رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة نادي الجزيرة الحقيقية

كان الله في عون السيد النائب العام على القضايا التافهة التي تثقل كاهله مثل جواز التجربة وإرضاع الكبير ووطء الطفلة ونكاح الميتة ومؤخرة رانيا يوسف وتصريحات هاني مهنا، وعصفورة عمرو وردة ومغامراته في بلاد الفرنجة لأنه لا يمكن أن تكون تلك القضايا هي الشاغل لبلد يواجه مشاكل حقيقية من سد النهضة لكورونا لمعاناة اقتصادية..


هناك من ينفخون فى هذه التريندات لترويجها ومجرد انشغالنا بها سقوط فى شباكهم بعيدا عن ملفات سد النهضة والبطالة وحرية التعبير والصحة والتعليم وحقوق المواطنة ثم إن كثيرا من الملفات والقضايا لا تتحدث عنها السوشيال ميديا

هناك حالة تغيييب وما يحدث هو توجيه أنظار الناس لأشياء تافهة وأخبار لا نفع منها سوي استمرار لحالة الغيبوبة والغفلة والنوم العميق  بدليل أن كل  ذلك لم يخدش حياء بلد.. خدشه الجاتوه! لمجموعة من السيدات فوق السبعين تقريبا..

فاتورة كورونا المؤجلة

أرادوا أن يحتفلوا بعيد ميلاد واحدة منهن وعلي سبيل الهزار أحضروا جاتوه مشهورا بتداوله في حفلات الحناء التي تضم الفتيات والسيدات فقط ولكنهن اخترن مكان الاحتفال في نادي الجزيرة وهذه غلطة لا ينكرها عاقل ويبدو أن أحد أعضاء النادي وصلت له الصور فوضعها علي صفحة نادي الجزيرة وطبعا انتشرت كالنار في الهشيم والكل سارع بإعادة نشرها وتجريح وانتهاك هؤلاء الجدات

صحيح إنهن أخطأن بعمل الحفلة في النادي..

لكن للأسف مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلهث وراء أي فضيحة والكل يدلي بدلوه في الأخلاق والفضيلة والتربية ووصلت إلي تجريح عائلات السيدات للاسف. بدون مراعاة ماذا ستسبب لهن هذه الفضيحة من آثار نفسية، عن سيدات وجدات لم يتخيلن أنهن بين ليلة وضحاها أصبحن مشبوهات بسبب قطعة حلوي

خاصة وأن سبابنا الدائم هو بالأعضاء التناسلية للأمهات وعندما قمن بتحويل أعضاء الرجال لحلوي لم يرحمهن أحد والمشكلة أن معظم الأجيال تعاملت خطأً منذ حصص مادة الأحياء.

ما بين الدين والإنسانية

عندما كان المدرسون يتغيبون عن الفصول التي تدرس الأعضاء التناسلية عموما.. وتواصل ربطها بالجنس علما بأن الأعضاء (أي أعضاء في الجسم) لها وظيفة أو وظيفتين. وليست محل إنكار ولا استهجان ولا سباب أو سخرية..

صحيح هناك تجاوز غير مقبول نختلف أو نتفق على حجمه وجارالتحقيق في الملابسات لإصدار القرار المناسب.

لكن الصحيح أيضا أن الجرم الكبير الذي يجب أن نتفق عليه جميعاً  بأن المجرم الحقيقي هو من صور ونشر واستباح الناس.

هذا هو المجرم الذي خدش الحياء العام وأساء للنادي.

هذه القلة المريضة التي تعيش على التشهير واغتصاب خصوصيات الناس وتشبع فشلها في الحياة بالإساءة للغير..
  
فكلما زاد المجتمع ضغطا بمنظومة قيم لا نعرف مواصفاتها سنجد في المقابل الحد الأقصي للشطط وبهذه المناسبة نتمني تعريفات محددة من القائمين على الأمر ما هى القيم المصرية، قيم الريف أو قيم الحضر قيم ساكنى الكمبوندات أو قيم ساكنى العشوائيات نحتاج كتالوج يهدينا البصيرة، حتي لا تصبح من المغفلين الذين لا يحميهم القانون..

والمثير ما كتبه رئيس نادي الجزيرة المحترم من غضبه لمن هتك عرض عضوات النادي بالتصوير والنشر وإعلانه تتبع هذا المجرم الحقيقي، وهذا هو بيت القصيد فالتصوير بدون إذن ونشر الصور بدون إذن هما الجريمة الحقيقية.
الجريدة الرسمية