الشواهق الاجتماعية تهدد المجتمع (1)
الشاهقة المائية هي أحد مظاهر اضطراب الطقس في المناطق الساحلية، وحين تظهر فإنها تُسبب رعبًا لمن يراها، فهي ترتفع عن سطح البحر عدة أمتار وتبدأ في حركة سريعة دائرية لأعلى، وهي تشبه الدوامات التي تحدث في البحار، ويُلاحظ على صعيد مجتمعنا، وبالتحديد مواقع التواصل الاجتماعي فيه، ما يمكن أن نُسميه الشاهقة المجتمعية، وهي الواقعة التي تأخذ اهتمام المجتمع بأسره لفترة، ثم سرعان ما يتلاشى ذلك الاهتمام، ويبدأ الاهتمام بواقعة جديدة أو شاهقة اجتماعية جديدة.
ومن الشواهق الاجتماعية التي ظهرت مؤخرًا، واقعة طفل المرور، والتي سرعان ما وجدت تدرجًا في ردود الأفعال، حتى وصلت قمة الشاهقة إلى المطالبة بحبس طفل المرور دون اعتبار كونه طفلًا، ولكن الواقع يُحدثنا أن تلك الشواهق تنتهي سريعًا لعدة أسباب، أهمها أن القائمين على صفحات التواصل الاجتماعي مشغولون بلفت الأنظار، وجذب الاهتمام لوقائع جديدة، لتكون نواةً لشاهقة جديدة، وهو ما يترك أثرًا سلبيًا على المجتمع لبقائه في حالة اضطراب دائم يُشابه اضطراب الطقس.
لماذا وصف المتحدث الرسمي «ترامب» بالعنصرية؟
ونحن، وإن كنا ندعم وعي المُواطن بما يدور حوله من أحداث، إلا أننا نرفض حالة الاضطراب المستمر في المجتمع، والتي تجعله متحفزًا ليلَ نهار للانقضاض على ما يراه على غير مُراده، أو يُصوِره له البعض أنه كذلك، فضلًا عن انقسامه إلى فريقين أو أكثر، ومن أمثلة ذلك واقعة سيدة المحكمة، ثم طفل المرور، ومن بعده ما قيل عنه أنه "فعلٌ فاضحٌ من طبيب في ميكروباص"، إلى غير تلك الوقائع التي يتحول المواطن فيها من مُتابع للأحداث إلى قاضٍ يُصدِر حكمه القاسي بعد مداولةٍ عنيفة مع من يعرف ومن لا يعرف على تلك الصفحات، وربما وصلت إلى المعارك الكلامية وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة، والحقيقة أن المواطن هو أداة بأيدي القائمين على تلك الصفحات.
وكنت أنتظر من أصحاب الصفحات ذات الشهرة والأقلام المؤثرة أن يرصدوا العَرَّض، ويُشخِصوا المَرَّض، ويصفوا الدواء وسط حوارٍ مجتمعيٍ هاديء، دون جلبةٍ أو صخب أو خوضٍ في الأعراض، وهو ما نتصوره فيمن يرجو الخير لوطنه، ويتمنى له اللحاق بركب الدول المتقدمة، إلا أنني وجدت من يشعل الفتنة كلما خمدت، ويصب البنزين على النار تحت شعارات مُستهلكة.
وهناك صفحات لاهم لها سوى تسليط الأضواء على شخصيات لا يجب أن تكون محل إهتمام المجتمع، سواء بالتأييد أو المُعارضة، وتتصف تلك الصفحات بالغلو غير المقبول، فتجد صفحة تصف شخصية مشهورة بأنه الخلوق الحريص على الصالح العام، بينما تعكف صفحات أخرى على كشف بذاءاته وتجاوزاته، وادعاءاته بقدراته ونفوذه، ولو أنصف الطرفان لامتنعا عن ذكره حتى يذهب وحيدًا إلى نهايته المحتومة وسقوطه المُروع، ولا تُمثل نهايته لهما أكثر من سطر بالبنط الصغير يُقرأ في عُجالة للعبرة والعظة.
هل الاحترام مقابل جنيه؟
كان حريًا بالمُؤثرين في المجتمع الدعوة الي أن نأكل ونشرب ونلبس ونعيش فيما صُنِع في مصر، وبأيادٍ مصرية، لكي نتحدي العالم أجمع، فقد نستطيع مقاطعة فرنسا بالامتناع عن شراء أنواع الجبن المختلفة، ولكن ماذا سنفعل إن أردنا مقاطعة الصين أو أمريكا لذات السبب، أو لأسباب تتعلق بسيادة الدولة وكرامتها، وهنا يأتي دور شحذ الهمم، وتوظيف الأزمة للاستفادة منها، وتكون الهاشتجات في إتجاه الحث على البناء، وأن نكون أصحاب اليد العليا، والاستجابة لتعاليم الدين بأن نأكل من عمل أيادينا، وأن ذلك خيرٌ لنا من المعونات والديون.. وللحديث بقية.
ومن الشواهق الاجتماعية التي ظهرت مؤخرًا، واقعة طفل المرور، والتي سرعان ما وجدت تدرجًا في ردود الأفعال، حتى وصلت قمة الشاهقة إلى المطالبة بحبس طفل المرور دون اعتبار كونه طفلًا، ولكن الواقع يُحدثنا أن تلك الشواهق تنتهي سريعًا لعدة أسباب، أهمها أن القائمين على صفحات التواصل الاجتماعي مشغولون بلفت الأنظار، وجذب الاهتمام لوقائع جديدة، لتكون نواةً لشاهقة جديدة، وهو ما يترك أثرًا سلبيًا على المجتمع لبقائه في حالة اضطراب دائم يُشابه اضطراب الطقس.
لماذا وصف المتحدث الرسمي «ترامب» بالعنصرية؟
ونحن، وإن كنا ندعم وعي المُواطن بما يدور حوله من أحداث، إلا أننا نرفض حالة الاضطراب المستمر في المجتمع، والتي تجعله متحفزًا ليلَ نهار للانقضاض على ما يراه على غير مُراده، أو يُصوِره له البعض أنه كذلك، فضلًا عن انقسامه إلى فريقين أو أكثر، ومن أمثلة ذلك واقعة سيدة المحكمة، ثم طفل المرور، ومن بعده ما قيل عنه أنه "فعلٌ فاضحٌ من طبيب في ميكروباص"، إلى غير تلك الوقائع التي يتحول المواطن فيها من مُتابع للأحداث إلى قاضٍ يُصدِر حكمه القاسي بعد مداولةٍ عنيفة مع من يعرف ومن لا يعرف على تلك الصفحات، وربما وصلت إلى المعارك الكلامية وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة، والحقيقة أن المواطن هو أداة بأيدي القائمين على تلك الصفحات.
وكنت أنتظر من أصحاب الصفحات ذات الشهرة والأقلام المؤثرة أن يرصدوا العَرَّض، ويُشخِصوا المَرَّض، ويصفوا الدواء وسط حوارٍ مجتمعيٍ هاديء، دون جلبةٍ أو صخب أو خوضٍ في الأعراض، وهو ما نتصوره فيمن يرجو الخير لوطنه، ويتمنى له اللحاق بركب الدول المتقدمة، إلا أنني وجدت من يشعل الفتنة كلما خمدت، ويصب البنزين على النار تحت شعارات مُستهلكة.
وهناك صفحات لاهم لها سوى تسليط الأضواء على شخصيات لا يجب أن تكون محل إهتمام المجتمع، سواء بالتأييد أو المُعارضة، وتتصف تلك الصفحات بالغلو غير المقبول، فتجد صفحة تصف شخصية مشهورة بأنه الخلوق الحريص على الصالح العام، بينما تعكف صفحات أخرى على كشف بذاءاته وتجاوزاته، وادعاءاته بقدراته ونفوذه، ولو أنصف الطرفان لامتنعا عن ذكره حتى يذهب وحيدًا إلى نهايته المحتومة وسقوطه المُروع، ولا تُمثل نهايته لهما أكثر من سطر بالبنط الصغير يُقرأ في عُجالة للعبرة والعظة.
هل الاحترام مقابل جنيه؟
كان حريًا بالمُؤثرين في المجتمع الدعوة الي أن نأكل ونشرب ونلبس ونعيش فيما صُنِع في مصر، وبأيادٍ مصرية، لكي نتحدي العالم أجمع، فقد نستطيع مقاطعة فرنسا بالامتناع عن شراء أنواع الجبن المختلفة، ولكن ماذا سنفعل إن أردنا مقاطعة الصين أو أمريكا لذات السبب، أو لأسباب تتعلق بسيادة الدولة وكرامتها، وهنا يأتي دور شحذ الهمم، وتوظيف الأزمة للاستفادة منها، وتكون الهاشتجات في إتجاه الحث على البناء، وأن نكون أصحاب اليد العليا، والاستجابة لتعاليم الدين بأن نأكل من عمل أيادينا، وأن ذلك خيرٌ لنا من المعونات والديون.. وللحديث بقية.