عام ٢٠٢١ (٧)
شهد عامنا الحالى الذى نودعه بعد بضعة أيام تغيرات إقليمية واسعة.. فان تركيا وسعت من نفوذها فى مناطق جديدة فى منطقتنا كان أبرزها الاراضى الليبية حينما أرسلت قواتها وأسلحتها إلى غرب ليبيا ومعها الآلاف من عناصر المرتزقة التي كانت ترعاها فى سوريا، وفى شرق البحر المتوسط حينما أرسلت سفن البحث عن الغاز فى مياه تابعة لليونان وقبرص، وفى ذات الوقت فان تركيا حافظت على وجودها العسكرى فى كل من سوريا والعراق أيضا..
أما إيران فإنها استغلت خروج أمريكا فى عهد ترامب من الاتفاق النووى للتوسع ليس فقط فى برنامجها النووى وإنما لمزيد من التدخل فى شئون عدد من الدول العربية، خاصة لبنان والعراق واليمن.. بينما حصلت اسرائيل بمساعدة إدارة ترامب على العديد من الجوائز الثمينة فى عام ٢٠٢٠، تمثلت فى إعلان أربعة دول عربية تطبيع العلاقات معها.
خلاصة الأمر أن القوى الإقليمية الثلاث.. تَركيا، وإيران، وإسرائيل، رغم جائحة كورونا والمصاعب الداخلية التى عانت منها قامت خلال عام ٢٠٢٠ بتوسيع نفوذها والتمدد استراتيجيا.. وهذا سوف يكون له تداعياته بالقطع فى العام الجديد الذى نستعد لاستقباله بدون احتفالات بسبب ذلك الفيروس المتحور رغم إنه مستجد..
عام ٢٠٢١ (6)
وحتى إذا افترضنا إن بايدن سوف ينفذ تعهداته للناخبين الأمريكيين خلال الحملة الانتخابية الخاصة بكل من تركيا وإيران، فانه لن يستطيع تجاهل وضع جديد على الارض بالنسبة لهما.. فإن تركيا سوف تساوم بما لها من نفوذ الآن فى ليبيا للتوصل إلى علاقة مرضية لها مع أمريكا.. وذات الشىء سوف تفعله إيران فهى سوف تستغل نفوذها فى عدة دول عربية لتعيد أمريكا إلى الاتفاق النووى معها بدون تعديلات كبيرة عليه.. أما إسرائيل فإن بايدن لن يتمكن من سحب اعتراف ترامب بالقدس ولن ينصح الدول العربية بكبح التطبيع معها.
كل ذلك يتعين أن نخضعه للبحث والدراسة لتحديد أفضل خيارات التحرك إقليميا أمامنا خلال العام الجديد، مع البناء الذي حققناه العام الحالى من نجاح إقليميا، سواء فيما يتعلق بليبيا أو شرق المتوسط أو بتدعيم علاقاتنا مع العراق.