نحن والمنجمون!

منذ سنوات مضت أخبرنى سكرتير تحرير مجلة المصور التى كنت وقتها مديرا لتحريرها أن من كان يعد باب (الطالع) لنا فى المجلة متوعك ولن يتمكن هذا الأسبوع من إعداد الباب الذى اعتادت المجلة مثل غيرها من المطبوعات الصحفية أن تنشره مع باب الكلمات المتقاطعة لتسلية القراء.. واقترح سكرتير التحرير على أن نعيد نشر ما سبق أن نشرناه من قبل حتى يستمر الباب.. وعندما قلت له كيف نفعل ذلك قال لى إن ذلك بات مألوفا فى مطبوعات صحفية أخرى، وإن بعض معدى باب الطالع يعيدون توزيع الطالع ذاته على الأبراج !

وما قاله الرجل منذ سنوات مازال يحدث حتى الآن، خاصة مع بداية سنة جديدة كل عام.. يقدم لنا بعض المنجمين تنبؤاتهم  لنا.. ومن يدقق فى هذه التنبؤات سوف يكتشف أنها تحمل الشىء وعكسه.. تتنبأ بكوارث ومصائب ومآسى وأيضاً بأفراح ومسرات وأحلام تتحقق، مع اختفاء شخصيات كبيرة وشهيرة وأيضاً نجاة بعضها من الكوارث..

أول يوم!

وتتنبأ لأصحاب الأبراج بكل شىء مفرح ومحزن، طيب وسىء.. حتى إذا انتهى العام يمكنهم أن يقولوا ألم نتنبأ لكم؟!.. أى يدعوا أن تنبوءاتهم قد تحققت أو تحقق معظمها على الأقل.. فكل شيء مما قالوه يمكن تفسيره دوما فى أى اتجاه، وبأي تفسير تشاء.. وبذلك تظل تجارتهم رائجة ومزدهرة ومستمرة لتدر لهم الربح الوفير وتحقق لهم الشهرة والنجومية، أى تحقق لهم الصيت والغنى كما يقال.. ولله فى خلقه شئون !