دور الزعيم مصطفى كامل المجهول فى أول جامعة مصرية!
من العلامات المضيئة
فى النصف الأول من القرن العشرين، هو التفكير فى إنشاء جامعة فى مصر، لتكون الأولى
فى الشرق وأفريقيا، وكان هذا الحدث مؤشرا فارقا فى ملامح نهضة جديدة يتزعمها المصريون
الوطنيون، والتى يعد من أهم الأصوات التى نادت
بإنشاء جامعة فى مصر، الزعيم مصطفى كامل الذى رحل قبل اكتمال الحلم..
أعلن الزعيم مصطفى كامل مبادرته إلى الاكتتاب بـ500 جنيه لمشروع الجامعة، وتوالت بعد ذلك رسائل التأييد من الأعيان.. وكان من بينهم الأميرة فاطمة بنت الخديوى اسماعيل التى كانت تحاول بث فعل الخير وتتقرب إلى الشعب دون غيرها من الأمراء والأميرات، كان من يطالب بإنشاء الجامعة الكثير منهم سبق له السفر إلى أوروبا وشاهد النهضة الاوروبية التى أساسها التعليم، وأدركوا أن مصر لن تصبح دولة قوية إلا عن طريق التعليم الذى لا يرتبط بالتعليم الاوروبى إلا فى مراحل قد نحتاجه للاستفادة من خبرات من سبقنا..
لهذا كان لابد أن يكون التعليم متوفرا من الابتدائى وحتى الجامعة على أرض مصر ، وربما لا يعرف الكثير منا إن الجامعة بدأت أهلية فى مبنى مستأجر مكان الجامعة الأمريكية بميدان التحرير الآن، من صاحبه يدعى جناكليس الذى لم يكن مرتاحا للايجار، وطلب من الادارة شراء المبنى أو الإخلاء بالرغم من أن إيجاره اربعمائة جنيه فى العام..
ابتعدنا عن الجذور فغرقنا فى النقل والتقليد
وهذا كان مبلغا كبيرا خاصة إنها جامعة أهلية ولا تتبع الحكومة، إلا أن الأمير أحمد فؤاد –الملك فؤاد فيما بعد– كان رئيس شرف الجامعة تدخل وعقد اتفاقا مع جناكليس على أربعة سنوات إيجار ولا يجدد، هنا جاء دور الأميرة فاطمة اسماعيل، عندما علمت من د.محمد علوى الذى كان طبيبا خاصا للأسرة بالظروف التى تمر بها الجامعة، والعقبات التى تواجه الجامعة، التى يمكن بسببها أن تتوقف وتغلق ابوابها إذا استمر حالها يسير بنفس الاسلوب بدون دعم من جهات قوية، أعلنت إنها ستقف بكل ما تستطيع من أجل نجاح الجامعة..
اوقفت الأميرة ستة أفدنة لبناء الجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، يكون صافى ريعهم الذى كان يقدر أربعة الاف جنيه فى السنة، وكانت الأميرة فاطمة قد خصصت من أملاكها حوالى 3357 فدانا للبر والاحسان..
ويأتى 31 من مارس 1914 يوما تاريخيا عندما وضع حجر الإساس للجامعة، فقد شارك فيه الخديوى عباس حلمى الثانى، وكبار رجال الدولة، والامراء، وشيخ الازهر، وكبار العلماء، وقناصل الدول، والأدباء، إلا إن هناك ملاحظة لابد من الاشارة إليها، وهى عدم حضور اللورد كتشنر ولا قائد جيش الاحتلال الانجليزى، وتؤكد كافة المصادر إنهم لم يعتذرا، وهذا له مدلول فى غاية الاهمية، من الاستحالة يتمنى المحتل لأهل البلد التقدم والخير، فالجهل والفقر والمرض أسباب مهمة ليستمر المحتل مستغلا كل خيرات البلد التى يحتلها..
الخلافة ليست من أصول الدين!
وكانت الأميرة فاطمة قد أعلنت إنها ستتحمل كافة تكاليف البناء الذى قدر بستة وعشرين ألف جنيها، وهو مبلغ كبير للغاية، ومن أجل توفيره قامت بعرض مجوهراتها للبيع، ومن يقوم بالبيع إدارة الجامعة، فتم اتخاذ قرارا ببيعها فى أوروبا حتى تحقق ثمنا يناسب قيمتها الحقيقية، وبالفعل قام بهذه المهمة د. محمد علوى باشا وبالفعل يبلغ اجمالى البيع سبعين الف جنيه ، وهذا عاد بالنفع على الجامعة..
وفى عام 1917 فكرت الحكومة فى إقامة جامعة حكومية، وبدأت الاستعداد بضم المدارس العليا، إلا إن المشروع لم يتم إلا فى 1923، تم الاتفاق بين الحكومة وادارة الجامعة الاهلية على الاندماج فى الجامعة الجديدة، وصدر مرسوم ملكى بإنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية، وبدأت بأربعة كليات هى الطب، الحقوق، العلوم، الآداب، وفى عام 1928 بدأت الحكومة فى إنشاء مقر للجامعة –الحالى– وفى عام 1937 تم إنشاء ساعة الجامعة، وأطلق عليها جامعة فؤاد فى عام 1940، حتى تم تغييره إلى جامعة القاهرة فى1953.
صفحة من تاريخنا تحتاج لإعادة القراءة من اجل التعلم وليس للتسالى وقتل الوقت.. وتحيا مصر بروح كل أبنائها الوطنيين.
أعلن الزعيم مصطفى كامل مبادرته إلى الاكتتاب بـ500 جنيه لمشروع الجامعة، وتوالت بعد ذلك رسائل التأييد من الأعيان.. وكان من بينهم الأميرة فاطمة بنت الخديوى اسماعيل التى كانت تحاول بث فعل الخير وتتقرب إلى الشعب دون غيرها من الأمراء والأميرات، كان من يطالب بإنشاء الجامعة الكثير منهم سبق له السفر إلى أوروبا وشاهد النهضة الاوروبية التى أساسها التعليم، وأدركوا أن مصر لن تصبح دولة قوية إلا عن طريق التعليم الذى لا يرتبط بالتعليم الاوروبى إلا فى مراحل قد نحتاجه للاستفادة من خبرات من سبقنا..
لهذا كان لابد أن يكون التعليم متوفرا من الابتدائى وحتى الجامعة على أرض مصر ، وربما لا يعرف الكثير منا إن الجامعة بدأت أهلية فى مبنى مستأجر مكان الجامعة الأمريكية بميدان التحرير الآن، من صاحبه يدعى جناكليس الذى لم يكن مرتاحا للايجار، وطلب من الادارة شراء المبنى أو الإخلاء بالرغم من أن إيجاره اربعمائة جنيه فى العام..
ابتعدنا عن الجذور فغرقنا فى النقل والتقليد
وهذا كان مبلغا كبيرا خاصة إنها جامعة أهلية ولا تتبع الحكومة، إلا أن الأمير أحمد فؤاد –الملك فؤاد فيما بعد– كان رئيس شرف الجامعة تدخل وعقد اتفاقا مع جناكليس على أربعة سنوات إيجار ولا يجدد، هنا جاء دور الأميرة فاطمة اسماعيل، عندما علمت من د.محمد علوى الذى كان طبيبا خاصا للأسرة بالظروف التى تمر بها الجامعة، والعقبات التى تواجه الجامعة، التى يمكن بسببها أن تتوقف وتغلق ابوابها إذا استمر حالها يسير بنفس الاسلوب بدون دعم من جهات قوية، أعلنت إنها ستقف بكل ما تستطيع من أجل نجاح الجامعة..
اوقفت الأميرة ستة أفدنة لبناء الجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، يكون صافى ريعهم الذى كان يقدر أربعة الاف جنيه فى السنة، وكانت الأميرة فاطمة قد خصصت من أملاكها حوالى 3357 فدانا للبر والاحسان..
ويأتى 31 من مارس 1914 يوما تاريخيا عندما وضع حجر الإساس للجامعة، فقد شارك فيه الخديوى عباس حلمى الثانى، وكبار رجال الدولة، والامراء، وشيخ الازهر، وكبار العلماء، وقناصل الدول، والأدباء، إلا إن هناك ملاحظة لابد من الاشارة إليها، وهى عدم حضور اللورد كتشنر ولا قائد جيش الاحتلال الانجليزى، وتؤكد كافة المصادر إنهم لم يعتذرا، وهذا له مدلول فى غاية الاهمية، من الاستحالة يتمنى المحتل لأهل البلد التقدم والخير، فالجهل والفقر والمرض أسباب مهمة ليستمر المحتل مستغلا كل خيرات البلد التى يحتلها..
الخلافة ليست من أصول الدين!
وكانت الأميرة فاطمة قد أعلنت إنها ستتحمل كافة تكاليف البناء الذى قدر بستة وعشرين ألف جنيها، وهو مبلغ كبير للغاية، ومن أجل توفيره قامت بعرض مجوهراتها للبيع، ومن يقوم بالبيع إدارة الجامعة، فتم اتخاذ قرارا ببيعها فى أوروبا حتى تحقق ثمنا يناسب قيمتها الحقيقية، وبالفعل قام بهذه المهمة د. محمد علوى باشا وبالفعل يبلغ اجمالى البيع سبعين الف جنيه ، وهذا عاد بالنفع على الجامعة..
وفى عام 1917 فكرت الحكومة فى إقامة جامعة حكومية، وبدأت الاستعداد بضم المدارس العليا، إلا إن المشروع لم يتم إلا فى 1923، تم الاتفاق بين الحكومة وادارة الجامعة الاهلية على الاندماج فى الجامعة الجديدة، وصدر مرسوم ملكى بإنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية، وبدأت بأربعة كليات هى الطب، الحقوق، العلوم، الآداب، وفى عام 1928 بدأت الحكومة فى إنشاء مقر للجامعة –الحالى– وفى عام 1937 تم إنشاء ساعة الجامعة، وأطلق عليها جامعة فؤاد فى عام 1940، حتى تم تغييره إلى جامعة القاهرة فى1953.
صفحة من تاريخنا تحتاج لإعادة القراءة من اجل التعلم وليس للتسالى وقتل الوقت.. وتحيا مصر بروح كل أبنائها الوطنيين.