غثاء الترندات المزيفة
الترند هو مصطلح يعني وصول الهاشتاج إلى قائمة
أعلى 10هاشتجات استخداما على موقع تويتر، يتم ذلك من خلال طريقتين، إما أن يكون هاشتاجا مدفوع الثمن، أو من خلال كتابة مجموعة من المستخدمين بنفس الهاشتاج خلال مدة زمنية
قصيرة، عدد مستخدمي الإنترنت في مصر يصل إلى 54.7 مليون مستخدم، ويقدر عدد مستخدمي
منصات التواصل الاجتماعي النشطين إلى 42 مليون مستخدم، أي ما يزيد عن ثلثى سكان مصر، يتفاعلون
عبر السوشيال ميديا، ويتعرضون لتأثير الترندات..
وبات من المعروف لدى الكثيرين أن صناعة الترندات لا تأتي هباءً، فبعضها إن لم يكن معظمها ليس مجرد صدفة، أو تضامنًا حقيقيًا مع قضية ما، إنما هو توجيه من قبل جهة ما تحاول حشد الجماهير حول هاشتاج معين، يحمل وراءه غاية ما وهي إحدى أدوات الصراعات الهجينة أو ما يطلق عليها حروب الجيل الخامس، ثم أن التكنولوجيا باتت تفهمنا أكثر ما نفهم أنفسنا، وصارت تقودنا أكثر مما نعلم أو يعلم مخترعوها..
أغلبية أتلفها الهوى
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تقرأ أفكارنا، وهو ما يظهر في إعلانات الفيس بوك مثلًا، حيث يتحدث المستخدم مع صديقه على منتج ما فيجده أمامه على الفيس بوك ومثلها فيديوهات اليوتيوب، وقد تم تطوير مواقع التواصل الاجتماعي في البروباجاندا ونشر الأخبار المفبركة حيث تم تطوير أدوات لعمل حسابات وهمية، يمكنها التفاعل مع المستخدم والتعليق على المنشورات ونشر وتفعيل الهاشتاجات الموجهة، التي يتفاعل معها بعد ذلك المستخدمون.
حتى وإن كانت أغلب الترندات مصدرها جهات ما تحاول السيطرة على العقل الجمعي، فإن التفاعل معها ليس بالضرورة لخدمة توجه ما، فكثيرًا من المنساقين ورائها يأتون بسبب دوافع: لأن ترندات السوشيال ميديا انفعالية لحظية اندفاعية، يظهر أحدهم لعدة أيام ويختفي ويظهر آخر وهكذا وتلك بعض النماذج من الحملات التي فجرتها وسائل التواصل الاجتماعى خلال أقل من ستة شهور مثل حنين حسام فتاة التيك توك وسيدة القطار وسيدة المطر، وكذلك ابن المستشار طفل المرور والدكتور الجامعي الذي سب القرآن الكريم وقضية الفيرمونت وفتاة الفيرمونت وحبس سما المصري وقضية شهيد الشهامة، وحكاية هاني مهنا مع حمو بيكا في فرح نجلته والراقصة لورديانه وبطانة فستان رانيا يوسف وحبس أحمد حسن وزينب بسبب ترويع ابنتهما ومقاطعات المنتجات الفرنسية.
وخطوبة طفلين قاصرين في مصر وقضية طالب الجامعة الأمريكية أحمد بسام زكي منذ ٤ شهور، وجلسة تصوير لشاب صعيدي مع أربعة فتيات يرتدين فساتين زفاف منذ ١٠ أشهر وفيديو التنمر على شاب سوداني وإلقائه بالحجارة منذ ٤ شهور مضت.
ونسينا الفلاح وعيده
وبائع التين الشوكي الذي تعاطف معه الجمهور المصري بعد محاولة مصادرة عربته منذ ٣ أشهر مضت والجدل حول موت ماما سناء أشهر يوتيوبر في مصر منذ ٥ أشهر. والكوميديان الذي سخر من مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم منذ شهر، والحملة الإلكترونية التي تتسبب في إلغاء حفلة للمغني المغربي سعد المجرد في مصر بعد إتهامه في قضايا اغتصاب وللوصول لحقيقة الأمور يجب الاستماع لكافة الأطراف، وهو ما لا يحدث على السوشيال ميديا أبدًا..
فردود الأفعال اللحظية تأتي كرد فعل انفعالي على واقعة ما، كما حدث من تضامن ودفاع عن المثلية بعد واقعة انتحار الناشطة السياسية سارة حجازي وكلما تكاثرت الترندات، وغالبًا ما يتبعها تهليل، وتطبيل، وصراع على الأعلى قراءة، والترتيب في «التوب ستوري» ومعدل «الترافيك»، وغير ذلك مما فرضته الكتابة الحديثة من اللهث وراء السخافات والحماقات التي لا تزيد صاحبها إلا مكسبًا زائفًا يتوارى بمرور اللحظات؛ لأنه لا يصمد أيامًا..
ففي اليوم الجديد ترند جديد، وسخافة جديدة، ولهث جديد، ومكسب زائف من اللغو واللغط والغث صار بغيضًا، بعيدا عن الكتابة الحقيقية التي تصنع.التاريخ والمستقبل الذي يحاول هذا الترند أن يمحوهم؛ لتظل تتابع، وفي أثناء المتابعة تنسى ما يجب أن تتذكره؛ لكي تركض وراء الترند لم ولن يصنع ثقافة، ولن تصبح كاتبًا ذا قيمة إذا كنت متابعًا للترندات باستمرار بل قد تنسى الكتابة والفهم والتحليل والتوثيق؛ لأن الترند لا يحتاج إلى ذلك، إنما أدواته هي السرعة دون تحليل أو فهم، والنقل دون تحسين أو تدقيق، والتلاعب دون تأكيد أو توثيق، هو صناعة التابع وأصحاب «الشير»، ولا يهدف إلا للتجديد الوهمي ما أكثر الترندات ولكنها غثاء زائف من اللغو واللغط كغثاء السيل.
وبات من المعروف لدى الكثيرين أن صناعة الترندات لا تأتي هباءً، فبعضها إن لم يكن معظمها ليس مجرد صدفة، أو تضامنًا حقيقيًا مع قضية ما، إنما هو توجيه من قبل جهة ما تحاول حشد الجماهير حول هاشتاج معين، يحمل وراءه غاية ما وهي إحدى أدوات الصراعات الهجينة أو ما يطلق عليها حروب الجيل الخامس، ثم أن التكنولوجيا باتت تفهمنا أكثر ما نفهم أنفسنا، وصارت تقودنا أكثر مما نعلم أو يعلم مخترعوها..
أغلبية أتلفها الهوى
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تقرأ أفكارنا، وهو ما يظهر في إعلانات الفيس بوك مثلًا، حيث يتحدث المستخدم مع صديقه على منتج ما فيجده أمامه على الفيس بوك ومثلها فيديوهات اليوتيوب، وقد تم تطوير مواقع التواصل الاجتماعي في البروباجاندا ونشر الأخبار المفبركة حيث تم تطوير أدوات لعمل حسابات وهمية، يمكنها التفاعل مع المستخدم والتعليق على المنشورات ونشر وتفعيل الهاشتاجات الموجهة، التي يتفاعل معها بعد ذلك المستخدمون.
حتى وإن كانت أغلب الترندات مصدرها جهات ما تحاول السيطرة على العقل الجمعي، فإن التفاعل معها ليس بالضرورة لخدمة توجه ما، فكثيرًا من المنساقين ورائها يأتون بسبب دوافع: لأن ترندات السوشيال ميديا انفعالية لحظية اندفاعية، يظهر أحدهم لعدة أيام ويختفي ويظهر آخر وهكذا وتلك بعض النماذج من الحملات التي فجرتها وسائل التواصل الاجتماعى خلال أقل من ستة شهور مثل حنين حسام فتاة التيك توك وسيدة القطار وسيدة المطر، وكذلك ابن المستشار طفل المرور والدكتور الجامعي الذي سب القرآن الكريم وقضية الفيرمونت وفتاة الفيرمونت وحبس سما المصري وقضية شهيد الشهامة، وحكاية هاني مهنا مع حمو بيكا في فرح نجلته والراقصة لورديانه وبطانة فستان رانيا يوسف وحبس أحمد حسن وزينب بسبب ترويع ابنتهما ومقاطعات المنتجات الفرنسية.
وخطوبة طفلين قاصرين في مصر وقضية طالب الجامعة الأمريكية أحمد بسام زكي منذ ٤ شهور، وجلسة تصوير لشاب صعيدي مع أربعة فتيات يرتدين فساتين زفاف منذ ١٠ أشهر وفيديو التنمر على شاب سوداني وإلقائه بالحجارة منذ ٤ شهور مضت.
ونسينا الفلاح وعيده
وبائع التين الشوكي الذي تعاطف معه الجمهور المصري بعد محاولة مصادرة عربته منذ ٣ أشهر مضت والجدل حول موت ماما سناء أشهر يوتيوبر في مصر منذ ٥ أشهر. والكوميديان الذي سخر من مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم منذ شهر، والحملة الإلكترونية التي تتسبب في إلغاء حفلة للمغني المغربي سعد المجرد في مصر بعد إتهامه في قضايا اغتصاب وللوصول لحقيقة الأمور يجب الاستماع لكافة الأطراف، وهو ما لا يحدث على السوشيال ميديا أبدًا..
فردود الأفعال اللحظية تأتي كرد فعل انفعالي على واقعة ما، كما حدث من تضامن ودفاع عن المثلية بعد واقعة انتحار الناشطة السياسية سارة حجازي وكلما تكاثرت الترندات، وغالبًا ما يتبعها تهليل، وتطبيل، وصراع على الأعلى قراءة، والترتيب في «التوب ستوري» ومعدل «الترافيك»، وغير ذلك مما فرضته الكتابة الحديثة من اللهث وراء السخافات والحماقات التي لا تزيد صاحبها إلا مكسبًا زائفًا يتوارى بمرور اللحظات؛ لأنه لا يصمد أيامًا..
ففي اليوم الجديد ترند جديد، وسخافة جديدة، ولهث جديد، ومكسب زائف من اللغو واللغط والغث صار بغيضًا، بعيدا عن الكتابة الحقيقية التي تصنع.التاريخ والمستقبل الذي يحاول هذا الترند أن يمحوهم؛ لتظل تتابع، وفي أثناء المتابعة تنسى ما يجب أن تتذكره؛ لكي تركض وراء الترند لم ولن يصنع ثقافة، ولن تصبح كاتبًا ذا قيمة إذا كنت متابعًا للترندات باستمرار بل قد تنسى الكتابة والفهم والتحليل والتوثيق؛ لأن الترند لا يحتاج إلى ذلك، إنما أدواته هي السرعة دون تحليل أو فهم، والنقل دون تحسين أو تدقيق، والتلاعب دون تأكيد أو توثيق، هو صناعة التابع وأصحاب «الشير»، ولا يهدف إلا للتجديد الوهمي ما أكثر الترندات ولكنها غثاء زائف من اللغو واللغط كغثاء السيل.