رئيس التحرير
عصام كامل

الروائية الشابة شيرين هنائي : روايات الرعب أصبحت "موضة" ومبيعاتها كبيرة .. وأطالب بجوائز بأسماء نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق (حوار)

الروائية شيرين هنائى
الروائية شيرين هنائى
الفانتازيا نوع متفرد من الأدب والأكثر شهرة وحان وقت الاعتراف به رسميا 

أتمنى تخصيص جائزة باسم أدب الخيال العلمي والفانتازيا والرعب  وعمل درامي على غرار مسلسل "إلا أنا" 




أسئلة كثيرة طرحت نفسها على الساحة الثقافية مؤخرا حول مستقبل أدب الخيال العلمي والفانتازيا ، بعد رحيل الآباء الروحيين الدكتور نبيل فاروق والدكتور أحمد خالد توفيق، ، ماذا سيفعل الجيل الكتب الجدد وما سر تعلق الملايين بـ رجل المستحيل وصاحب غرفة 207 وغير ذلك.. تكشف عنها الروائية وكاتبة السيناريو شيرين هنائي أحد تلامذة أحمد خالد توفيق خلال السطور القادمة في حوارها لـ «فيتو» :

*كيف تأثرت الكاتبة شيرين هنائي بكتابات أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق؟

أنا من مواليد 1982، بدأت قراءتي بعمر الست سنوات، وأول كتب قرأتها في حياتي كانت من إصدارات المؤسسة العربية العربية الحديثة ومنها سلسلة كتب "فلاش" لخالد الصفتي، ثم انتقلت إلى إصدار "ملف المستقبل" وسلسلتى "كوكتيل 2000" و"فارس الأندلس" للدكتور نبيل فاروق، ومن هنا بدأت رحلة حبي لأدب الخيال العلمي، وزاد تعلقي بالدكتور مصطفى محمود ببرنامجه "العلم والإيمان"، ثم أطلق نبيل فاروق "الرجل المستحيل".

ثم انتقلت عام 1993 إلى عالم العراب أحمد خالد توفيق وبدأ مشوارى معه، وأحببت أدب الفانتازيا، وأستطيع القول بأنني تأثرت كثيرا بنهج هذا الثنائي من حيث اهتمامهم بالكتابة إلى الأطفال واليافعين في وقت لم يكن أحد يهتم بالكتابة إليهم في مصر والوطن العربي، وتأثرت بذلك فقد كتبت سلسلة "فرح" للأطفال وأعمل الآن على سلسلة جديدة للشباب، أيضا وجدت نفسي مدفوعة لترجمة الروايات العالمية القديمة وغير المشهورة في الخيال والرعب والبوليسي،وهذا ما كان يفعله أحمد خالد توفيق في سلسلة روايات عالمية للجيب، ولكن لم استعر أسلوب أحد منهم، فتأثري كان برحلتهما ومشوارهما.

*بعد رحيل قطبي أدب الرعب والخيال العلمي.. هل يعني ذلك أن مستقبل هذا النوع الأدبي في خطر؟

في حقيقة الأمر لا يوجد إشكالية بين دور النشر وكتاب أدب الخيال العلمي والرعب والبوليسى، بل هذه الأيام أصبحت رواية الرعب "موضة" وتحقق مبيعات كبيرة نظرًا لضخامة جمهورها خصوصا من فئة الشباب، ولكننا بالطبع مع فقدان كبير للدكتور نبيل فاروق سوف تحدث فجوة كبيرة، ليس فقط كونه كان مدير النشر بالمؤسسة العربية الحديثة.

ولكنه كان داعما كبيرا للكتاب الشباب والجدد فكان يبحث بنفسه عن ناشر لمساعدتهم، وكان لديه مشروع بعنوان "مختارات نبيل فاروق" صدر منه عدد واحد، وكان الهدف منه رعاية الشباب بنشر قصصهم في عمل جماعي لأول مرة، وبعد وفاة نبيل فاروق شعرت بالخوف فمن سيملأ هذا الفراغ بعده وهل سيصبح دور المؤسسة أن تنشر أعمالا للكتاب فقط، أم ستدعم المواهب الجديدة، فالدكتور نبيل فاروق هو من اكتشف أحمد خالد توفيق وقدمه للقراء.

*لماذا لا يوجد إلى الآن اعتراف رسمي بأدب الفانتازيا.. ومازال يُعتبر درجة ثانية أو ثالثة؟

ليس هناك سبب حقيقي، فأدب الرعب والفانتازيا محبوب عند القراء ودائما يكون الأعلى مبيعا، فهو متنوع كباقي الأنواع الأدبية، فيه أعمال موجهة للأطفال وأعمال موجهة للكبار في نفس الوقت، وعلى سبيل المثال الكاتب الأمريكى ستيفن كينج يكتب رعبا للكبار، آن الأوان الاعتراف بهذا النوع المتفرد من الأدب.

 *من وجهة نظرك.. أسباب تأثير أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق في نفوس الملايين؟

من منتصف السبعينيات حتى الثمانينيات لم يخاطب جيلي أحدا غير هذا الثنائي، صحيح كان هناك بعض العظماء أمثال أنيس منصور ويوسف إدريس والعقاد ونجيب محفوظ، ولكن كان هؤلاء كبار ومؤلفاتهم تشبههم لا تتناسب مع الأطفال واليافعين، فكان ليس لدينا خيارات إما مؤلفات الكبار أو مجلات الصغار كـ"ميكي ماوس".

ووجدنا خيارات متعددة بوجود الدكتور نبيل فاروق والدكتور أحمد خالد توفيق، حتى أن الأخير ازداد تعلقنا به من خلال رسائل البريد التي كنا نرسلها له ويرد علينا من خلال سلسلة ما وراء الطبيعة، وأثناء لقائنا به بمعرض الكتاب كان أحمد خالد توفيق يعرفنا جميعًا بالاسم.

*ماوراء الطبيعة ونجاحها على المنصات الرقمية.. هل يمثل دفعة للمزيد من إنتاج أدب الفانتازيا؟

أتمني ذلك.. ولكن على أرض الواقع تتجه أغلب شركات الإنتاج إلى صنع المنتج الفني بأقل تكلفة ممكنة، وبأكثر ربح ممكن، وهو ما لا يتناسب مع أدب الخيال العلمي والرعب الذي يتطلب تكلفة أكبر، بالإضافة إلى أن نسب نجاحه غير مضمونة بعض الشيء مقارنة بالمنتجات الكوميدية والأكشن، فإنتاج أعمال خيالية درامية تتوقف على اسم مؤلف العمل وشعبيته وجمهوره.

*وما الذي تتمناه شيرين هنائي لدعم كتاب أدب الخيال العلمي والبوليسى في المستقبل؟

أتمنى تخصيص جائزة باسم أدب الخيال العلمي والفانتازيا والرعب جائزة زحل Saturn Award العالمية، لأن التقدم في الجوائز الأدبية المتاحة يحكم على هذا النوع بالإعدام قبل قراءته، وأتمني عمل درامي على غرار مسلسل "إلا أنا" بحيث تكون حلقاته منفصلة متصلة وكل حلقة يكتبها مؤلف، كما أتمني أن تعمل المؤسسة العربية الحديثة على إعادة هيكلة عملية توزيع الإصدارات، لنجدها في كل مكان كسابق عهدها، مع إصدار سلاسل ثقافية جديدة، بجانب إصدار السلاسل الخالدة لـ "أحمد خالد توفيق" و"نبيل فاروق".

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية