الأوامر والنواهي الإلهية
في آية جامعة للأوامر
والنواهي الإلهية يقول تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). في هذه الآية الجامعة للأوامر والنواهي الإلهية نجد أن
هناك ثلاث أوامر وثلاث نواهي. الأمر الأول بإقامة العدل والمعنى هنا غير قاصر على إقامة
العدل بين المختلفين في أمر والمتنازعين على شئ ما.
فإقامة العدل أمر متعلق بكل وجوه الحياة، وأول إقامة للعدل مطالب بها العبد المؤمن أن يقيم عدل الله تعالى في مملكة تكوينه أي بين الجانب المادي الغرائزي في تكوينه وبين الجانب الروحي، بمعنى أن يعطي الجانب البشري في تكوينه ما يحتاجه في حدود ما أحل الله عز وجل وفي نفس الوقت ألا يهمل متطلبات الجانب الروحي من العبادة والذكر إذ أنه كما أن للجسد والنفس متطلبات كذلك للروح أقوات ومتطلبات وبذلك يحقق المعادلة ويقيم العدل في مملكة تكوينه.
الحسد أخطر أمراض النفس
ثم العدل في الإنفاق فلا يجعل يده مغلولة إلى عنقه إشارة إلى البخل والإمساك وفي نفس الوقت لا يبسطها كل البسط. ثم العدل بين الزوجات في النفقة والمبيت وطيب المعاملة إن كان هناك أكثر من زوجة. ثم العدل بين الأبناء فلا يميز إبن على آخر ولا إبن على إبنة.
ثم العدل بين المتنازعين والمختلفين وإن كان من بينهم قريب أو حبيب لقوله تعالى (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) .هذا ومن العدل إنصاف الخصم وعدم غمض حقه . ثم العدل في كل مناحي الحياة وفي المعاملات.. هذا عن الأمر الإلهي الأول..
وأما عن الأمر الثاني وهو الأمر بالإحسان فله وجود متعددة كثيرة تشمل كل معاملات العبد في حياته.. مع ربه تعالى ومعناه الإحسان في عبادته عز وجل بالصدق والإخلاص والإتقان فيها وعدم رؤية النفس فيها ورؤية توفيق الله تعالى له وأن لا يتعالى بها ولا يستطل على الناس. ثم الإحسان في إتباعه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وذلك بإلتزامه بهديه القويم وتعاليم سنته الرشيدة وإحياءها.
ثم الإحسان في النية وخاصة أنها الأصل في الأعمال والإحسان في الظن وإن كان في غير أهله والإحسان في القول والفعل فالكلمة الطيبة صدقة. وإلاحسان في المعاملات والتي منها بر الوالدين والإحسان إليهما وحسن تربية الأبناء والإحسان إلى الزوجة والعكس إحسان الزوجة للزوج وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار المسلم وغير المسلم والإحسان إلى الأرملة والمسكين والفقير واليتيم وإبن السبيل والسائل والمحروم.
صحف الخليل والكليم عليهما السلام
والإحسان إلى الأرض التي خلقنا منها وذلك بإصلاحها وتعميرها وإثراء الحياة عليها وعدم الفساد والإفساد فيها والحفاظ على مظاهر الحياة عليها. وكذلك الإحسان إلي الحيوان والنبات والجماد وكل ما يحيط بنا من العوالم والكائنات.. ومن الإحسان. الإحسان للمحسن والمسئ أخذا بقوله تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) . وعملا بقول سيد أهل الإحسان وسيد أهل الكمال صلي الله عليه وسلم وعلى آله ( صل من قطعك وأعطي من حرمك وأعفو عمن ظلمك) .
هذا وعلى رأس الإحسان إحسان الظن في الله تعالى وفي الحديث القدسي يقول عز وجل (أنا عند ظن عبدي بي) هذا ومن إحسان الظن بالله أن يعتقد العبد في رحمة الله تعالى ومغفرته للذنوب مهما عظمت وانه تعالى رب عفو كريم تواب رحمن رحيم وأن رحمته تعالى أكبر وأعظم من كل الذنوب . يقول تعالى(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)..
هذا وقد خص الله سبحانه أهل الإحسان بالفضل العظيم وهو المقام في جنته في الآخرة وأعظم من ذلك التمتع برؤية وجهه جل جلاله الكريم لقوله تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ). الحسنى إشارة إلى الجنة والزيادة التمتع بالنظر إلى وجهه تعالى الكريم. هذا بالإضافة إلى أن أهل الإحسان يقيمهم الله تعالى في معيته سبحانه حيث يقول تبارك وتعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).. عزيزي القارئ نستكمل شرح الآية الكريمة في المقال التالي بمشيئة الله تعالى.
فإقامة العدل أمر متعلق بكل وجوه الحياة، وأول إقامة للعدل مطالب بها العبد المؤمن أن يقيم عدل الله تعالى في مملكة تكوينه أي بين الجانب المادي الغرائزي في تكوينه وبين الجانب الروحي، بمعنى أن يعطي الجانب البشري في تكوينه ما يحتاجه في حدود ما أحل الله عز وجل وفي نفس الوقت ألا يهمل متطلبات الجانب الروحي من العبادة والذكر إذ أنه كما أن للجسد والنفس متطلبات كذلك للروح أقوات ومتطلبات وبذلك يحقق المعادلة ويقيم العدل في مملكة تكوينه.
الحسد أخطر أمراض النفس
ثم العدل في الإنفاق فلا يجعل يده مغلولة إلى عنقه إشارة إلى البخل والإمساك وفي نفس الوقت لا يبسطها كل البسط. ثم العدل بين الزوجات في النفقة والمبيت وطيب المعاملة إن كان هناك أكثر من زوجة. ثم العدل بين الأبناء فلا يميز إبن على آخر ولا إبن على إبنة.
ثم العدل بين المتنازعين والمختلفين وإن كان من بينهم قريب أو حبيب لقوله تعالى (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) .هذا ومن العدل إنصاف الخصم وعدم غمض حقه . ثم العدل في كل مناحي الحياة وفي المعاملات.. هذا عن الأمر الإلهي الأول..
وأما عن الأمر الثاني وهو الأمر بالإحسان فله وجود متعددة كثيرة تشمل كل معاملات العبد في حياته.. مع ربه تعالى ومعناه الإحسان في عبادته عز وجل بالصدق والإخلاص والإتقان فيها وعدم رؤية النفس فيها ورؤية توفيق الله تعالى له وأن لا يتعالى بها ولا يستطل على الناس. ثم الإحسان في إتباعه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وذلك بإلتزامه بهديه القويم وتعاليم سنته الرشيدة وإحياءها.
ثم الإحسان في النية وخاصة أنها الأصل في الأعمال والإحسان في الظن وإن كان في غير أهله والإحسان في القول والفعل فالكلمة الطيبة صدقة. وإلاحسان في المعاملات والتي منها بر الوالدين والإحسان إليهما وحسن تربية الأبناء والإحسان إلى الزوجة والعكس إحسان الزوجة للزوج وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار المسلم وغير المسلم والإحسان إلى الأرملة والمسكين والفقير واليتيم وإبن السبيل والسائل والمحروم.
صحف الخليل والكليم عليهما السلام
والإحسان إلى الأرض التي خلقنا منها وذلك بإصلاحها وتعميرها وإثراء الحياة عليها وعدم الفساد والإفساد فيها والحفاظ على مظاهر الحياة عليها. وكذلك الإحسان إلي الحيوان والنبات والجماد وكل ما يحيط بنا من العوالم والكائنات.. ومن الإحسان. الإحسان للمحسن والمسئ أخذا بقوله تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) . وعملا بقول سيد أهل الإحسان وسيد أهل الكمال صلي الله عليه وسلم وعلى آله ( صل من قطعك وأعطي من حرمك وأعفو عمن ظلمك) .
هذا وعلى رأس الإحسان إحسان الظن في الله تعالى وفي الحديث القدسي يقول عز وجل (أنا عند ظن عبدي بي) هذا ومن إحسان الظن بالله أن يعتقد العبد في رحمة الله تعالى ومغفرته للذنوب مهما عظمت وانه تعالى رب عفو كريم تواب رحمن رحيم وأن رحمته تعالى أكبر وأعظم من كل الذنوب . يقول تعالى(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)..
هذا وقد خص الله سبحانه أهل الإحسان بالفضل العظيم وهو المقام في جنته في الآخرة وأعظم من ذلك التمتع برؤية وجهه جل جلاله الكريم لقوله تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ). الحسنى إشارة إلى الجنة والزيادة التمتع بالنظر إلى وجهه تعالى الكريم. هذا بالإضافة إلى أن أهل الإحسان يقيمهم الله تعالى في معيته سبحانه حيث يقول تبارك وتعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).. عزيزي القارئ نستكمل شرح الآية الكريمة في المقال التالي بمشيئة الله تعالى.