رئيس التحرير
عصام كامل

الإنسان رياض سيف النصر

قبل نحو عامين أجريت جراحة كبيرة ، وعندما أفقت من التخدير كان أول من رأيت فى غرفة الرعاية المركزة مع ابنى الصديق العزيز رياض سيف النصر والصديق غالى محمد اللذين أصرا على أن يرافقا ابنى خلال فترة الانتظار التى امتدت لأكثر من  السبع ساعات.. وطوال الفترة التى قضيتها فى المستشفى وقاربت الشهر كان الصديق العزيز رياض سيف النصر يزورنى  يوميا للاطمئنان على.. وقبلها هو الذى نصحني بأن يجرى الجراحة لى الدكتور حسن أبو العينين جراح المسالك البولية الفذ..


وبعدها ظل يتابع بشكل دؤوب معى تفاصيل العلاج الكيماوي الذى خضعت له.. وهكذا كان الأستاذ رياض سيف النصر خلال محنة المرض نعم الأخ لى، رغم أنه كان هو الآخر مصابا ويعالج من مرض عضال..  فقد كان إنسانا جميلا رائعا قبل أن يكون صحفيا كبيرا محترما شديد الكفاءة وشديد الحرص على الاعتصام بمبادئ المهنية السليمة التى لم تؤثر فيها لا إغراءات ولا ضغوط.

من أجل صحافة حرة

ولذلك ظل اسم رياض سيف النصر دوما عنوانا للصحافة المحترمة التى لا تغش أو تخدع القارئ ولا تضلله ولا تروج للأكاذيب ولا تنافق بغية حفنة من المال أو منصب أو مكسب  صغيرا كان أو كبيرا.. وكان اسمه أيضا عنوانا لكل القيم الجميلة.. قيم الحق والخير والجمال والمواطنة والمساواة والعيش المشترك.. كما كان اسمه أيضا عنوانا للانحياز دوما للوطن ولمصالحه العليا وأمنه القومى وللفقراء والبسطاء والمهمشين فيه.. 

كذلك كان اسمه دوما عنوانا لنظافة اليد واللسان معا وصفاء  الروح.. فلم يجرح قلمه أو لسانه أحدا رغم جسارته فى الدفاع عن الحق وإصراره على التمسك بالحقيقة.. ومن هنا فإن خسارتنا بفقده هى خسارة كبيرة.. رحمك الله الصديق العزيز والصحفي الكبير الأستاذ رياض سيف النصر وألهمنا جميعا الصبر لفقدك.
الجريدة الرسمية