عم عوض
كنت أنتظر فى أحد
مراكز الكمبيوتر لإجراء أعمال صيانة الحاسب الشخصي، ودخل أحدهم نفس المركز يحمل جهازا
متهالكا قديما يبدو أنه من الطرازات الأولى للصناعة، فأخبره مهندس الحاسب أن هذا الجهاز
يحتاج إلى الإحلال بجهاز آخر كونه لا يصلح للعمل تماما، خاصة بعدما أكد هذا الزائر
أنه يريد تجهيزه لنجله طالب الإعدادي.
يكمل صاحب المركز: "من الأفضل إعطاؤه بائع خردة أو إلقاؤه في النفايات فلن يفيدك فى شيء"، فلم يقتنع الرجل واستجدي صاحب المركز أن يحاول إصلاحه بأى سبيل، كون نجله يحتاج إليه لمتابعة المنصات التى أقسم أنه يقتطع لها من "لحمه الحي"، كى يوفر تكلفة الإنترنت من أجلها بالاستدانة من الآخرين، مؤكدا أنه لا يملك أن يدبر جهازا جديدا، محاولا إقناع الفنى بإصلاحه، لأن هذا الجهاز وفق قوله (عضمه ناشف ومتين!) فى إشارة إلى هيكله الخارجي.
آكلو النار
نظر إلى الفني باستغراب وهو يحاول الربط بين جودة الجهاز وصلاحيته للعمل وبين (عضمه الناشف المتين)، وأقسم صاحب المركز أن هذا الرجل يمتلك أموالا طائلة، فضلا عن كونه في وظيفة مرموقة، إلا أنه يشتهر بالبخل الشديد فى منطقته السكنية وتعاني زوجته وأولاده وجيرانه عذابا، فى اقتطاع متطلبات الحياة منه بشق الأنفس، كما يعرف ذلك كل من يتعاملون معه عن قرب، حتى إن البعض أطلق عليه لقب (عم عوض)، نسبة إلى الشخصية الدرامية الشهيرة.
يصنف الزوج البخيل الشحيح على أولاده وزوجته، بأنه من أسوأ أنواع الأزواج خًلقا ومعاشرة، إذ يرى دائما النقود مذهبه الأوحد، وديانته الأولى بالعبادة، يحب أوراقها لذاتها، يشتهي اصطكاك معدنها، لا يعطي ويبقى دائما في حالة تأهب واستعداد للدفاع عن أمواله، يعشقها كونها غاية وليست وسيلة للعيش، والاستمتاع بمباهج الحياة.
ربما كانت شخصية (عم عوض) التى جسدها العملاق الراحل الفنان الكبير فريد شوقى فى مسلسل "البخيل وأنا"، تجسيدا واقعيا لنمط بشري بشع يحيا بيننا بلا هدف سوى عبادة البنكنوت، وعشق تكديسه وجمعه، والخوف من التفريط فى الأشياء القديمة وحب جمع المهملات، تحت شعار (يمكن تنفع فى يوم).
من الموضوعات الصحفية التي قرأتها وراقتنى، تقرير نشر في جريدة "أخبار اليوم" نقلا عن استشاري علاقات أسرية، وكان عنوانه ( أشياء تجعلك تكتشفين البخيل منذ الخطوبة)، أى قبل أن تتزوجي يجب أن تعرفي أهم أمور ستجعلك تكتشفين الرجل البخيل منذ فترة الخطوبة، وبالتالى تكون لديك الفرصة الكافية للفرار من بخله.
يتهرب من الأعياد والمناسبات.. فغالبا ما يغضب أو يتشاجر قبل عيد ميلادك، وفى الأعياد الرئيسية يدعى انشغاله، أما الأعياد الرومانسية مثل عيد الحب فهو من رأيه تقليد أعمى، وغالبا حافظته مقسمة جنيهات، خمسات، عشرات، خمسينات، مئات وهكذا.. وعندما يأخذ منها، ينظر ويحسب الباقي بدقة شديدة، ولا يدعوك للطعام في الخارج، و سيخبرك بجملة واحدة: "أنا متغدي في البيت ومبحبش الأكل بره".
الخط العربي في مدارسنا
سيقول لك أحتاج زوجة غير مسرفة، لأن البخيل يعتبر كالطفل الخائف على شيء يقتنيه فيحاول أن يأخذ وعدا بعدم الاقتراب من أمواله ومحافظتك عليها، ويتكلم عن النقود دائما كونه مبذرا وهو العكس تماما، ويسألك عن أحوالك المادية وأحيانا أملاك أسرتك وماذا سترثين منهم، وغالبا لا يهتم بمظهره وأناقته فالملابس بالنسبة له من الرفاهيات ليس لها أي فائدة وغالبا ألوانها غير متناسقة، وعند زيارة منزلكم لا يأتي بأي شيء أو ربما يأتى ولكن بشيء زهيد، ولو كان خاطبا أو متزوجا أخرى قبلك وتركها، فسيقول لك أن أبرز عيوبها أنها مادية.
من يرى زوجته تتسول قوت يومها من جيرانها وهو يملك كفايتها ولا يستحي، من يرى أولاده يسيرون بملابس مهلهلة يشتاقون قطعة حلوى في أيدي أقرانهم وهو يملك كفايتهم ولا يستحي، نماذج يجب الفرار منها والابتعاد عنها، فغالبا هم بلا روح أو قلب، يجلبون لمن حولهم وخاصة الذين تحت نطاق مسئوليتهم، العذاب والأذى، بوضعهم في دائرة الحرمان المطلق، ولا يتركون بهم سوى غصة شائكة فى الحلق تكبر وتنمو مدعومة بالكراهية.
يكمل صاحب المركز: "من الأفضل إعطاؤه بائع خردة أو إلقاؤه في النفايات فلن يفيدك فى شيء"، فلم يقتنع الرجل واستجدي صاحب المركز أن يحاول إصلاحه بأى سبيل، كون نجله يحتاج إليه لمتابعة المنصات التى أقسم أنه يقتطع لها من "لحمه الحي"، كى يوفر تكلفة الإنترنت من أجلها بالاستدانة من الآخرين، مؤكدا أنه لا يملك أن يدبر جهازا جديدا، محاولا إقناع الفنى بإصلاحه، لأن هذا الجهاز وفق قوله (عضمه ناشف ومتين!) فى إشارة إلى هيكله الخارجي.
آكلو النار
نظر إلى الفني باستغراب وهو يحاول الربط بين جودة الجهاز وصلاحيته للعمل وبين (عضمه الناشف المتين)، وأقسم صاحب المركز أن هذا الرجل يمتلك أموالا طائلة، فضلا عن كونه في وظيفة مرموقة، إلا أنه يشتهر بالبخل الشديد فى منطقته السكنية وتعاني زوجته وأولاده وجيرانه عذابا، فى اقتطاع متطلبات الحياة منه بشق الأنفس، كما يعرف ذلك كل من يتعاملون معه عن قرب، حتى إن البعض أطلق عليه لقب (عم عوض)، نسبة إلى الشخصية الدرامية الشهيرة.
يصنف الزوج البخيل الشحيح على أولاده وزوجته، بأنه من أسوأ أنواع الأزواج خًلقا ومعاشرة، إذ يرى دائما النقود مذهبه الأوحد، وديانته الأولى بالعبادة، يحب أوراقها لذاتها، يشتهي اصطكاك معدنها، لا يعطي ويبقى دائما في حالة تأهب واستعداد للدفاع عن أمواله، يعشقها كونها غاية وليست وسيلة للعيش، والاستمتاع بمباهج الحياة.
ربما كانت شخصية (عم عوض) التى جسدها العملاق الراحل الفنان الكبير فريد شوقى فى مسلسل "البخيل وأنا"، تجسيدا واقعيا لنمط بشري بشع يحيا بيننا بلا هدف سوى عبادة البنكنوت، وعشق تكديسه وجمعه، والخوف من التفريط فى الأشياء القديمة وحب جمع المهملات، تحت شعار (يمكن تنفع فى يوم).
من الموضوعات الصحفية التي قرأتها وراقتنى، تقرير نشر في جريدة "أخبار اليوم" نقلا عن استشاري علاقات أسرية، وكان عنوانه ( أشياء تجعلك تكتشفين البخيل منذ الخطوبة)، أى قبل أن تتزوجي يجب أن تعرفي أهم أمور ستجعلك تكتشفين الرجل البخيل منذ فترة الخطوبة، وبالتالى تكون لديك الفرصة الكافية للفرار من بخله.
يتهرب من الأعياد والمناسبات.. فغالبا ما يغضب أو يتشاجر قبل عيد ميلادك، وفى الأعياد الرئيسية يدعى انشغاله، أما الأعياد الرومانسية مثل عيد الحب فهو من رأيه تقليد أعمى، وغالبا حافظته مقسمة جنيهات، خمسات، عشرات، خمسينات، مئات وهكذا.. وعندما يأخذ منها، ينظر ويحسب الباقي بدقة شديدة، ولا يدعوك للطعام في الخارج، و سيخبرك بجملة واحدة: "أنا متغدي في البيت ومبحبش الأكل بره".
الخط العربي في مدارسنا
سيقول لك أحتاج زوجة غير مسرفة، لأن البخيل يعتبر كالطفل الخائف على شيء يقتنيه فيحاول أن يأخذ وعدا بعدم الاقتراب من أمواله ومحافظتك عليها، ويتكلم عن النقود دائما كونه مبذرا وهو العكس تماما، ويسألك عن أحوالك المادية وأحيانا أملاك أسرتك وماذا سترثين منهم، وغالبا لا يهتم بمظهره وأناقته فالملابس بالنسبة له من الرفاهيات ليس لها أي فائدة وغالبا ألوانها غير متناسقة، وعند زيارة منزلكم لا يأتي بأي شيء أو ربما يأتى ولكن بشيء زهيد، ولو كان خاطبا أو متزوجا أخرى قبلك وتركها، فسيقول لك أن أبرز عيوبها أنها مادية.
من يرى زوجته تتسول قوت يومها من جيرانها وهو يملك كفايتها ولا يستحي، من يرى أولاده يسيرون بملابس مهلهلة يشتاقون قطعة حلوى في أيدي أقرانهم وهو يملك كفايتهم ولا يستحي، نماذج يجب الفرار منها والابتعاد عنها، فغالبا هم بلا روح أو قلب، يجلبون لمن حولهم وخاصة الذين تحت نطاق مسئوليتهم، العذاب والأذى، بوضعهم في دائرة الحرمان المطلق، ولا يتركون بهم سوى غصة شائكة فى الحلق تكبر وتنمو مدعومة بالكراهية.