ملايين شيوخ الفضائيات
الدين ليس مهنة حتى الأنبياء كان لكل واحد منهم صنعة ومهنة ويأكل من عمل يده أما الدعاة الجدد
فقد أصبح الدين عندهم وسيلة سحرية للثراء السريع والنفوذ الواسع صحيح إن كل أنواع
التجارة تحتاج إلى رؤوس أموال إلا تجارة الدين تحتاج لكثير من الفهلوة والأداء التمثيلي
وخاصة للنجوم منهم الذين يتجاوز عددهم الستين داعية.
كان واحد منهم يقول في برنامجه أيام مرسي "لا تكون ديوث وتتزوج امرأة غير محجبة" وفجأة تزوج أكثر من سيدة غير محجبة ولا تثريب على البرامج الدينية على الفضائيات، طالما ظلت عند سقف "التثقيف الديني".. لكن المسألة استغلت بعد ذلك في المتاجرة بـ"الفضائح العائلية".. بات ما يحدث في "غرف النوم" حلالا مستباحا في العلن وفي فضائيات، تدخل كل بيت"، والهدف لم يعد الدين ولكن المشاهدات والإعلانات لتنتفخ جيوب وكروش ملاك الفضائيات والدعاة "رجالا أو نساء" حتى لو كانت على حساب محن الناس وآلامهم وأسرار بيوتهم شديدة الحساسية، وتناسوا جميعا حديث الرسول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين". فهو حديث شريف لا يعترف به مشايخ الفضائيات.
غثاء الترندات المزيفة
وهناك تفسيرات متعددة تحاول أن تحدد سبب ظهور الدعاة الجدد، ربما يكون أحدها أن النظام السياسي كان بحاجة لطرح نمط جديد من الدعاة الجماهيريين يسحبون البساط من تحت أقدام الجماعات الراديكالية العنيفة خاصةً وأن بعض مشاهير العلماء التقليديين وقتها مثل: (الشعراوي) و(الغزالي) كان موقفهم متفاوتًا رغم إدانتهم العنف.
وهناك أيضًا التفسير الذي يقول إن الأثرياء بحاجة إلى رجل دين يحلل الثروة ويؤكد لهم أنهم يمكنهم أن ينالوا الدنيا والآخرة إذا اتبعوا خطوات معينة، بغض النظر عن طرق جمع ثروتهم. وهناك من يرى إنه بعد كارثة ٦٧ وهزيمة المشروع الناصري باتت الطبقةً الوسطي بلا مشروع ثقافي أو سياسي وباتت في فراغ وحيرة، وكان البديل هو الخطاب الديني المتنوع من الشيخ كشك إلي ياسين رشدي وانتهاء بعمرو خالد ورفاقه..
ثم إن ظهور هؤلاء الدعاة فى وقت كانت فيه المواجهات بين الدولة والتنظيمات الإرهابية فى مرحلتها الأخيرة، وقد قدموا أنفسهم للدولة باعتبارهم قادرين على اجتذاب الشباب بعيداً عن دعوات التكفير العنيفة، وفيما يبدو أن الظاهرة الإسلامية أعادت إنتاج نفسها مرة أخرى فى صورة معتدلة بعد أن فشل الخيار المسلح، خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين كانت هى الحاضنة التى خرج منها الطرفان، الجهاديون من ناحية، والدعاة الجدد من ناحية أخرى ليس من الضروري أن يكون ذلك قد حدث بترتيب كامل، ولكن المهم أنه قد حدث، على الأقل نتيجة لارتباط المصالح والتوجهات.
أغلبية أتلفها الهوى
وكان معظم هؤلاء الدعاة قد تلقى التعليم الديني خارج المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر)، والاعتماد على التعليم المباشر والتثقيف الذاتي أو على تلقي العلم من أحد الشيوخ في حلقات العلم. ولم يدرك الكثيرون أن هذا الاختلاف فى الزى وفى اللغة وفى طبيعة التكوين كان يقربهم من رجال دين ينتمون إلى دين آخر تماماً، وهم الوعاظ البروتستانت، الذين ظهروا كصرخة احتجاج على الكنيسة الكاثوليكية أطلقها مارتن لوثر عام ١٥١٧، لم يكن التشابه فى جوهر الدين لكنه كان تشابهاً فى طريقة صياغة الخطاب، وطريقة توصيله، وفى فهم دور الداعية أو رجل الدين وطبيعة علاقته بجمهوره.
وزاد على ذلك أن اتسعت وتطورت وسائل التواصل الاجتماعي حتى أن بعض المتخصصين من هؤلاء الدعاة راح يقلد ويسير على خطى الهواة منهم وراحوا يقدمون سطحيات لا تبني عقائد أو مجتمعات، ولا تستمر زمنا. وفي ظني أنهم في طريق الانقراض لأن ما يبقي في الأرض هو ما ينفع الناس فقط.
كان واحد منهم يقول في برنامجه أيام مرسي "لا تكون ديوث وتتزوج امرأة غير محجبة" وفجأة تزوج أكثر من سيدة غير محجبة ولا تثريب على البرامج الدينية على الفضائيات، طالما ظلت عند سقف "التثقيف الديني".. لكن المسألة استغلت بعد ذلك في المتاجرة بـ"الفضائح العائلية".. بات ما يحدث في "غرف النوم" حلالا مستباحا في العلن وفي فضائيات، تدخل كل بيت"، والهدف لم يعد الدين ولكن المشاهدات والإعلانات لتنتفخ جيوب وكروش ملاك الفضائيات والدعاة "رجالا أو نساء" حتى لو كانت على حساب محن الناس وآلامهم وأسرار بيوتهم شديدة الحساسية، وتناسوا جميعا حديث الرسول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين". فهو حديث شريف لا يعترف به مشايخ الفضائيات.
غثاء الترندات المزيفة
وهناك تفسيرات متعددة تحاول أن تحدد سبب ظهور الدعاة الجدد، ربما يكون أحدها أن النظام السياسي كان بحاجة لطرح نمط جديد من الدعاة الجماهيريين يسحبون البساط من تحت أقدام الجماعات الراديكالية العنيفة خاصةً وأن بعض مشاهير العلماء التقليديين وقتها مثل: (الشعراوي) و(الغزالي) كان موقفهم متفاوتًا رغم إدانتهم العنف.
وهناك أيضًا التفسير الذي يقول إن الأثرياء بحاجة إلى رجل دين يحلل الثروة ويؤكد لهم أنهم يمكنهم أن ينالوا الدنيا والآخرة إذا اتبعوا خطوات معينة، بغض النظر عن طرق جمع ثروتهم. وهناك من يرى إنه بعد كارثة ٦٧ وهزيمة المشروع الناصري باتت الطبقةً الوسطي بلا مشروع ثقافي أو سياسي وباتت في فراغ وحيرة، وكان البديل هو الخطاب الديني المتنوع من الشيخ كشك إلي ياسين رشدي وانتهاء بعمرو خالد ورفاقه..
ثم إن ظهور هؤلاء الدعاة فى وقت كانت فيه المواجهات بين الدولة والتنظيمات الإرهابية فى مرحلتها الأخيرة، وقد قدموا أنفسهم للدولة باعتبارهم قادرين على اجتذاب الشباب بعيداً عن دعوات التكفير العنيفة، وفيما يبدو أن الظاهرة الإسلامية أعادت إنتاج نفسها مرة أخرى فى صورة معتدلة بعد أن فشل الخيار المسلح، خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين كانت هى الحاضنة التى خرج منها الطرفان، الجهاديون من ناحية، والدعاة الجدد من ناحية أخرى ليس من الضروري أن يكون ذلك قد حدث بترتيب كامل، ولكن المهم أنه قد حدث، على الأقل نتيجة لارتباط المصالح والتوجهات.
أغلبية أتلفها الهوى
وكان معظم هؤلاء الدعاة قد تلقى التعليم الديني خارج المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر)، والاعتماد على التعليم المباشر والتثقيف الذاتي أو على تلقي العلم من أحد الشيوخ في حلقات العلم. ولم يدرك الكثيرون أن هذا الاختلاف فى الزى وفى اللغة وفى طبيعة التكوين كان يقربهم من رجال دين ينتمون إلى دين آخر تماماً، وهم الوعاظ البروتستانت، الذين ظهروا كصرخة احتجاج على الكنيسة الكاثوليكية أطلقها مارتن لوثر عام ١٥١٧، لم يكن التشابه فى جوهر الدين لكنه كان تشابهاً فى طريقة صياغة الخطاب، وطريقة توصيله، وفى فهم دور الداعية أو رجل الدين وطبيعة علاقته بجمهوره.
وزاد على ذلك أن اتسعت وتطورت وسائل التواصل الاجتماعي حتى أن بعض المتخصصين من هؤلاء الدعاة راح يقلد ويسير على خطى الهواة منهم وراحوا يقدمون سطحيات لا تبني عقائد أو مجتمعات، ولا تستمر زمنا. وفي ظني أنهم في طريق الانقراض لأن ما يبقي في الأرض هو ما ينفع الناس فقط.