انقلاب مواقف في لبنان
استغلت السلطة في لبنان وزعماء الطوائف انشغال قادة العالم بأحداث محلية أكثر سخونة وأهمية في بلدانهم من لبنان وقضاياه، وانقلبوا على تعهداتهم السابقة وعادوا إلى ممارساتهم الأولى، التي أغرقت البلد بالفساد، ويذبحونه حاليا بشروط تعجيزية تعرقل تأليف حكومة إنقاذية، اعتمادا على أن الرئيس الفرنسي ماكرون صاحب المبادرة والتهديد مشغول بمكافحة الإرهاب في فرنسا ومواجهة حملة إسلامية لمقاطعة منتجات بلده ردا على الرسوم المسيئة لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
ثم انشغال الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكما قلت في مقال سابق إن "الثنائي الشيعي" سيفرض ما تريده إيران ويمنع تأليف الحكومة لما بعد انتهاء الانتخابات الأميركية.
من هنا حدث انقلاب من الرئيس عون وصهره جبران باسيل ومعهما "الثنائي الشيعي" نبيه بري وحسن نصرالله، لمحاصرة الرئيس المكلف سعد الحريري بضرورة توسيع الحكومة لأكثر من عشرين وزيراً، واشتراط "حزب الله" توزير النائب طلال أرسلان أو من يمثله لتصفية حسابات مع زعيم الدروز وليد جنبلاط وحتى لا يحتكر الحصة الدرزية، فضلا عن حصول "حزب الله" على "الثلث المعطل" في الحكومة، لكي يضمن التحكم في القرار الحكومي.
"الثنائي الشيعي".. فتنة لبنان
كما عاد صهر الرئيس النائب جبران باسيل إلى شروطه السابقة مطالبا بوزارة الطاقة دون غيرها، طالما حصلت "حركة أمل" الشيعية على وزارة المالية، لكي يبقى الحريري رئيسا للحكومة بلا قرار، بينما يتحكم في القرارات الحكومية "الثنائي الشيعي" ومعهما جبران باسيل صهر الرئيس عن طريق وزرائهم.
في ظل الشروط التعجيزية المستجدة، لن يتمكن الحريري من تشكيل حكومة تكنوقراط إنقاذية مصغرة كما يريد، على الأقل في وقت قريب، وهو ما فطن إليه البطريرك بشارة الراعي..
فانتقد الضغوط التي يتعرض لها سعد الحريري، وهاجم السلطة الحاكمة، التي فشلت في أداء واجبها تجاه الشعب وعجزت عن القيام بأدنى مسؤولياتها، واعتبر أن "حال لبنان، بلبلة في المصالح الشخصيّة والولاءات الخارجيّة، غياب في السلطة الإجرائيّة، وفوضى إداريّة وأمنيّة نتيجة السلاح غير الشرعيّ والسرقات والإعتداءات، التهريب خارج البلاد، وتسييس القضاء".
وقال الراعي: "ليوقف جميع الأطراف ضغوطهم على الرئيسِ المكلَّف، لكي يُبادرَ بالتعاونِ مع رئيسِ الجمهوريّةِ إلى إعلانِ حكومةٍ بمستوى التحديات. لكنَّ ما رَشَح عن نوعيّةِ الحكومةِ العتيدةِ لا يُشير إلى الاطمئنان.. إلى متى يتمادى المعنيّون، من مسؤولين وسياسيّين ونافذين وأحزاب، وبأيّ حقّ في عرقلة تشكيل الحكومة؟ لا حمايةً للمبادئ الدستوريّة والثوابت الوطنيّة، بل تمسّكًا بمحاصصتهم، والحقائب الطائفيّة، فيما نصف الشعب اللبنانيّ لا يجد حصّة طعام ليأكل ويوضّب حقائبه ليهاجر.. يا للجريمة بحقّ الوطن والمواطنين!"
واختتم البطريرك بشارة الراعي: "الآن ونحن أمام استحقاق تاريخيّ دستوري هو تأليف حكومة جديدة، يجب على الجماعةِ السياسيّةِ أن تَعترفَ بفشلِها في تمثيلِ المواطنين وكسبِ ثقتِهم وفي إدارةِ البلاد، وعليها أن تَتنحّى من أجل لبنان، ولو مُؤقّتًا، أمام فريقِ عملٍ حكوميٍّ متضامنٍ يَقود البلادَ نحو طريقِ الإنقاذ".
وغرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "هل رأيتم الآن لماذا أحجمت القوات اللبنانية في مسألة الحكومة؟ طالما أن الثلاثي الحاكم حاكماً لا أمل بأي خلاص... سنكمل من دون هوادة حتى إعادة تشكيل السلطة".
"الميليشيا والمافيا" تهددان وجود لبنان
بينما غرد المستشار الإعلامي لبهاء الحريري "السعودية لن تدعم منظومة فاسدة في لبنان يغطيها سلاح حزب الله الإرهابي".
وفي الذكرى الرابعة لإنتخاب الرئيس ميشال عون، غرّد النائب المستقيل نديم الجميّل: "ذكرى أليمة في تاريخ لبنان، ذكرى تسليم الدولة كاملةً إلى الميليشيا الإيرانية، ذكرى وصول من عرقل البلاد وعطّل المؤسسات واغتصب الدستور، ويوم فخر واعتزاز لنواب الكتائب الذين لم يشاركوا في التسوية، ورفضوا التصويت لمرشح حزب الله!".
واختتم التغريدات زعيم الدروز وليد جنبلاط، محذراً الحريري: "من عجائب المسرح الوزاري ان الذين لم يسموا سعد الحريري باستثناء القوات هم اليوم الذين يتقاسمون المقاعد ويتحضرون للاستيلاء الكامل على السلطة بكل فروعها الأمنية والقضائية في مخطط الالغاء والعزل والانتقام، لذا يا شيخ سعد انتبه لغدرهم وحقدهم التاريخي".
لم يقتصر انقلاب المواقف اللبنانية على المبادرة الفرنسية وحكومة الإنقاذ المصغرة، بل تعداها إلى ثوابت تتعلق بإسرائيل، التي كانت توصف حتى وقت قريب بالعدو والمحتل، واستمد "حزب الله" استمراريته من شعار "المقاومة والممانعة"، فإذا به يقبل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، اقترحها الرئيس الفرنسي ماكرون، تعتمد على أن حسن نصرالله ربما يصبح مرجعية الشيعة بعد رحيل علي خامنئي في إيران وعلي السيستاني في العراق، ووافق الجميع على التهدئة بمباركة أميركا لأنها ستفضي في النهاية إلى نزع سلاح مليشيا "حزب الله" لعدم الحاجة إليه، وهذا تحديدا يفسر استغراب وسائل إعلام إسرائيلية هجوم اللبنانيين على "حزب الله" في المظاهرات بشكل غير مسبوق، وقولها "لماذا تهاجمون حسن نصرالله، الحقيقة انه لم يسبب لنا مشكلة في إسرائيل منذ انتهاء حرب تموز 2006".
ومع الإعلان رسميا عن بدء مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل الشهر الماضي، لترسيم الحدود بين البلدين، اتضح أن المفاوضات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي كانت تجري منذ العام 2011، بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة، وان ملف التفاوض كان بعهدة الثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل" طوال 9 سنوات، إلى أن أعلن رئيس البرلمان نبيه بري "زعيم حركة أمل الشيعية" نقل ملف التفاوض المباشر إلى عهدة الرئاسة والجيش والحكومة الشهر الماضي، ومرد هذا التحول أن "السياسة الأميركية باتت في مواجهة شاملة مع إيران وأذرعها العسكرية وأولها (حزب الله) ولن تقبل باستمرار ملف ترسيم الحدود اللبنانية بيديه بعدما رحبت بها من قبل".
الخناق يضيق على "حزب الله"
ورضخ "حزب الله"، للرغبة الأميركية ونقل ترسيم الحدود إلى الرئاسة والجيش، باعتبار أن الترسيم يحتاج إلى مفاوضات شاقة طويلة وبعد تحديد هوية الرئيس الأميركي الجديد بإمكان حسن نصرالله، استعادة الملف بيده ثانية في حال نجح بايدن، أو الابتعاد عن الترسيم مثلما يريد ترامب، في حال نجاحه، لكي يخفف الضغط الأميركي عليه وعلى إيران ومليشياتها.
لكن في كل الأحول يظل ملف ترسيم الحدود بين البلدين في البحر المتوسط، مهما خصوصا في المنطقة الغنية بالنفط والغاز، ما يسمح لكل منهما بالتنقيب بعد الترسيم والاتفاق والخلاص من الأزمات الاقتصادية بعد أن قدرت احتياطيات النفط البحرية اللبنانية بأكثر من 865 مليون برميل، ومن الغاز 96 تريليون قدم مكعبة.
تكلل انقلاب المواقف اللبنانية برأي مقتضب أدلى به رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف "حزب الله" قال فيه: "إنه يُمكن مُعاهدة إسرائيل، بعد حل المشاكل العالقة معها، ومن بينها ترسيم الحُدود البحريّة".
تكرر الرأي نفسه بشكل أكثر صراحة ووضوحاً في لقاء مع كلودين عون، ابنة الرئيس اللبناني، وهي في الوقت نفسه لها صفة حكومية إذ تتولى رئاسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة"، كلودين طرحت وجهة نظرها في السلام مع إسرائيل، خلال لقاء مع برنامج "هنا بيروت" عبر قناة "الجديد"، وقالت صراحة أنها "لا تُمانع السلام مع إسرائيل، بعد حل جميع المشاكل، ترسيم الحدود وقضية اللاجئين الفلسطينيين والاتفاق على النفط والغاز".
وتساءلت كلودين: "هل بقيت ألمانيا عدو فرنسا، بعد الحرب العالميّة الثانية؟".
تصريح كلودين عون "وزيرة الأسرة الحاكمة" يؤكد أن لبنان يسير باتجاه التطبيع، بعد الاتفاق على ترسيم الحدود وحل المشكلات العالقة، وهو ما أشارت إليه مبادرة ماكرون للتهدئة أن "الاتفاق على ترسيم الحدود سيعقبه اعتراف لبناني بإسرائيل"، بينما يقول الوفد اللبناني إنه "يتفاوض مع إسرائيل لتحصيل حُقوقه، وليس من أجل التطبيع"، ربما لامتصاص غضب الشعب.
ثم انشغال الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكما قلت في مقال سابق إن "الثنائي الشيعي" سيفرض ما تريده إيران ويمنع تأليف الحكومة لما بعد انتهاء الانتخابات الأميركية.
من هنا حدث انقلاب من الرئيس عون وصهره جبران باسيل ومعهما "الثنائي الشيعي" نبيه بري وحسن نصرالله، لمحاصرة الرئيس المكلف سعد الحريري بضرورة توسيع الحكومة لأكثر من عشرين وزيراً، واشتراط "حزب الله" توزير النائب طلال أرسلان أو من يمثله لتصفية حسابات مع زعيم الدروز وليد جنبلاط وحتى لا يحتكر الحصة الدرزية، فضلا عن حصول "حزب الله" على "الثلث المعطل" في الحكومة، لكي يضمن التحكم في القرار الحكومي.
"الثنائي الشيعي".. فتنة لبنان
كما عاد صهر الرئيس النائب جبران باسيل إلى شروطه السابقة مطالبا بوزارة الطاقة دون غيرها، طالما حصلت "حركة أمل" الشيعية على وزارة المالية، لكي يبقى الحريري رئيسا للحكومة بلا قرار، بينما يتحكم في القرارات الحكومية "الثنائي الشيعي" ومعهما جبران باسيل صهر الرئيس عن طريق وزرائهم.
في ظل الشروط التعجيزية المستجدة، لن يتمكن الحريري من تشكيل حكومة تكنوقراط إنقاذية مصغرة كما يريد، على الأقل في وقت قريب، وهو ما فطن إليه البطريرك بشارة الراعي..
فانتقد الضغوط التي يتعرض لها سعد الحريري، وهاجم السلطة الحاكمة، التي فشلت في أداء واجبها تجاه الشعب وعجزت عن القيام بأدنى مسؤولياتها، واعتبر أن "حال لبنان، بلبلة في المصالح الشخصيّة والولاءات الخارجيّة، غياب في السلطة الإجرائيّة، وفوضى إداريّة وأمنيّة نتيجة السلاح غير الشرعيّ والسرقات والإعتداءات، التهريب خارج البلاد، وتسييس القضاء".
وقال الراعي: "ليوقف جميع الأطراف ضغوطهم على الرئيسِ المكلَّف، لكي يُبادرَ بالتعاونِ مع رئيسِ الجمهوريّةِ إلى إعلانِ حكومةٍ بمستوى التحديات. لكنَّ ما رَشَح عن نوعيّةِ الحكومةِ العتيدةِ لا يُشير إلى الاطمئنان.. إلى متى يتمادى المعنيّون، من مسؤولين وسياسيّين ونافذين وأحزاب، وبأيّ حقّ في عرقلة تشكيل الحكومة؟ لا حمايةً للمبادئ الدستوريّة والثوابت الوطنيّة، بل تمسّكًا بمحاصصتهم، والحقائب الطائفيّة، فيما نصف الشعب اللبنانيّ لا يجد حصّة طعام ليأكل ويوضّب حقائبه ليهاجر.. يا للجريمة بحقّ الوطن والمواطنين!"
واختتم البطريرك بشارة الراعي: "الآن ونحن أمام استحقاق تاريخيّ دستوري هو تأليف حكومة جديدة، يجب على الجماعةِ السياسيّةِ أن تَعترفَ بفشلِها في تمثيلِ المواطنين وكسبِ ثقتِهم وفي إدارةِ البلاد، وعليها أن تَتنحّى من أجل لبنان، ولو مُؤقّتًا، أمام فريقِ عملٍ حكوميٍّ متضامنٍ يَقود البلادَ نحو طريقِ الإنقاذ".
وغرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "هل رأيتم الآن لماذا أحجمت القوات اللبنانية في مسألة الحكومة؟ طالما أن الثلاثي الحاكم حاكماً لا أمل بأي خلاص... سنكمل من دون هوادة حتى إعادة تشكيل السلطة".
"الميليشيا والمافيا" تهددان وجود لبنان
بينما غرد المستشار الإعلامي لبهاء الحريري "السعودية لن تدعم منظومة فاسدة في لبنان يغطيها سلاح حزب الله الإرهابي".
وفي الذكرى الرابعة لإنتخاب الرئيس ميشال عون، غرّد النائب المستقيل نديم الجميّل: "ذكرى أليمة في تاريخ لبنان، ذكرى تسليم الدولة كاملةً إلى الميليشيا الإيرانية، ذكرى وصول من عرقل البلاد وعطّل المؤسسات واغتصب الدستور، ويوم فخر واعتزاز لنواب الكتائب الذين لم يشاركوا في التسوية، ورفضوا التصويت لمرشح حزب الله!".
واختتم التغريدات زعيم الدروز وليد جنبلاط، محذراً الحريري: "من عجائب المسرح الوزاري ان الذين لم يسموا سعد الحريري باستثناء القوات هم اليوم الذين يتقاسمون المقاعد ويتحضرون للاستيلاء الكامل على السلطة بكل فروعها الأمنية والقضائية في مخطط الالغاء والعزل والانتقام، لذا يا شيخ سعد انتبه لغدرهم وحقدهم التاريخي".
لم يقتصر انقلاب المواقف اللبنانية على المبادرة الفرنسية وحكومة الإنقاذ المصغرة، بل تعداها إلى ثوابت تتعلق بإسرائيل، التي كانت توصف حتى وقت قريب بالعدو والمحتل، واستمد "حزب الله" استمراريته من شعار "المقاومة والممانعة"، فإذا به يقبل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، اقترحها الرئيس الفرنسي ماكرون، تعتمد على أن حسن نصرالله ربما يصبح مرجعية الشيعة بعد رحيل علي خامنئي في إيران وعلي السيستاني في العراق، ووافق الجميع على التهدئة بمباركة أميركا لأنها ستفضي في النهاية إلى نزع سلاح مليشيا "حزب الله" لعدم الحاجة إليه، وهذا تحديدا يفسر استغراب وسائل إعلام إسرائيلية هجوم اللبنانيين على "حزب الله" في المظاهرات بشكل غير مسبوق، وقولها "لماذا تهاجمون حسن نصرالله، الحقيقة انه لم يسبب لنا مشكلة في إسرائيل منذ انتهاء حرب تموز 2006".
ومع الإعلان رسميا عن بدء مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل الشهر الماضي، لترسيم الحدود بين البلدين، اتضح أن المفاوضات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي كانت تجري منذ العام 2011، بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة، وان ملف التفاوض كان بعهدة الثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل" طوال 9 سنوات، إلى أن أعلن رئيس البرلمان نبيه بري "زعيم حركة أمل الشيعية" نقل ملف التفاوض المباشر إلى عهدة الرئاسة والجيش والحكومة الشهر الماضي، ومرد هذا التحول أن "السياسة الأميركية باتت في مواجهة شاملة مع إيران وأذرعها العسكرية وأولها (حزب الله) ولن تقبل باستمرار ملف ترسيم الحدود اللبنانية بيديه بعدما رحبت بها من قبل".
الخناق يضيق على "حزب الله"
ورضخ "حزب الله"، للرغبة الأميركية ونقل ترسيم الحدود إلى الرئاسة والجيش، باعتبار أن الترسيم يحتاج إلى مفاوضات شاقة طويلة وبعد تحديد هوية الرئيس الأميركي الجديد بإمكان حسن نصرالله، استعادة الملف بيده ثانية في حال نجح بايدن، أو الابتعاد عن الترسيم مثلما يريد ترامب، في حال نجاحه، لكي يخفف الضغط الأميركي عليه وعلى إيران ومليشياتها.
لكن في كل الأحول يظل ملف ترسيم الحدود بين البلدين في البحر المتوسط، مهما خصوصا في المنطقة الغنية بالنفط والغاز، ما يسمح لكل منهما بالتنقيب بعد الترسيم والاتفاق والخلاص من الأزمات الاقتصادية بعد أن قدرت احتياطيات النفط البحرية اللبنانية بأكثر من 865 مليون برميل، ومن الغاز 96 تريليون قدم مكعبة.
تكلل انقلاب المواقف اللبنانية برأي مقتضب أدلى به رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف "حزب الله" قال فيه: "إنه يُمكن مُعاهدة إسرائيل، بعد حل المشاكل العالقة معها، ومن بينها ترسيم الحُدود البحريّة".
تكرر الرأي نفسه بشكل أكثر صراحة ووضوحاً في لقاء مع كلودين عون، ابنة الرئيس اللبناني، وهي في الوقت نفسه لها صفة حكومية إذ تتولى رئاسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة"، كلودين طرحت وجهة نظرها في السلام مع إسرائيل، خلال لقاء مع برنامج "هنا بيروت" عبر قناة "الجديد"، وقالت صراحة أنها "لا تُمانع السلام مع إسرائيل، بعد حل جميع المشاكل، ترسيم الحدود وقضية اللاجئين الفلسطينيين والاتفاق على النفط والغاز".
وتساءلت كلودين: "هل بقيت ألمانيا عدو فرنسا، بعد الحرب العالميّة الثانية؟".
تصريح كلودين عون "وزيرة الأسرة الحاكمة" يؤكد أن لبنان يسير باتجاه التطبيع، بعد الاتفاق على ترسيم الحدود وحل المشكلات العالقة، وهو ما أشارت إليه مبادرة ماكرون للتهدئة أن "الاتفاق على ترسيم الحدود سيعقبه اعتراف لبناني بإسرائيل"، بينما يقول الوفد اللبناني إنه "يتفاوض مع إسرائيل لتحصيل حُقوقه، وليس من أجل التطبيع"، ربما لامتصاص غضب الشعب.