ده هاني!
"ده
هانى".. كان الهاشتاج الأكثر تداولاً خلال اليومين الماضيين، وفي التفاصيل.. أن هذه الجملة جاءت على لسان
"أروى جودة" بطلة مسلسل "هذا المساء"، ردًا على زوجها
"إياد نصار" عندما اكتشف نزولها برفقة شخص غريب "محمد سليمان"
من الطابق العلوي بمسكن الزوجية.
دعك من أن المسلسل قديم، وسبق عرضه للمرة الأولى فى 2017، ودعك من ملابسات استعادة هذا المشهد تحديدًا فى هذا التوقيت بالذات، ولماذا تم الدفع به إلى قمة التريندات ومنصات الفضاء الإلكترونى، ولكن.. تبقى القضية الأهم وهى: انحراف الدراما التليفزيونية المصرية عن مساراتها وضوابطها الحاكمة، إلى الإصرار على نشر حالة من الفوضى الأخلاقية والقيم السلبية الغريبة عن المجتمع المصري الذى كان يومًا ما مجتمعًا متدينًا بطبعه، فصار مرتعًا لتبادل الزوجات وزنا المحارم واختفاء الفتيات.. واترك القوس مفتوحًا..
جنازة أم كلثوم
هذا المشهد يجسد -باختصار غير مُخلٍ- رسالة المسلسلات التليفزيونية في السنوات الأخيرة، وكيف أنها تعمد فى جميع تفاصيلها إلى كسر الثوابت الدينية والعرفية والقيمية وضربها فى مقتل، ونقل الحالة الغربية بانحرافاتها الأخلاقية واعوجاجاتها السلوكية إلى المجتمع المصري، وعلى المتضرر "ضرب راسه في الحيط"!
ظلت الدراما التليفزيونية، فى سنوات سابقة، مُنضبطة ومُحافظة بشكل كبير، لا تنتصر لرذيلة، ولا تسخر من فضيلة، وكان صُناعها حريصين كل الحرص على ذلك، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب، ويتم هدم المعبد على رؤوس من فيه، وتتحول الدراما المُنضبطة المُحافظة إلى بوق للقبح، ومعول هدم فى جدران أخلاق المصريين، وامتدت يد التخريب إلى المسلسلات الرمضانية أيضًا، والأمانة تقتضى التأكيد على أنها نجحت فى ذلك نجاحًا هائلًا، فى غياب كامل ومقصود لكل الأدوات الرقابية، وتكفى مطالعة الدراسات الجنائية وصفحات الحوادث اليومية؛ لمعرفة كيف غدت أحوال المصريين، وتحولت إلى الأسوأ فى كل شىء.
لم يخلُ شهر رمضان أيضًا من هذه النغمة النشاز، وصارت المسلسلات الرمضانية أيضًا موصومة بالترويج للعلاقات خارج إطار الزواج، وزنا المحارم وغيرها، قبل أن يتم تكريم صناعها فى نهاية الشهر؛ تقديرًا على دورهم الإيجابى والبطولى فى المجتمع!
ولنعرفَ كيف يفكر صُناع القبح الفنى فى بلادنا، يمكن الاسترشاد بما كتبه الممثل محمد سليمان أو "هانى" كما جاء فى المشهد المذكور على حسابه على "إنستجرام": "يا ترى المسلسل أول مرة يتذاع ولا أول مرة يتشاف؟ ويا ترى إحنا بنتفرج على الأفلام والمسلسلات العربي والأمريكاني ومن كل بلاد العالم؛ علشان نقلد اللي بنشوفه، ولا علشان نفهم الحياة ونشوف الأمور من زوايا وجوانب مختلفة تسمح لنا وتساعدنا على اختيار الأفضل لنا بناء على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا؟.. لازم يكون عندنا وعي وإحنا بنتفرج على الأفلام والدراما علشان التقليد الأعمى بدون تفكير هو كارثة محققة".
شيزوفرينيا فنية
اختزل "سليمان" فى سياق دفاعه غير المنطقى، ودون أن يقصد، رسالة صناع الفن فى بلادى، سواء سينما أو دراما، وهو دس السم فى العسل، وعلى المشاهد أن يتقصى العسل ويبحث عنه ويخلصه من براثن السم، كلام مكرر لا يحوي إلا تدليسًا وتضليلًا، بل يمكن وصفه بـ"تدليس إبليس".
غابت الرقابة الفنية غيابًا كاملا عن هذه النوعية من الأعمال المنحرفة، سينمائيًا وتليفزيونيًا.. وحتى إذاعيًا، ولا تحضر بقوة إلا لدواعٍ سياسية فقط، لتتخلى أيضًا عن رسالتها كما تخلى الفنانون؛ بحثًا عن المال والوجود فى بؤرة الأضواء، مهما كان المردود هابطًا ورديئًا.
والسؤال إلى كل صناع الفن القبيح فى بلادنا: ماذا سوف يفعل أحدكم لو عاد إلى منزله واكتشف شخصًا غريبًا برفقة زوجته، وعندما يبدى اندهاشًا أو غضبًا تقول له فى برود: "ده هانى"؟!
دعك من أن المسلسل قديم، وسبق عرضه للمرة الأولى فى 2017، ودعك من ملابسات استعادة هذا المشهد تحديدًا فى هذا التوقيت بالذات، ولماذا تم الدفع به إلى قمة التريندات ومنصات الفضاء الإلكترونى، ولكن.. تبقى القضية الأهم وهى: انحراف الدراما التليفزيونية المصرية عن مساراتها وضوابطها الحاكمة، إلى الإصرار على نشر حالة من الفوضى الأخلاقية والقيم السلبية الغريبة عن المجتمع المصري الذى كان يومًا ما مجتمعًا متدينًا بطبعه، فصار مرتعًا لتبادل الزوجات وزنا المحارم واختفاء الفتيات.. واترك القوس مفتوحًا..
جنازة أم كلثوم
هذا المشهد يجسد -باختصار غير مُخلٍ- رسالة المسلسلات التليفزيونية في السنوات الأخيرة، وكيف أنها تعمد فى جميع تفاصيلها إلى كسر الثوابت الدينية والعرفية والقيمية وضربها فى مقتل، ونقل الحالة الغربية بانحرافاتها الأخلاقية واعوجاجاتها السلوكية إلى المجتمع المصري، وعلى المتضرر "ضرب راسه في الحيط"!
ظلت الدراما التليفزيونية، فى سنوات سابقة، مُنضبطة ومُحافظة بشكل كبير، لا تنتصر لرذيلة، ولا تسخر من فضيلة، وكان صُناعها حريصين كل الحرص على ذلك، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب، ويتم هدم المعبد على رؤوس من فيه، وتتحول الدراما المُنضبطة المُحافظة إلى بوق للقبح، ومعول هدم فى جدران أخلاق المصريين، وامتدت يد التخريب إلى المسلسلات الرمضانية أيضًا، والأمانة تقتضى التأكيد على أنها نجحت فى ذلك نجاحًا هائلًا، فى غياب كامل ومقصود لكل الأدوات الرقابية، وتكفى مطالعة الدراسات الجنائية وصفحات الحوادث اليومية؛ لمعرفة كيف غدت أحوال المصريين، وتحولت إلى الأسوأ فى كل شىء.
لم يخلُ شهر رمضان أيضًا من هذه النغمة النشاز، وصارت المسلسلات الرمضانية أيضًا موصومة بالترويج للعلاقات خارج إطار الزواج، وزنا المحارم وغيرها، قبل أن يتم تكريم صناعها فى نهاية الشهر؛ تقديرًا على دورهم الإيجابى والبطولى فى المجتمع!
ولنعرفَ كيف يفكر صُناع القبح الفنى فى بلادنا، يمكن الاسترشاد بما كتبه الممثل محمد سليمان أو "هانى" كما جاء فى المشهد المذكور على حسابه على "إنستجرام": "يا ترى المسلسل أول مرة يتذاع ولا أول مرة يتشاف؟ ويا ترى إحنا بنتفرج على الأفلام والمسلسلات العربي والأمريكاني ومن كل بلاد العالم؛ علشان نقلد اللي بنشوفه، ولا علشان نفهم الحياة ونشوف الأمور من زوايا وجوانب مختلفة تسمح لنا وتساعدنا على اختيار الأفضل لنا بناء على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا؟.. لازم يكون عندنا وعي وإحنا بنتفرج على الأفلام والدراما علشان التقليد الأعمى بدون تفكير هو كارثة محققة".
شيزوفرينيا فنية
اختزل "سليمان" فى سياق دفاعه غير المنطقى، ودون أن يقصد، رسالة صناع الفن فى بلادى، سواء سينما أو دراما، وهو دس السم فى العسل، وعلى المشاهد أن يتقصى العسل ويبحث عنه ويخلصه من براثن السم، كلام مكرر لا يحوي إلا تدليسًا وتضليلًا، بل يمكن وصفه بـ"تدليس إبليس".
غابت الرقابة الفنية غيابًا كاملا عن هذه النوعية من الأعمال المنحرفة، سينمائيًا وتليفزيونيًا.. وحتى إذاعيًا، ولا تحضر بقوة إلا لدواعٍ سياسية فقط، لتتخلى أيضًا عن رسالتها كما تخلى الفنانون؛ بحثًا عن المال والوجود فى بؤرة الأضواء، مهما كان المردود هابطًا ورديئًا.
والسؤال إلى كل صناع الفن القبيح فى بلادنا: ماذا سوف يفعل أحدكم لو عاد إلى منزله واكتشف شخصًا غريبًا برفقة زوجته، وعندما يبدى اندهاشًا أو غضبًا تقول له فى برود: "ده هانى"؟!