الوعد!
في إحدى الممالك
الكبيرة في قديم الزمان، رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة، ورأى من ضمن حراسه
حارسًا عجوزًا واقفًا بملابس رقيقة لا تتناسب مع هذا الطقس القارس، فاقترب منه الملك
وسأله: ألا تشعر بالبرد.
فردّ الحارس: نعم أشعر بالبرد، ولكنّي لا أمتلك لباسا دافئا، فلا مناص لي من التحمّل.
فقال له الملك: سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بملابس مناسبة لهذه الأجواء.
فرح الحارس بوعد الملك، ولكن ما أن دخل الملك قصره حتى نسي وعده، وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة صغيرة كتب عليها بخط مرتجف: "أيّها الملك، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامدًا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقدرتى على التحمل وقتلني".
بناء القناعات
لقد أصبح مع الأسف إخلاف الوعد من الأمور التي يتساهل فيها الناس كثيرًا في هذه الأيام، وهم لا يدرون أنها صفة من صفات المنافقين، كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، كما يقول أيضًا:« أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
من المهم أن تدرك أن وعودك للآخرين مهما كانت بسيطة بالنسبة لك فإنها قد تعني لهم أكثر مما تتصوّر، فلا تخلف وعدًا فأنت لا تدري ما تهدم بذلك. وتذكر دائمًا أن هناك من يعلق رجاءه وأحلامه على وعودك، فلا تفاجأه بالخذلان فتموت أحلامه وآماله وقد يموت معها.
شجاعة العقل!
وأنت أيها الموعود إذا أخلف أحدهم معك وعده فلا تعتبر ذلك نهاية الكون، ولا تحزن ولا تيأس وجد واجتهد وعافر وثابر وأحسن الظن بالله، وضع نصب عينيك دائمًا أنه سبحانه على كل شىء قدير.. وتذكر قصة الرجل الأعرابى الذي عندما علم بأن هناك تاجرا شريرا يحاربه في مصدر رزقه ويحرض باقى التجار على عدم التعامل معه، فقال له: "يا هذا.. لا أنت الرازق، ولا أنت المدبر، فلا تشغل بالك بمحاولة منع الرزق عن هذا ومنحه لذاك.. لأنك في طرفة عين قد يجعلك الله تعود كما كنت طالبًا للإحسان".
يقول الشاعر والفيلسوف الفذ أبو العلاء المعرى:
تجنبِ الوعدَ يومًا أن تفوهَ به فإن وعدتَ فلا يذممك إنجازُ
واصمتْ فإنَّ كلامَ المرءِ يهلكُه وإن نطقتَ فإفصاحٌ وإيجازُ
وإن عجزتَ عن الخيراتِ تفعلُها فلا يكنْ دونَ تركِ الشرِّ إعجازُ
فردّ الحارس: نعم أشعر بالبرد، ولكنّي لا أمتلك لباسا دافئا، فلا مناص لي من التحمّل.
فقال له الملك: سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بملابس مناسبة لهذه الأجواء.
فرح الحارس بوعد الملك، ولكن ما أن دخل الملك قصره حتى نسي وعده، وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة صغيرة كتب عليها بخط مرتجف: "أيّها الملك، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامدًا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقدرتى على التحمل وقتلني".
بناء القناعات
لقد أصبح مع الأسف إخلاف الوعد من الأمور التي يتساهل فيها الناس كثيرًا في هذه الأيام، وهم لا يدرون أنها صفة من صفات المنافقين، كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، كما يقول أيضًا:« أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
من المهم أن تدرك أن وعودك للآخرين مهما كانت بسيطة بالنسبة لك فإنها قد تعني لهم أكثر مما تتصوّر، فلا تخلف وعدًا فأنت لا تدري ما تهدم بذلك. وتذكر دائمًا أن هناك من يعلق رجاءه وأحلامه على وعودك، فلا تفاجأه بالخذلان فتموت أحلامه وآماله وقد يموت معها.
شجاعة العقل!
وأنت أيها الموعود إذا أخلف أحدهم معك وعده فلا تعتبر ذلك نهاية الكون، ولا تحزن ولا تيأس وجد واجتهد وعافر وثابر وأحسن الظن بالله، وضع نصب عينيك دائمًا أنه سبحانه على كل شىء قدير.. وتذكر قصة الرجل الأعرابى الذي عندما علم بأن هناك تاجرا شريرا يحاربه في مصدر رزقه ويحرض باقى التجار على عدم التعامل معه، فقال له: "يا هذا.. لا أنت الرازق، ولا أنت المدبر، فلا تشغل بالك بمحاولة منع الرزق عن هذا ومنحه لذاك.. لأنك في طرفة عين قد يجعلك الله تعود كما كنت طالبًا للإحسان".
يقول الشاعر والفيلسوف الفذ أبو العلاء المعرى:
تجنبِ الوعدَ يومًا أن تفوهَ به فإن وعدتَ فلا يذممك إنجازُ
واصمتْ فإنَّ كلامَ المرءِ يهلكُه وإن نطقتَ فإفصاحٌ وإيجازُ
وإن عجزتَ عن الخيراتِ تفعلُها فلا يكنْ دونَ تركِ الشرِّ إعجازُ