رئيس التحرير
عصام كامل

قصة أقدم خزَّاف بالصعيد.. أهدى البيت الابيض تماثيل ميلاد المسيح.. استضاف وصيفة ديانا وعائلتها بمنزله.. سر اعتذار أسرة فيلم "الطوق والأسورة" عن غداء أنطون | صور

محررة فيتو مع سعيد
محررة "فيتو" مع سعيد أنطون
في منزل صغير مكون من طابقين تقريبا ملحق به حديقة صغيرة، في قرية جراجوس التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا.. يعيش رجل مرتديا جلبابه الصعيدي يكسوه اللون الأبيض الذي حفر على جبينه علامات الزمن، إنه الفنان الصعيدي سعيد أنطون الذي يعد أحد أهم وأقدم خزافي الصعيد.


"فيتو" التقت الفنان سعيد أنطون الذي ولد في ابريل من العام (1951)، والملقب بفنان الخزف الصعيدي، ليسرد لنا قصص وحكايات لوحاته وتماثيله الفنية التي تزين البيت الأبيض.


الرهبان الفرنسيون
قال العم سعيد: تركت التعليم مبكرا منذ الصف السادس الابتدائي، والتحقتُ بمركز تدريب الخزف التابع للرهبان الفرنسيين، ووقتها لم تكن لديَّ رغبة في التعلم.

أضاف أنه أحب هذا العمل كثيرا، قائلا: "وجدت نفسي في اللعب بالطين، وكانت فرحتي به وعشقي له أكبر من فرحتي بالمدرسة، وتربيت على حب الخزف منذ سن 12 عاما، وذلك ما بين عامي 62 و1963، وتعلمت فن الخزف الأصيل على يد الرهبان الفرنسيين واستمريت فيه حتى عام 1982 وبعدها استقليت بنفسي".


ليلة وصيفة ديانا

وعن تلك الوصيفة التي كانت تدعى ليلة كلير والتي زارت منزل عم سعيد قال: "جاءت لشراء بعض المقنيات ومكثت لفترة قصيرة هنا، وبعدها رحلت وأرسلت عائلتها لقضاء أيام هنا في البيت الصعيدي الذي كان يعد طرازا معماريا قديما يفضله الأجانب بشكل عام والبيئة الريفية القديمة الصعيدية محببة لديهم".

وأشار "سعيد" الى أن الكثير من الاجانب قضوا اياما كثيرة في هذا المنزل
المتواضع، منهم على سبيل المثال فريق بيلا المعروف في الموسيقى وعدد من الفنانين الذين لا تسع الذاكرة لتذكرهم حالياً.


سر غذاء "الطوق والاسورة"
وعن هذا قال العم سعيد: إن شيخ البلد محمد نصر ياسين آنذاك هو الذي عرض عليَّ فكرة تقديم وجبة الغداء لأسرة فيلم "الطوق والاسورة".. ولا أعلم اذا كانوا هم على دراية بهذا الامر أم لا.. ولكن بعدها تلقيت رسالة بأن الفنانة "فردوس عبدالحميد" اصيبت أثناء العمل في الفيلم في قدمها وسافروا بها إلى القاهرة، ولهذا اعتذروا عن عدم تناول الغداء.

وأشار إلى أنه في العام 1982 ، زار هذا المنزل أيضا رجال الصحافة المصرية قائلا: "عزمت رؤساء التحرير في عام 1982 واتذكر أنهم كانوا تحديدًا 11 صحفيا، وبعد زيارتهم كتبوا عما شاهدوه ووصفوا كل الصور والتماثيل الفنية وكان بعضهم يكتب عني قائلا: "فنان صعيدي بجلباب".


سر البيت الأبيض

وصف العم سعيد فترة توقيع اتفاقية بين مصر وأمريكا، قائلا: "علمت بالاتفاقية التي وقعتها مصر وأعفى فيها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مصر من مليار جنيه تقريبا من ديون مصر، ووقتها فكرت في تقديم هدية له كنوع من التقدير لما قدمها لبلادنا".

وتابع: أرسلتُ رسالة إلى السفير الامريكي إدوارد ولكر وذكرت في الرسالة "أنني أود تقديم الشكر لما قدمتموه لمصر وأود تقديم تمثال صعيدي من شغل يدي".. فرد السفير وقتها "شكرا وأهلا وسهلا بك"، وطلبوا مني تفاصيل التمثال الذي كان عبارة عن رحلة ميلاد السيد المسيح وفعلا قدمتها للسفارة، وبعدها وصلتني دعوة للإقامة 30 يوما في الولايات المتحدة الامريكية.


بجلبابي في امريكا

وعن سر اصرار العم سعيد على ارتداء الجلباب الصعيدي في الولايات المتحدة الامريكية قال: بعد وصول الدعوة لي لزيارة الولايات المتحدة الامريكية فوجئت بأن هناك قرارات بعدم دخول النقاب والجلباب واللحية إلى الولايات المتحدة الامريكية في عام 1996، ولكني وقتها ذكرت لهم نصا: "هادخل بجلبابي وإلا مش عاوز زيارات ".

ونوه الي أنه وقتها كان هناك اصرار بأن هنا قانون ولا يمكن تغييره وكان ردي: "مش هاسيب توبي وأنا مش طفل هاتغريني زيارة امريكا مقابل أنك تقلعني توبي.. وفي النهاية رضخوا للأمر الواقع".

وقال: الجلباب سر حياتي فعندما وجهت لي دعوة لمحاضرة الطلاب بكلية الفنون الجميلة بالاقصر كنت احاضر مرتديا جلبابي الصعيدي ووقتها كنت أول محاضر يرتدي زيا غير ما اعتاده المحاضر الاكاديمي.


رؤساء العالم
وعن مقابلة الرؤساء قال العم سعيد: "أنني تقابلت مع بيل كلينتون لمدة ثواني ومع الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك لدقائق عند زيارته لاحد المعارض التي كنت اعرض بها لوحاتي وفني".

وأشار الي أن "الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الاسبق وقَّع لي شهادة تقدير كبيرة بالنسبة لي وكثير من الفنانين الذين حضروا الي منزلي كان لديَّ دفتر حضور زيارات أحتفظ بخط يد من وقعوا به حتى اليوم".


لوحة العرس وسوزان مبارك

قال العم سعيد: كانت هناك لوحة معروضة لي في أحد المعارض ترصد تفاصيل ليلة العرس في الصعيد الجواني، وأثناء زيارة السيدة سوزان مبارك للمعرض استوقفتها تلك اللوحة وابدت اعجابها بها وفي النهاية قامت باقتنائها.


الخزف المميكن
وعن مصير الخزف المصري حاليا رد العم سعيد قائلا: "حاليا المكن هو المتحدث ولم يعد هناك خزف حقيقي وفي كل يوم هناك جديد، ولكن الخزف المصري القديم والتراث الأصيل لم يعد له مكان وغير موجود حاليا للأسف الشديد".

ونوه إلى أن الخزفيين الجدد أيضا غير ما تربوا عليه هم قائلا: "نحن كنا نستخرج من رماد الفرن ألوانا، ولكن اليوم من يستطيع أن يركب الوانا بالجرامات، ورغم أني حاصل على ابتدائية الا أنني أتمنى أن تكون هناك مناظرة مع أي فنان في هذا الامر".

واختتم الفنان الصعيدي سعيد انطون عن سؤال التكريم قائلا: "تكريمي كان من الله ومن المحبين للفن الاصيل".







































الجريدة الرسمية