رئيس التحرير
عصام كامل

هوامش برلمانية

الصمت عن أية اتهامات أو "رتوش" تخص نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها ليس من الفطنة في شيء. وترك الفرصة لبعض المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ لادعاء المظلومية يؤثر سلبًا على المشهد الانتخابي برمته. إخفاء الحقائق، في زمن السماوات المفتوحة والفضاء الإلكتروني، لا علاقة له بالسياسة.



الدفع بتقارير رسمية مختومة بختم الجهة المختصة لا يكفى مسوغًا للتكذيب أو التصديق. عبارة الفنان الراحل "حسن البارودي" في فيلم "الزوجة الثانية": "الدفاتر دفاترنا" غدت قولًا مأثورًا جاهزًا للرد فى مثل هذه الحالات. البرلمانات تكتسب أهميتها من صدق نتائجها أولاً؛ فالمقدمات الخاطئة لا تقود إلا إلى نتائج خاطئة.

النائب الذى يتسلل إلى البرلمان بطرق غير سليمة لن يضيف إلى الحياة البرلمانية شيئًا مذكورًا، وسوف يطويه النسيان هو وبرلمانه. قراءة التاريخ فى مثل هذه الحالات وتدبر دروسه فرض كفاية. من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل. إظهار الحقائق للرأى العام، أولاً بأول، يقطع الطريق على المُغرضين وأصحاب النوايا المشبوهة والأجندات المأجورة، ومَن يصطادون في الماء العكر من الداخل والخارج.

أولويات الإعلام!

الفضائيات الكارهة لمصر تركز على مثل هذه المواقف والتصرفات غير المسؤولة وتنفخ فيها، وتصدرها للعالم لإظهار "أم الدنيا" فى صورة الدولة التى تقمع المعارضين وتقصيهم من الحياة البرلمانية، وهذا قد يكون ضد الواقع. لماذا لا نقطع الطريق على مثل هؤلاء المتنطعين والمتطفلين والمنتفعين من خلال إظهار الحقائق وكشف الأكاذيب بصدق ويقين؟

من الوارد جدًا أن يكون هناك مرشح يتخيل أنه سوف يكتسح الانتخابات، مستعظمًا قدراته، ومتجاهلًا قوة منافسيه، أو ما استجد من متغيرات داخل دائرته التي لم يطأها منذ خمس سنوات، وعندما يخذله الناخبون يدعى الاضطهاد والمظلومية، ويتوهم أنه تم إسقاطه غدرًا، بسبب معارضته المستمرة.

فى هذه الحالة.. يظل السكوت جريمة متكاملة الأركان. البرلمان لن يتأثر بوجود عدد محدود من العناصر المشاغبة، ولن تتعطل قراراته بسبب اعتراض بضعة نواب. وجود بعض الأصوات المعارضة تحت القبة يضفى على الحياة البرلمانية حالة من الزخم والشغف، ويوحي بالديمقراطية وحرية الرأي.

جمهورية التكاتك

سياسة الإخصاء والإقصاء – إنْ وُجدتْ- ليست دليل قوة، بل برهان خوف وضعف. سياسة الاحتواء فى الحالة الراهنة أفضل بكثير. مصر ذات تاريخ برلماني عريق، كما تعد الحياة النيابية المصرية ملحمة وطنية بامتياز، ومصر صاحبة أول مجلس نيابي منتخب يمتلك اختصاصات نيابية في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم فيجب ألا نهيل التراب على هذا التاريخ، وألا نمنح الفرصة لبعض الصغار لكي يشوهوا هذا التاريخ؛ ظنًا منهم أنهم على الصواب والصراط المستقيم.

الجريدة الرسمية