رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتفال الحقيقي بمولد الحبيب

لا شك أن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله والإحتفال بذكرى مولده المبارك شئ طيب وحسن وممدوح و بدعة طيبة حسنة نأجر ونثاب عليها لقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (من سن في الإسلام سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينتقص من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينتقص من أوزارهم شيئا)..


ولنا ان نحتفل بالرسول الكريم خاصة لأنه جاءنا بأعظم رسالة وأكمل منهج ودلنا عليه بقوله وعمله وفعله وحاله فقد كان عليه الصلاة والسلام المترجم الحقيقي في سلوكه لأخلاق القرآن وصدقت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها إذ قالت: (كان خلقه القرآن). هذا بالإضافة إلى أنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله مرسل من الله تعالى رحمة للعالمين وبالمؤمنين رؤوف رحيم.

ولقد كان من تمام كمال خلقه العظيم أن جعله الله تعالى خاتم الأنبياء والمرسلين ومناط للتأسي والإقتداء. يقول عز وجل: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا). ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله حريص على البشرية بأسرها وحريص عليهم وبنا رؤوف رحيم . يقول تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)..

بهدوء.. هذه هي الأساب
من هنا ولأجل ذلك لا نلام في فرحنا بحضرته والإحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكني أعتقد أن الفرح برسول الله والإحتفال بمولده غير قاصر على ما نفعله من نحر الذبائح وإطعام الطعام والعطف على الفقراء والمحتاجين وإقامة حلقات الذكر والإنشاد وعقد مجالس العلم.. وإنما يكمن بالعودة إلى هديه القويم وإحياء سنته الرشيدة والإستقامة والإلتزام بالمنهج القويم الذي جاءنا به ذلك المنهج الذي به تستقيم الحياة ويسعد به المؤمن في الدنيا والآخرة.

هذا وعندما ننظر إلى حال الأمة الإسلامية التي صنعت حضارة وسادت العالم في صدر الإسلام عندما أقاموا منهج الله تعالى وشريعته وتمسكوا بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. عندما ننظر إلى حالها الآن يحزن القلب وتتألم النفس لما هي عليه من ضعف وفرقة وتخلف وتناحر وإستهانة ومهانة وتخلف. وما كان ذلك إلا لإبتعادنا عن منهج ديننا الحنيف وتركنا لهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسنته الرشيدة وإنشغالنا بالدنيا وإنكبابنا عليها وإهمالنا لأمر الآخرة..

ومن هنا أتساءل إلى متى سيظل هذا الحال السيئ المزري؟ إلى متى ستظل الفرقة والخلافات والتناحر بيننا أمة الإسلام؟ إلى متى ستظل الأمة ضعيفة ومهانة ويتطاول عليها كلاب البشر وذئابه وعلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله؟ متى سنعود إلى هدي النبي وسنته الرشيدة في حياتنا؟ أين نحن من علاقتنا بالله تعالى ومحبتنا وطاعتنا وإخلاصنا في عبوديتنا له كما كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله؟ وأين نحن من مكارم الأخلاق التي جاء بها صلى الله عليه وسلم؟

إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأين نحن من صدقه وأمانته وحسن معاملته للمسلمين وأهل الكتاب وأهل الكفر وغيرهم وكل من تعامل معهم من الكائنات؟ وأين نحن من حلمه وصبره وتحمله للأذى وصبره عليه ومن رضاه عن أقدار الله وشكره عليها وعلى نعمه سبحانه؟ أين نحن من سماحته ورحمته وعطفه على اليتيم والفقير وحنوه على الأرملة واليتيم والمسكين والسائل والمحروم؟ أين نحن من صلة الأرحام التي تقطعت الآن وحسن معاملة الزوجات وتربية الأبناء؟ أين نحن من عفته وطهره ونقاءه وحياءه وخشية لربه تعالى بالغيب؟

تساؤلات كثيرة وكثيرة.. أعزائي القراء إن الفرح برسول الله والإحتفال بمولده يكمن بالعودة إلى هديه القويم وإحياء سنته الرشيدة والإستقامة والإلتزام بالمنهج القويم الذي يكمن فيه عزنا وقوتنا وبه نسترد هيبتنا ومكانتنا بين الأمم. ونحوز رضاء الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله...
الجريدة الرسمية