رئيس التحرير
عصام كامل

ثمن خدمة مصر!

على مدى تاريخنا الطويل وعمر وطننا العريق هناك مصريون خدموا مصر كثيرا بكل قوتهم، وبأرواحهم ودمائهم أحيانا.. ولكن كل هؤلاء لم يطلبوا لا هم أو أهل الشهداء منهم ثمنا لما قدموه من خدمات جليلة لبلادهم.. كل ما طلبوه فقط أن تتقدم وتزدهر بلادهم أكثر وأكثر وأن تنجح في مواجهة التحديات التي تعترض طريقها، وفى الانتقام لقتلة شهدائها ودحر وهزيمة من يريدون سلب مصر هويتها الوطنية. 

لكن مؤخرا زادت حالات من يعايروننا بأنهم خدموا بلادهم ويطالبوننا بدفع ثمن ما قدموه لنا من خدمات.. وهذه بدعة غريبة جدا وشاذة للغاية.. صحيح إنها ليست ظاهرة جديدة غير أنها زادت مؤخرا خاصة بعد أن نجحنا قبل سنوات في التخلص من كابوس حكم الإخوان الفاشى والمستبد، وهو النجاح الذي تحقق بعد انضمام الجيش للشعب الذي انتفض بالملايين في الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣ ودعمه في مطلبه الخاص بإسقاط حكم المرشد..

كلام في المال السياسي
والأمر الأكثر استفزازا أن هؤلاء الذين يدعون أنهم خدموا مصر وكانوا يطالبون في مجالسهم الخاصة بالثمن صاروا يجاهرون بذلك بصراحة وبلا خجل، وكأننا صرنا مدينين لهم! 
إن هؤلاء حتى ولو كانوا شاركوا بدور ما في الثلاثين من يونيو لا يختلفون تماما عن الذين تدربوا في الخارج على الإطاحة بنظام مبارك والتي فتحت الباب لتمكين الإخوان من حكم البلاد، ولا يختلفون أيضا عمن حصلوا على أموال أجنبية سرا ورضوا بأن ينفذوا ما يملى عليهم من توجيهات وأوامر تأتيهم ممن دفعوا لهم هذه الأموال، ولا يختلفون كذلك حتى عن الإخوان الذين يدعون أنهم أصحاب فضل في خلاص بلادنا من حكمهم الفاشى المستبد.

أسلحتنا فى معركة الوعى
تبا لكل هؤلاء الذين يعايروننا بأنهم خدموا بلادهم ويطالبوننا بالثمن، وكأن خدمة الوطن صارت تجارة مربحة وليست واجبا وطنيا لا يقدر عليه إلا العظماء والشهداء.. وتعظيم سلام لهؤلاء الذين خدموا مصر حقا وصدقا في صمت ولم يعايروننا بما يدعون أنهم قاموا به، ولم يطالبوننا بالثمن، والثمن الباهظ. 
الجريدة الرسمية