رئيس التحرير
عصام كامل

أقدر عليه بقا!

العودة للأخلاق هي ملاذنا.. هكذا يرى فضيلة الأإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي قال إنه لا مخرج لعالمنا من أزماته الحادة بكل ما يموج بها من قسوة وعنف ووحشية إلا بالعودة إلى الأخلاق، ولا يرى فضيلة الإمام في فيروس كورونا عقاباً إلهيا كما يرى البعض بينما هو ابتلاء واختبار للعباد، أما البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية فقد ذهب إلى أن "كورونا" إنذار من الله ورسالة منه للإنسان بأنه مخلوق ضعيف.


ورغم ذلك فقد تجبر وتكبر في عيون نفسه وتناسى الخالق.. وقد جاء هذا الوباء نذيراً لإيقاظ البشر.. الأزمات فرصة للتوبة ومراجعة الأولويات.. وفي النهاية أمره كله أولاً وأخرا في يد الله وحده .

ما قاله البابا تواضروس لا يختلف كثيراً عما سبق أن قاله عالمنا الراحل دكتور مصطفى محمود بأن الفيروس هو التحدي في زمن الغرور، ذلك أن الإنسان تمرد على قوانين الله ونظمه .

ليست نهاية العالم

فهذا فيروس يقول لسان حاله "أقدر عليه بقا" وهو مجرد لفت نظر ورحمة من الله حتى يتخلى الإنسان عن غروره وجبروته.

وأخيراً أياً ما تكن تداعيات كورونا والوصول إلى علاج ناجع لها فإنها إما أن تعيد للبشرية صفو إنسانياتها وروح أدميتها.. أو ترمي بها في مهالك وطريق اللاعودة.. وقد رأينا بأعيننا كيف لأضعف مخلوقات الله الذي هو جند من جنوده أن يصيب العالم كله بالشلل والفزع لا فرق فيه بين غني أو فقير..

وهو في جوهره منحه لو رجعت البشرية لربها وراجعت نفسها وتخلت عن شرورها.. فلا تلعنوا كورونا.. فإن العالم بعدها لن يكون أبداً كما كان قبلها  فيكفي كورونا إنها علمتنا جميعاً حكاماً ومحكومين معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية، ودفعتنا دفعاً للدعاء والتضرع والاستغفار والإقلاع عن المعاصي والمنكرات.
الجريدة الرسمية