أولويات الإعلام!
كان الإعلام، باختلاف تنويعاته، قبل سنوات، قائدًا ومتبوعًا، واليوم.. صار تابعًا وخاضعًا، لا عقل ولا فكر له، تقوده منصات السوشيال ميديا على هواها وكما تريد هي، لا كما يريد هو. تخلى الإعلام طواعية عن شرف المهنة وأمانة الكلمة وفرَّط فى كل شىء.
يوم الجمعة الماضى.. حضرت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة نبيلة مكرم، ومحافظة دمياط الدكتورة منال عوض، وهما مسيحيتان، شعائر صلاة الجمعة، فى رسالة لها دلالتها ومغزاها ورمزيتها لفرقاء الداخل وخصوم الخارج..
ورغم ذلك لم تحصل هذه الواقعة "النادرة جدًا" على حقها من الاهتمام الإعلامى المطلوب، بل يمكن القول: إن هذا المشهد – على أهميته البالغة- يكاد يكون اختفى تمامًا، ولم يتم توظيفه بالشكل اللائق والمرجو؛ لأنه تزامن مع اليوم الذى شهد إقامة مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى أفريقيا، وما تبعها من ملابسات وتلاسنات وتحفيل وتنمر بين الجانبين.
اختطاف العميد والفيلسوف!
أدار الإعلام ظهره لحضور مسؤوليتين مسيحيتين صلاة الجمعة، وما يعنيه هذا الحضور من رسالة إنسانية وأخلاقية مهمة للداخل والخارج، وتفرغ لشحن جماهير الكرة ومغازلتهم وإرضائهم والتركيز على السلبيات التى رافقت مباراة القرن، وترديد وترويج ما تتناقله منصات التواصل الاجتماعي.. لماذا؟ لأن هذه رغبات رواد الفضاء الإلكترونى وصبيان السوشيال ميديا.
الأمر ذاته.. تكرر "بالكربون" يوم الإثنين الماضي.. عندما قادت منصات التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام على احتلافها، وفى الصدارة منها الفضائيات وبرامجها المسائية، للحديث عن فتاة الهرم وهى فتاة عشرينية ظهرت بزي فرعوني "مكشوف" أمام هرم سقارة، وقامت الدنيا ولم تقعد على الفتاة التى حققت لنفسها ما أرادت من شهرة وصدارة مؤشرات البحث على الشبكة العنكبوتية فى وقت قياسي، واجتهد بعضهم للبحث عن السيرة الذاتية للفتاة الباحثة عن الشهرة بتضاريسها ونشأتها ودراستها وتحولها من تخصصها الأساسى إلى عالم عارضات الأزياء وأشياء أخرى.
هذه الواقعة تزامنت مع حصول الدكتورة هدى المراغي على أرفع وسام فى كندا، تقديرًا على إنجازاتها العلمية فى مجال الهندسة الصناعية، حيث تجاهلها الإعلام المحلي الذى ظل يومين متتاليين مشغولاً بحادث فتاة الهرم، والتنمر عليها تارة، والبحث فى التهمة الموجهة إليها والعقوبة المحتملة تارة ثانية، ونشر أخبار عن تلقيها عرضًا من "المنتج الجزار" للمشاركة فى فيلم جديد تارة ثالثة.
يوسفُ.. أعرضْ عن هذا
أما إنجاز الدكتورة هدى المراغي، فتم غض الطرف عنه، ولم يهتم أحد بها، ولا بالتواصل معها واستضافتها، ولا البحث فى سيرتها العلمية الأولى فى مصر، عندما تفوقت فى كلية الهندسة وتم تعيينها مُعيدة، والتطرق إلى منجزاتها العلمية، باعتبارها أول سيدة تتولى عمادة كلية الهندسة فى كندا، كما أن وسائل الإعلام التى نشرت على استحياء معالجات صحفية عنها، لم تتحرَّ الدقة، فى معلوماتها وفى صورة الدكتورة هدى المراغي نفسها.
هذه هى الحالة الإعلامية المصرية باختصار غير مُخلٍّ. قتلُ ما تبقى من قيم وثوابت أخلاقية واجتماعية، وتعظيم توافه الأمور والأشياء والأشخاص، ويبدو أن هذه العقيدة سوف تستمر حينًا من الدهر؛ انطلاقًا من نظرية : "الزبون عاوز كده"، كما أن الحديث عن ضرورة إعادة النظر فى المنظومة الإعلامية وترتيب أولوياتها وإعادتها إلى رشدها المفقود وسيرتها الأولى، لم يعد مُجديًا، ويشبه الحرث فى المياه.. حتى إشعار آخر.
يوم الجمعة الماضى.. حضرت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة نبيلة مكرم، ومحافظة دمياط الدكتورة منال عوض، وهما مسيحيتان، شعائر صلاة الجمعة، فى رسالة لها دلالتها ومغزاها ورمزيتها لفرقاء الداخل وخصوم الخارج..
ورغم ذلك لم تحصل هذه الواقعة "النادرة جدًا" على حقها من الاهتمام الإعلامى المطلوب، بل يمكن القول: إن هذا المشهد – على أهميته البالغة- يكاد يكون اختفى تمامًا، ولم يتم توظيفه بالشكل اللائق والمرجو؛ لأنه تزامن مع اليوم الذى شهد إقامة مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى أفريقيا، وما تبعها من ملابسات وتلاسنات وتحفيل وتنمر بين الجانبين.
اختطاف العميد والفيلسوف!
أدار الإعلام ظهره لحضور مسؤوليتين مسيحيتين صلاة الجمعة، وما يعنيه هذا الحضور من رسالة إنسانية وأخلاقية مهمة للداخل والخارج، وتفرغ لشحن جماهير الكرة ومغازلتهم وإرضائهم والتركيز على السلبيات التى رافقت مباراة القرن، وترديد وترويج ما تتناقله منصات التواصل الاجتماعي.. لماذا؟ لأن هذه رغبات رواد الفضاء الإلكترونى وصبيان السوشيال ميديا.
الأمر ذاته.. تكرر "بالكربون" يوم الإثنين الماضي.. عندما قادت منصات التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام على احتلافها، وفى الصدارة منها الفضائيات وبرامجها المسائية، للحديث عن فتاة الهرم وهى فتاة عشرينية ظهرت بزي فرعوني "مكشوف" أمام هرم سقارة، وقامت الدنيا ولم تقعد على الفتاة التى حققت لنفسها ما أرادت من شهرة وصدارة مؤشرات البحث على الشبكة العنكبوتية فى وقت قياسي، واجتهد بعضهم للبحث عن السيرة الذاتية للفتاة الباحثة عن الشهرة بتضاريسها ونشأتها ودراستها وتحولها من تخصصها الأساسى إلى عالم عارضات الأزياء وأشياء أخرى.
هذه الواقعة تزامنت مع حصول الدكتورة هدى المراغي على أرفع وسام فى كندا، تقديرًا على إنجازاتها العلمية فى مجال الهندسة الصناعية، حيث تجاهلها الإعلام المحلي الذى ظل يومين متتاليين مشغولاً بحادث فتاة الهرم، والتنمر عليها تارة، والبحث فى التهمة الموجهة إليها والعقوبة المحتملة تارة ثانية، ونشر أخبار عن تلقيها عرضًا من "المنتج الجزار" للمشاركة فى فيلم جديد تارة ثالثة.
يوسفُ.. أعرضْ عن هذا
أما إنجاز الدكتورة هدى المراغي، فتم غض الطرف عنه، ولم يهتم أحد بها، ولا بالتواصل معها واستضافتها، ولا البحث فى سيرتها العلمية الأولى فى مصر، عندما تفوقت فى كلية الهندسة وتم تعيينها مُعيدة، والتطرق إلى منجزاتها العلمية، باعتبارها أول سيدة تتولى عمادة كلية الهندسة فى كندا، كما أن وسائل الإعلام التى نشرت على استحياء معالجات صحفية عنها، لم تتحرَّ الدقة، فى معلوماتها وفى صورة الدكتورة هدى المراغي نفسها.
هذه هى الحالة الإعلامية المصرية باختصار غير مُخلٍّ. قتلُ ما تبقى من قيم وثوابت أخلاقية واجتماعية، وتعظيم توافه الأمور والأشياء والأشخاص، ويبدو أن هذه العقيدة سوف تستمر حينًا من الدهر؛ انطلاقًا من نظرية : "الزبون عاوز كده"، كما أن الحديث عن ضرورة إعادة النظر فى المنظومة الإعلامية وترتيب أولوياتها وإعادتها إلى رشدها المفقود وسيرتها الأولى، لم يعد مُجديًا، ويشبه الحرث فى المياه.. حتى إشعار آخر.