(سناتر) الموت
لماذا لا تتوقف الدراسة
في المدارس والجامعات؟ ألا تخشى الحكومة على الطلاب من فيروس لم يعد يرحم كبيراً ولا
صغيراً؟ ألا تكفي أعداد الإصابات المتزايدة لاتخاذ قرار بوقف الدراسة وتأجيل الامتحانات؟ ولماذا لا نستعيض عن الذهاب للمدارس والجامعات بالتعليم عن بعد ؟ ألم تنجح التجربة
في العام الماضي ؟ كل هذه التساؤلات يطرحها
أولياء الأمور يومياً خوفاً على أبنائهم، ومع تزايد أعداد الإصابات.. تتزايد التساؤلات
التي تصل إلى حد الاتهامات.
وفي المقابل.. نجد نفس أولياء الأمور يتراصون على الأرصفة وقوفاً وجلوساً، ينتظرون أبناءهم أمام (سناتر) الدروس الخصوصية غير عابئين بضيق المكان ولا بوجود نوافذ تهويه، ولا بكورونا الذي يجد في هذه المساحات الضيقة فرصة للانتشار السريع.
وزيرة على الجبهة
قد يسأل سائل.. ولماذا تسمح الدولة لهذه (السناتر) بالعمل ؟ وهنا لابد من التأكيد على أن الوزير الحالي لا يستطيع إغلاق هذه السناتر، وهو في ذلك ليس استثناء، فمن سبقوه فشلوا في ذلك، وسوف يفشل من يلحقون به، لأن قرار القضاء على ظاهرة (السناتر) يصدر من المواطن قبل الوزير.
الوزير السابق الدكتور الهلالي الشربيني الذي شرفت بالعمل معه مستشاراً إعلامياً وضع نصب عينيه القضاء على ظاهرة (السناتر) التي تشكل عبئاً على الأسرة من ناحية، وتفتقد الأسلوب العلمي والتربوي من ناحية أخرى، لأن أغلب القائمين عليها ليسوا متخصصين، ويعتمدون على تلقين وتحفيظ الطلاب.
أعاد الدكتور الهلالي الشربيني للمدارس مجموعات التقوية، وخصص النصيب الأكبر منها للمدرسين، ومنحت الحكومة حق الضبطية القضائية لموظفي الشئون القانونية بمديريات التربية والتعليم، وقتها قامت الدنيا ولم تقعد على الوزير وبعض المحافظين الذين تضامنوا مع الفكرة بعد إغلاق بعض (السناتر).
الوزير الحالي الدكتور طارق شوقي أعلن هو الآخر عن استمرار مجموعات التقوية في المدارس، لكنه فشل مثل سابقيه في إغلاق (السناتر).. أولياء الأمور الذين يطالبون الحكومة بوقف الدارسة خوفاً على أبنائهم من كورونا.. هم أنفسهم الذين يسلمون أبنائهم لكورونا في (السناتر) وحتى لا يعتقد البعض أنني أتحامل على ولي الأمر.. فها أنا أعلن أنني واحد من هؤلاء الذين يسلمون أبناءهم لكورونا في مراكز الدروس الخصوصية، وأنتظر واقفاً أو جالساً على الرصيف مع من ينتظرون أمام السناتر، بل أزيدكم من الشعر بيتاً..
الشعب المتنازع على وعيه
عندما كنت مستشاراً إعلامياً لوزارة التربية والتعليم، دخلت في مواجهة مع أصحاب (السناتر) كنت أهاجمهم في البرامج التليفزيونية، ومجبراً.. رضخت لرغبة ابنتي التي رضخت هي الأخرى لرغبة زميلتها في درس خصوصي بأحد السناتر الشهيرة في حي مدينة نصر، وعندما علم صاحب السنتر أنها ابنتي طردها من السنتر، قائلاً (روحي خلي أبوكي ينفعك) يومها.. وإرضاء لابنتي.. توسط والد زميلتها مؤكداً للمدرس أن البنت لا علاقة لها بعمل والدها، وبعد إلحاح قبلها المدرس، أما أنا فكنت أتوارى خجلاً من نفسي، كيف لي أن أهاجم هذه الظاهرة التي تستنزف ميزانية الأسرة ثم أستسلم لرغبة ابنتي.
خلاصة القول.. نحن أولياء أمور الطلاب.. يصيبنا الخوف على أبنائنا بالشيزوفرينيا.. نهاجم (السناتر) ونتسابق عليها، ونطالب بوقف الدراسة في المدارس خوفاً من (كورونا) ونرص أبناءنا في مراكز الدروس الخصوصية وهي البيئة الأنسب لانتشار الفيروس.
نحتاج جميعاً لإعادة النظر في سلوكنا، لنفعل ما نقول وليس عكسه، للحكومة دور، وللمواطن مثله، وفي زمن كورونا.. يتعاظم دور المواطن.
besheerhassan7@gmail.com
وفي المقابل.. نجد نفس أولياء الأمور يتراصون على الأرصفة وقوفاً وجلوساً، ينتظرون أبناءهم أمام (سناتر) الدروس الخصوصية غير عابئين بضيق المكان ولا بوجود نوافذ تهويه، ولا بكورونا الذي يجد في هذه المساحات الضيقة فرصة للانتشار السريع.
وزيرة على الجبهة
قد يسأل سائل.. ولماذا تسمح الدولة لهذه (السناتر) بالعمل ؟ وهنا لابد من التأكيد على أن الوزير الحالي لا يستطيع إغلاق هذه السناتر، وهو في ذلك ليس استثناء، فمن سبقوه فشلوا في ذلك، وسوف يفشل من يلحقون به، لأن قرار القضاء على ظاهرة (السناتر) يصدر من المواطن قبل الوزير.
الوزير السابق الدكتور الهلالي الشربيني الذي شرفت بالعمل معه مستشاراً إعلامياً وضع نصب عينيه القضاء على ظاهرة (السناتر) التي تشكل عبئاً على الأسرة من ناحية، وتفتقد الأسلوب العلمي والتربوي من ناحية أخرى، لأن أغلب القائمين عليها ليسوا متخصصين، ويعتمدون على تلقين وتحفيظ الطلاب.
أعاد الدكتور الهلالي الشربيني للمدارس مجموعات التقوية، وخصص النصيب الأكبر منها للمدرسين، ومنحت الحكومة حق الضبطية القضائية لموظفي الشئون القانونية بمديريات التربية والتعليم، وقتها قامت الدنيا ولم تقعد على الوزير وبعض المحافظين الذين تضامنوا مع الفكرة بعد إغلاق بعض (السناتر).
الوزير الحالي الدكتور طارق شوقي أعلن هو الآخر عن استمرار مجموعات التقوية في المدارس، لكنه فشل مثل سابقيه في إغلاق (السناتر).. أولياء الأمور الذين يطالبون الحكومة بوقف الدارسة خوفاً على أبنائهم من كورونا.. هم أنفسهم الذين يسلمون أبنائهم لكورونا في (السناتر) وحتى لا يعتقد البعض أنني أتحامل على ولي الأمر.. فها أنا أعلن أنني واحد من هؤلاء الذين يسلمون أبناءهم لكورونا في مراكز الدروس الخصوصية، وأنتظر واقفاً أو جالساً على الرصيف مع من ينتظرون أمام السناتر، بل أزيدكم من الشعر بيتاً..
الشعب المتنازع على وعيه
عندما كنت مستشاراً إعلامياً لوزارة التربية والتعليم، دخلت في مواجهة مع أصحاب (السناتر) كنت أهاجمهم في البرامج التليفزيونية، ومجبراً.. رضخت لرغبة ابنتي التي رضخت هي الأخرى لرغبة زميلتها في درس خصوصي بأحد السناتر الشهيرة في حي مدينة نصر، وعندما علم صاحب السنتر أنها ابنتي طردها من السنتر، قائلاً (روحي خلي أبوكي ينفعك) يومها.. وإرضاء لابنتي.. توسط والد زميلتها مؤكداً للمدرس أن البنت لا علاقة لها بعمل والدها، وبعد إلحاح قبلها المدرس، أما أنا فكنت أتوارى خجلاً من نفسي، كيف لي أن أهاجم هذه الظاهرة التي تستنزف ميزانية الأسرة ثم أستسلم لرغبة ابنتي.
خلاصة القول.. نحن أولياء أمور الطلاب.. يصيبنا الخوف على أبنائنا بالشيزوفرينيا.. نهاجم (السناتر) ونتسابق عليها، ونطالب بوقف الدراسة في المدارس خوفاً من (كورونا) ونرص أبناءنا في مراكز الدروس الخصوصية وهي البيئة الأنسب لانتشار الفيروس.
نحتاج جميعاً لإعادة النظر في سلوكنا، لنفعل ما نقول وليس عكسه، للحكومة دور، وللمواطن مثله، وفي زمن كورونا.. يتعاظم دور المواطن.
besheerhassan7@gmail.com