الست إيناس الجريئة؟!

حينما أشاهد حفلات أم كلثوم أسأل نفسي هل حقا هذا الجمال كان في بلدنا؟ وهل ممكن أن تعود هذه الأيام مرة أخرى؟ وما هذا الرقي الذي كانت تعيشه المحروسة؟ الرقي في الشكل والمضمون وأهم ما يلفت نظري في حفلات سيدة الغناء العربي هو أناقة وشياكة الجمهور الجالس أمامها ولا أبالغ حينما أقول إنني عشت أمس ليلة في دار الأوبرا المصرية تشبه ليالي حفلات أم كلثوم، من خلال دعوة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة حضرت مع صديقى الأعز عصام كامل رئيس تحرير فيتو مهرجان الموسيقى العربية..

كان نجم الحفل أمير الغناء العربي هانى شاكر والذي شاركت معه النجمة نادية مصطفى دويتو اغنية"حاجة غريبة" لعبد الحليم وشادية، وبدأ الحفل بالمطربة الصاعدة "سوما" بقيادة المايسترو "مصطفى حلمى" .

الوزير الأديب أحد صناع النصر !

الحفل كان بمسرح النافورة المكشوف والحضور كان من جمهور الزمن الجميل الذي التزم بدون تعليمات بالملابس المحترمة الأنيقة وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، بجانب الاستمتاع بالغناء والتنظيم المتميز والديكور والمسرح الرائع أيضا استمتعنا بالحوار مع المثقف الجميل د مجدى صابر رئيس دار الأوبرا..

مهرجان الموسيقى العربية المقام حاليا قرار جريء لوزيرة جديرة بالاحترام لأنها كانت تستطيع أن تؤثر على نفسها السلامة وتفعل مثل الكثيرين وتتخذ قرارا بإلغاء المهرجان ولن يلومها أحد، ولكنها أخذت على عاتقها المغامرة حتى لا يتوقف المهرجان وتقول للسائحين الأجانب "ادخلو مصر إن شاء الله آمنين"..

مهرجان الموسيقى العربية ليس فقط فرصة لإحياء التراث الغنائي المصري والحفاظ عليه وأيضا ليس فقط فرصة للاستمتاع بالغناء العربي الأصيل ويكافح التلوث الغنائي الذي طفح علينا من المجاري هذه الأيام ولكنه أيضا فرصة لتبني المواهب الصاعدة ويؤكد أن "الجمهور عايز كده" ويستطيع الفن الجميل الارتقاء بذوق وأخلاق المجتمع..

حكيم عيون من الزمن الجميل!

المهرجان الذي يستمر حتى الثلاثاء القادم في دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية في وقت واحد، والذي يشهد إقبالا كبيرا يشترك فيه نخبة من أفضل الأصوات المصرية والعربية مثل هاني شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح ونادية مصطفى وعاصي الحلاني ووائل جسار وصابر الرباعي بالإضافة إلى الأصوات الشابة الواعدة..

التحية للدكتور جيهان مرسى رئيس المهرجان ولكل القائمين على تنظيمه والزميل محمد منير المستشار الإعلامي لوزارة الثقافة والتحية الأكبر للوزيرة الجريئة إيناس عبدالدايم واللهم احفظ بلادنا الغالية من كل سوء.
egypt1967@yahoo.com