطول فترة وداع البيت الأبيض!
ولايزال المشهد مفتوحا... وفيه مرارة بالنسبة لنا.. فهل تكون صفحة جديدة نظيفة للديمقراطيين في علاقتهم بالمنطقة العربية أم ولاية ثالثة لأوباما.. والإخوان ؟
وظن ترامب أنه نجح، والحق أنه نجح في حشد صفوف الإعلام والمخابرات وموظفي الخارجية ضده بالإضافة إلى عناصر رافضة لعشوائيته من أعضاء الحزب الجمهوري .
أمس شاهد العالم مولد الرئيس رقم ٤٦ في تسلسل الحكم الامريكي، وهو لم يخف نواياه الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الداخلي لعله ألغى بالفعل كل المراسيم التنفيذية التى كان ترامب أصدرها وأبرزها الجدار مع المكسيك والسماح بالتئام شمل الاطفال بعائلاتهم من المهاجرين، والسماح لمواطنى ست دول عربية واسلامية بدخول أمريكا، منها اليمن وليبيا وسوريا، وغير ذلك من القرارت السريعة المقصود منها إعادة الاستقرار الداخلي..
محنة ترامب!
أما خارجيا فطمأن بايدن القارة العجوز اوروبا فقال فيه: بوسع اوروبا أن ترى صديقا لها الآن في البيت الابيض. وكان أعلن عزمه إعادة العضوية الأمريكية في مظمة الصحة العالمية وإعادة أمريكا لاتفاقية المناخ، والرد علي طلب روسيا تمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية المعروفة ب "ستارت ٣ "، وهو ماوافق عليه ليلة التنصيب توني بلينكن المرشح لخارجية بايدن.
ومن أكثر دول الشرق الأوسط ترحيبا ببايدن تأتي طهران مستبشرة، ومهنئة لفوزه، إذ أعلن عزمه العودة الى الاتفاق النووى، على أن تكون المباحثات هذه المرة شاملة الصواريخ الباليستية. ومن الملفت للنظر ان وزير الخارجية الأمريكي المرشح في ادارة بايدن صرح ليلة التنصيب الرسمى، ان ايران دولة تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.. كأنه تسلم النسخة الصوتية الكاملة من سلفه مايك بومبيو وزير خارجية ترامب قبل اربع وعشرين ساعة!
الملفات التى تنتظر جو بايدن ثقيلة ومنهكة، وقد لا تتيح لادارته الالتفات الكافي لمواجهة تحديات خارجية داهمة من كوريا والصين والمنافسة الاقتصادية والتحدى الروسي في مناطق النفوذ التقليدية.
في الداخل تواجهه أرتال الاكفان اليومية بسبب كورونا، وانذر الأمريكيين في خطاب التنصيب بشتاء مرير حزين.. ووعد قبل ذلك بتخصيص أكثر من تريليون دولار لزيادة منافذ التلقيح بسرعة لكبح جماح عزرائيل في الولايات المتحدة.
يواجه بايدن أيضا اقتصادا مترديا ومنافسا شديد اللؤم هو الصين.. أدواتها ومواردها وأسواقها متعددة، وفضلا عن نجاح الصين في لجم الفيروس وتجويعه. حققت الصين معدل نمو في الربع الأخير من العام ٢٠٢٠ بلغ ٦٫٥٪. معدل مذهل بالقياس للنمو العالمو المتباطئ..
تغيير المشهد.. ولكن!
العلاقات مع موسكو، والتشابك بين القوات في سوريا، وملف الشرق الاوسط، والقضية الفلسطينية، ومسمار جحا الممل واسمه الأمريكي حقوق الانسان.. كشك العملاء، والموقف من مصر والسعودية وتركيا. غالبا أكد في تصريحات سابقة ان أمريكا ستعزز تحالفاتها القديمة.
كانت إدارة أوباما هي من انسحبت من المنطقة أمام التوغل الروسي في سوريا مما أغضب دول الخليج، ففتحت بوابات للحوار والتعاون مع موسكو، ولما جاء ترامب.. ابتز وقبض!
هذا رئيس تعهد بأن ولايته لن تكون الولاية الثالثة لباراك أوباما.. أبرز ما فيها التآمر مع عصابة الإخوان..
مرت احتفالية التنصيب هادئة بترديد المغنية ليدي جاجا للسلام الوطنى، وجنيفر لوبيز غنت أمريكا الجميلة مع تذكير بعبارة اسبانية بأن أمريكا أمة واحدة تظللها الحرية والعدالة، وعلى الجملة كانت الأجواء متحفظة.. ومن وراء زجاج مضاد للرصاص .
تنفس بايدن والديمقراطيون الصعداء.. لكن هناك خطابا مغلقا سريا تركه ترامب لبايدن في درج مكتبه بالبيت الآبيض لا احد يعرف محتواه حتى كتابة هذه السطور.. وهناك جملة غامضة فيها اشارة جاءت في كلمة وداعه لأنصاره من داخل قاعدة آندروز الجوية: الحركة The Movement بدأت لتوها.. سنعود الى البيت الأبيض بطريقة أو بأخرى.. وأرجو ألا تطول فترة وداع البيت الأبيض!
ولايزال المشهد مفتوحا... وفيه مرارة بالنسبة لنا.. فهل تكون صفحة جديدة نظيفة للديمقراطيين في علاقتهم بالمنطقة العربية أم ولاية ثالثة لأوباما.. والإخوان ؟