تغير المشهد.. ولكن!
من أبرز التصريحات التى لا يجوز إغفالها، عند النظر والتحليل لأوضاعنا في منطقة
الشرق الأوسط، وفي مصر على وجه أخص، التصريح الذى نصح فيه وزير الخارجية الامريكي مايك
بومبيو الرئيس المنتخب جو بايدن، وقال له: الشرق الأوسط عام ٢٠٢٠ ليس هو الشرق الأوسط
عام ٢٠١٥. الإشارة إلى العام ٢٠١٥مقصود بها السنة التى وقعت فيها الولايات المتحدة وشركاؤها
الأوروبيون الاتفاق النووى مع إيران..
وبالطبع فإن سقوط ترامب منح إيران أملا في أن تستأنف الإدارة الديمقراطية الجديدة ما التزمت به الإدارة الديمقراطية القديمة في عهد اوباما.
بالطبع أيضا فإن إيران بعد الخنق الاقتصادي المتصل لإدارة ترامب لها وحصارها.. ليست هي إيران قبل خمس سنوات.. لكن يصعب التغاضي عن حقيقة اندفاعها إلى تطوير وتسريع عمليات الطرد المركزى وزيادة الكميات المخصبة من اليورانيوم. دول الخليج ذاتها وسعت ارتباطاتها الأمنية والاستراتيجية والاقتصادية من روسيا إلى الصين إلى اسرائيل، بل وعقدت في معظمها اتفاقيات تطبيع وسلام..
روسيا والصين وكوريا.. من سرق أمريكا؟
اضف إلى هذا كله أن الاتحاد الأوروبي الذي ناشد ترامب طويلا عدم الانسحاب من الاتفاق النووى، ودعا مرارا لتخفيف العقوبات على طهران وتحايل علي القرارات الامريكية، عاد فتبنى الموقف الأمريكي المتشدد ذاته من إيران وبات يتهمها بتجاوز الاتفاق..
لا المسرح قبل خمس سنوات هو المسرح الآن، ولا هو ذاته سيكون في الخمس سنوات المقبلة، وبخاصة مع نمو القوة العسكرية المصرية تسندها سياسة خارجية متوازنة ورشيدة، تضيف أصدقاء، وتقلل الأعداء. مع تنامي القوة المصرية، عسكريا، واقتصاديا بموارد شرقي المتوسط، برزت تحالفات أملتها الضرورة، وفرضتها احترام عنصر الشريك القوى، وفي هذا السياق يمكن فهم الارتباط الوثيق بين القاهرة وباريس، والقاهرة وأثينا. وقبرص.. وبرلين.. وحتى روما رغم تداعيات وأطياف قضية جوليو ريجيني الذي قتل في ظروف غامضة في عام ٢٠١٦.
تغير المشهد السياسي والأمنى والعسكرى في مصر تماما منذ ست سنوات.. وكان التغيير أثرا غير مطلوب في حسبان من خططوا لإسقاط الدولة الأم في المنطقة. صحيح أن كل نتائج الخريف العربي صبت في صالح الربيع العبرى، إلا أن انقلاب العداوات جعل المسافات بين العدو التقليدي إسرائيل والساسة العرب..أقصر ويمكن تجاوزها نظرا لوجود عدو يسعى إلى فرض الهيمنة النووية.
في بيتنا كورونا
لا يمكن عند التحليل غض الطرف عن أن إسرائيل بدورها قوة نووية غير معلنة. مع ذلك فإن شبكة الإرهاب الإيرانية، وتقويض الدولة الوطنية، وامتداد النفوذ الشيعي المسلح من بغداد إلى بيروت وإلى صنعاء وإلى دمشق.. عزز من مفاهيم عدو عدوى صديقي.
نقرأ المشهد ونرصد تبعاته ودواعيه.. ليس الهدف تفضيل أورفض.. فذاك أمر تقبله الشعوب أو ترفضه وفق مصالحها العليا وحسن وعمق قراءتها للتاريخ وللوضع الاقليمي والدولي. فعل السادات ذلك عام ١٩٧٧.. وصنع السلام مع اسرائيل من موقع القوة والانتصار.
نغادر بعد أيام عاما موجعا حزينا هو عام ٢٠٢٠، تتغير فيه البشرية.. تحت ضربات بلا هوادة لفيروس يتجدد ويتحور ويتلاعب بنا.. رغم كل ما لدينا من أسباب القوة.. وندخل برجاء إلى عام ٢٠٢١وكلنا أمل في شئ واحد: الطمأنينة.. ليس إلا ..أما التوترات السياسية والضغوط والصراعات فيهون من أمرها أنها من صنع الإنسان.. ومقدور عليها..
نتفاءل ونتمنى.. ونترقب.. لعل وعسى..
وبالطبع فإن سقوط ترامب منح إيران أملا في أن تستأنف الإدارة الديمقراطية الجديدة ما التزمت به الإدارة الديمقراطية القديمة في عهد اوباما.
بالطبع أيضا فإن إيران بعد الخنق الاقتصادي المتصل لإدارة ترامب لها وحصارها.. ليست هي إيران قبل خمس سنوات.. لكن يصعب التغاضي عن حقيقة اندفاعها إلى تطوير وتسريع عمليات الطرد المركزى وزيادة الكميات المخصبة من اليورانيوم. دول الخليج ذاتها وسعت ارتباطاتها الأمنية والاستراتيجية والاقتصادية من روسيا إلى الصين إلى اسرائيل، بل وعقدت في معظمها اتفاقيات تطبيع وسلام..
روسيا والصين وكوريا.. من سرق أمريكا؟
اضف إلى هذا كله أن الاتحاد الأوروبي الذي ناشد ترامب طويلا عدم الانسحاب من الاتفاق النووى، ودعا مرارا لتخفيف العقوبات على طهران وتحايل علي القرارات الامريكية، عاد فتبنى الموقف الأمريكي المتشدد ذاته من إيران وبات يتهمها بتجاوز الاتفاق..
لا المسرح قبل خمس سنوات هو المسرح الآن، ولا هو ذاته سيكون في الخمس سنوات المقبلة، وبخاصة مع نمو القوة العسكرية المصرية تسندها سياسة خارجية متوازنة ورشيدة، تضيف أصدقاء، وتقلل الأعداء. مع تنامي القوة المصرية، عسكريا، واقتصاديا بموارد شرقي المتوسط، برزت تحالفات أملتها الضرورة، وفرضتها احترام عنصر الشريك القوى، وفي هذا السياق يمكن فهم الارتباط الوثيق بين القاهرة وباريس، والقاهرة وأثينا. وقبرص.. وبرلين.. وحتى روما رغم تداعيات وأطياف قضية جوليو ريجيني الذي قتل في ظروف غامضة في عام ٢٠١٦.
تغير المشهد السياسي والأمنى والعسكرى في مصر تماما منذ ست سنوات.. وكان التغيير أثرا غير مطلوب في حسبان من خططوا لإسقاط الدولة الأم في المنطقة. صحيح أن كل نتائج الخريف العربي صبت في صالح الربيع العبرى، إلا أن انقلاب العداوات جعل المسافات بين العدو التقليدي إسرائيل والساسة العرب..أقصر ويمكن تجاوزها نظرا لوجود عدو يسعى إلى فرض الهيمنة النووية.
في بيتنا كورونا
لا يمكن عند التحليل غض الطرف عن أن إسرائيل بدورها قوة نووية غير معلنة. مع ذلك فإن شبكة الإرهاب الإيرانية، وتقويض الدولة الوطنية، وامتداد النفوذ الشيعي المسلح من بغداد إلى بيروت وإلى صنعاء وإلى دمشق.. عزز من مفاهيم عدو عدوى صديقي.
نقرأ المشهد ونرصد تبعاته ودواعيه.. ليس الهدف تفضيل أورفض.. فذاك أمر تقبله الشعوب أو ترفضه وفق مصالحها العليا وحسن وعمق قراءتها للتاريخ وللوضع الاقليمي والدولي. فعل السادات ذلك عام ١٩٧٧.. وصنع السلام مع اسرائيل من موقع القوة والانتصار.
نغادر بعد أيام عاما موجعا حزينا هو عام ٢٠٢٠، تتغير فيه البشرية.. تحت ضربات بلا هوادة لفيروس يتجدد ويتحور ويتلاعب بنا.. رغم كل ما لدينا من أسباب القوة.. وندخل برجاء إلى عام ٢٠٢١وكلنا أمل في شئ واحد: الطمأنينة.. ليس إلا ..أما التوترات السياسية والضغوط والصراعات فيهون من أمرها أنها من صنع الإنسان.. ومقدور عليها..
نتفاءل ونتمنى.. ونترقب.. لعل وعسى..