فضل شاكر من مطرب رومانسي لإرهابي.. كيف تحول المغني اللبناني من الفن إلى العنف ؟
استمر المطرب اللبناني فضل شاكر في تصدر محركات البحث على جوجل، بعدما أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية أحكاما غيابية على المطرب بالسجن المشدد لمدة 22 سنة، مع الأشغال الشاقة؛ لاقتران اسمه بجماعة أحمد الأسير لفترة
وقضى الحكم الأول بسجن شاكر 15 عامًا، مع الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بتهمة "التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون، مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم".
كما قضى الحكم الثاني بسجن فضل شاكر سبع سنوات بجانب الأشغال الشاقة مع التجريد من حقوقه المدنية، وتغريمه خمسة ملايين ليرة لبنانية، بتهمة تمويله "مجموعة الأسير" المسلحة، والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر حربية.
وعرف المطرب اللبناني فضل شاكر، باللون الموسيقي الرومانسي الهادئ، فاحتل مكانة كبيرة لدى الجماهير العربية، والجمهور المصري بشكل خاص، كان أطلق فضل شاكر ألبومه الغنائي الأول في 1998 وتضمن أغاني (متى حبيبي متى، مصيرك حبي وياتكون حبي).
وفي العام التالي عام 1999 صدر الألبوم الثاني بعنوان "بياع القلوب"، وحقق الألبوم والأغنية الماستر به نجاحا شعبيًا لأسابيع طويلة، أما ألبومه الثالث كان "الحب القديم"، وصدر في 2000. تضمّن أغاني مشهورة جداً كـ "عاش مين شافك"، وفي 2001، نزل بألبوم "حبك خيال" وتضمن 10 أغاني هذا الوقت، منها "حظك يا قلبي"، "من كتر حبي فيك"، و"المرايا".
وعام 2002، سجل فضل شاكر وأصدر ثنائية مع المطربة الخليجِية المشهورِة "نوال الكويتية"، وصنف من قبل نقاد الموسيقى كأفضل ثنائي في تاريخِ موسيقى الخليج العربي نجاحه تامه أيضاً بإطلاقِ فيديو كليب أخرجه المخرج أحمد الدوغجي.
أدى فضل شاكر أيضاً في المهرجانات العربية الرئيسية في العديد من البلدانِ العربية مثل مصر، لبنان، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، فلسطين وبلدان أخرى حول العالم أدّى مؤخراً مع المغنين العربِ المشهورينِ الآخرينِ، في مهرجان كبير في فلسطين تكريماً للانتفاضة.
في عام 2005 أطلق فضل شاكر ألبومه سهرني الشوق وضم أغان مثل (الحال- فين لياليك- جوايا-أول ما بشوفك حبيبي) كما أطلق فيه أغنيته يا حياة الروح، وقد حقق نجاحات كبيرة فيه.
وفي عام 2006، انتج فضل شاكر البومه الجديد (الله أعلم)، كما أصدر في فبراير 2009 البوم بعدا عالبال الذي أبدع فيه بشكل كبير، اشترك فيه بديو "جوا الروح" مع اليسا، وضم أيضا "نسيت انساك، روح، وفترقنا، من اخرتها، مجروح، فاكر لما تقولي" وكان فضل شاكر قد مهد للالبوم بإصدار "وافترقنا" وتصوير فيديو كليب خاص لها قبل اسابيع من إصدار الالبوم، وضمّن أغنية روح، التي كان قد انزلها قبل سنة تقريبا ً من فبراير 2009.
بعد 11 ألبوم غنائي زادت من شهرة فضل شاكر، حتى بدأت مسيرته تتحول بداية من عام 2011، بالتزامن مع ما شهدته عدد من البلدان العربية من ثورات سميت وقتها، بثورات الربيع العربي، التي تصدرت بعضها الحركات الإسلامية، وظهر فضل شاكر في حشد نظمه رجل الدين اللبناني أحمد الأسير في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ورغم تبنيه خط الأسير الذي كان يرفع رايه الدفاع عن السنة في لبنان أمام ميلشيات حزب الله الشيعية، إلا أنه استمر في الغناء، وظهر في حفل في مايو 2012 بالمغرب إلى جانب ماريا كاري، قبل أن يفاجئ شاكر معجبيه باعتزاله الغناء في بداية 2013 وانضمامه لصفوف جماعة احمد الاسير.
ووُجهت الاتهامات لـ فضل شاكر والأسير عقب اشتباكات أنصار الأسير والجيش اللبناني في يونيو 2013 والتي أسفرت عن مصرع 18 جنديا و11 مسلحا، وألقي القبض على الأسير في 2015 في مطار بيروت، وقدم للمحاكمة إلى جانب 38 آخرين من أنصاره، بتهمة "تشكيل عصابة مسلحة بقصد ارتكاب أعمال إرهابية وقتل ومحاولة قتل عسكريين في الجيش اللبناني، وأصدرت المحكمة حكما بإعدام الأسير و8 آخرين في القضية نفسها، من بينهم شقيق الأسير، بينما حكمت بالسجن لـ شاكر.
وفي 28 سبتمبر 2017 قضت المحكمة العسكرية اللبنانية على فضل شاكر بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدنية، في قضية الشيخ أحمد الأسير التي حُكم فيها على الأسير بالإعدام، وفي 13 مايو 2018 صدر حكم ببراءة الفنان اللبناني فضل شاكر من تهمة قتل أفراد من الجيش والصادر عن المحكمة العسكرية اللبنانية، وأخيرًا أصدرت المحكمة اللبنانية أحكامًا على الفنان فضل شاكر، بالسجن 22 عامًا مع الأشغال الشاقة.