مت حتى نكرمك!
تكريم الراحلين ظاهرة ربما تنفرد بها
مجتمعاتنا العربية.. حتى يكاد المرء يعتقد أن الموت يهب أصحاب القبور نفحة إجلال
وتقدير ضنّت بها الأيام عليهم حال حياتهم.. وكأننا لا نعرف لهذا العالم فضله ولا
لذاك المبدع أو الفنان أو المفكر مكانته ومآثره إلا بعد أن يغادرنا إلى العالم
الآخر فتتسابق الهيئات والمؤسسات -حكومية وخاصة- لتدشين حفلات التأبين والرثاء
والتكريم والإشادة.. وكأن لسان حالها يقول: "مت حتى نكرّمك"..
هذا الأمر أثار انتباه المفكر جمال الدين الأفغاني فقال بدهشة لا تخفى: "في الشرق يموت حياً ويحيا ميتاً".. فنحن نجهل قيمة المبدع بيننا ولا نشعر بأهميته إلا بعد تغييب الموت له.. ولا عجب والحال هكذا أن قال الشاعر:
لا ألفِيَنّكَ بعد الموت تَنْدُبُني *** وفي حياتي ما زودْتَني زادا
هذا الأمر أثار انتباه المفكر جمال الدين الأفغاني فقال بدهشة لا تخفى: "في الشرق يموت حياً ويحيا ميتاً".. فنحن نجهل قيمة المبدع بيننا ولا نشعر بأهميته إلا بعد تغييب الموت له.. ولا عجب والحال هكذا أن قال الشاعر:
لا ألفِيَنّكَ بعد الموت تَنْدُبُني *** وفي حياتي ما زودْتَني زادا