المناضل الصامت والفنان العملاق
فى هدوء، رحل عنا
بالأمس مناضل صامت لم يمارس السياسة بأساليب بنى عصره من المعارضين المظهرين، وفنان
عملاق ظل حتى الرمق الأخير يمنح جمهوره الرقي والسمو.
المهندس محمد الأشقر نائب رئيس الحزب الناصري، الذى عرفته وعايشته لفترة، قيمة إنسانية قبل أن يكون قامة مهنية أو شخصية سياسية، والفنان محمود ياسين الذي استيقظت طفولتي على نضج أعماله وسمو رسالته.
الأشقر هو من علم المواطن داخل مجتمعه المحلي فى الجيزة كيف يحاسب مسؤولا مقصرا فى عمله، وحصل على حكم قضائي بعدم تحصيل رسوم جمع القمامة عبر فواتير الكهرباء نظرا لتقصير الشركة المنوط بها ذلك فى أخذها من المنازل أو قيام عمالها بتنظيف الشوارع.
استثمار جديد فى دورة الشهيد
بجرأة حكى لى؛ كيف أخذ "الأشقر" كيس قمامته إلى مكتب المحافظ قبل يناير 2011 بسنوات، ليضعه يوميا أمامه ويقول لمن حوله "لسنا ضحايا جبايتكم".
كان داعما فى هدوء للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحريات، رفع شعار "لا للتمديد.. لا للتوريث.. حكمك باطل" فى وجه الحزب الوطني المنحل ورئيسه، لم يستفد من معارضته ولم يسترزق من مواقفه ولم يضع نفسه مثارا للشكوك والشبهات.
الأشقر أحد أكبر الداعمين للحريات الصحفية وأحد مناصري ضحايا الاستفتاء الأسود على تعديل الدستور عام 2005 من الزميلات والمحاميات وغيرهن من الناشطات السياسيات الحقيقيات، تميز برصانة وهدوء وتعقل ومارس السياسة بوجاهة المهندس قبل حرفيته وفنه، لم يتحدث كثيرا عن عبد الناصر وعصره ولم يسترجع فى خطابه عهدا مضى فيبدو متاجرا مفلسا، لكنه أيقن أن دوره فى الحياة إصلاح ما أفسدته إجراءات الآخرين.
تتطابق مع خفة ظله السياسية حدة الكوميديا المعاصرة الفاضحة المجسدة لفساد مقنع مقنن، فى قراءة ملامح الفنان العملاق محمود ياسين فى مشهد عبقري فى "الجزيرة" أمام النجم أحمد السقا، "لو بعت حتة سلاح تبقى مجرم.. ولو بعت ألف تبقى وزير. كل واحد وله قانونه.. والأقوى قانونه هو اللى صح".
ياسين رحمه الله كان عنوانا لفنان يحترم عبور الزمن على ملامح وجهه ولا يتمسك بغير ما يلائم خبراته وتاريخه، وظلت أدواره ناقلة لهذا الشعور إلى جمهوره شابا وكهلا وشيخا.
شافع والإسكندرانى وتخليد سير المبدعين
المار على سيرة الفنان الراحل محمود ياسين يكتشف أنه لم يترك مساحة فنية وتاريخية ومجتمعية إلا وشغلها عبر أدوار عاش داخلها وتوطن بإحساسه فيها، هكذا العملاق محاربا فى أفلام أكتوبرية ومعلما فى دراما مجتمعية ضاحكة مع الرائعة سميرة أحمد كمثال، وقبلهما أحد فرسان الحب المتعفف والعشق الحار شابا.
كثيرا ما خلق لدينا محمود ياسين انطباعا عن الفنان المثقف كحالة تنعكس على جمهوره، فيصبح المعجب به منا مواطنا فنانا بتعبيراته عن ذاته بأسلوب راق يتشابه أو يتطابق مع قيمة وعمل ومظهر وكلمة المؤثر فيه إيجابا.
فقدنا الأشقر سياسيا محترما، وياسين فنانا راقيا مؤثرا، كلاهما احترم دوره وتاريخه وثقافته وكلمته، وكلاهما يستحق دعوة صادقة منا بالرحمة والمغفرة والجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المهندس محمد الأشقر نائب رئيس الحزب الناصري، الذى عرفته وعايشته لفترة، قيمة إنسانية قبل أن يكون قامة مهنية أو شخصية سياسية، والفنان محمود ياسين الذي استيقظت طفولتي على نضج أعماله وسمو رسالته.
الأشقر هو من علم المواطن داخل مجتمعه المحلي فى الجيزة كيف يحاسب مسؤولا مقصرا فى عمله، وحصل على حكم قضائي بعدم تحصيل رسوم جمع القمامة عبر فواتير الكهرباء نظرا لتقصير الشركة المنوط بها ذلك فى أخذها من المنازل أو قيام عمالها بتنظيف الشوارع.
استثمار جديد فى دورة الشهيد
بجرأة حكى لى؛ كيف أخذ "الأشقر" كيس قمامته إلى مكتب المحافظ قبل يناير 2011 بسنوات، ليضعه يوميا أمامه ويقول لمن حوله "لسنا ضحايا جبايتكم".
كان داعما فى هدوء للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحريات، رفع شعار "لا للتمديد.. لا للتوريث.. حكمك باطل" فى وجه الحزب الوطني المنحل ورئيسه، لم يستفد من معارضته ولم يسترزق من مواقفه ولم يضع نفسه مثارا للشكوك والشبهات.
الأشقر أحد أكبر الداعمين للحريات الصحفية وأحد مناصري ضحايا الاستفتاء الأسود على تعديل الدستور عام 2005 من الزميلات والمحاميات وغيرهن من الناشطات السياسيات الحقيقيات، تميز برصانة وهدوء وتعقل ومارس السياسة بوجاهة المهندس قبل حرفيته وفنه، لم يتحدث كثيرا عن عبد الناصر وعصره ولم يسترجع فى خطابه عهدا مضى فيبدو متاجرا مفلسا، لكنه أيقن أن دوره فى الحياة إصلاح ما أفسدته إجراءات الآخرين.
تتطابق مع خفة ظله السياسية حدة الكوميديا المعاصرة الفاضحة المجسدة لفساد مقنع مقنن، فى قراءة ملامح الفنان العملاق محمود ياسين فى مشهد عبقري فى "الجزيرة" أمام النجم أحمد السقا، "لو بعت حتة سلاح تبقى مجرم.. ولو بعت ألف تبقى وزير. كل واحد وله قانونه.. والأقوى قانونه هو اللى صح".
ياسين رحمه الله كان عنوانا لفنان يحترم عبور الزمن على ملامح وجهه ولا يتمسك بغير ما يلائم خبراته وتاريخه، وظلت أدواره ناقلة لهذا الشعور إلى جمهوره شابا وكهلا وشيخا.
شافع والإسكندرانى وتخليد سير المبدعين
المار على سيرة الفنان الراحل محمود ياسين يكتشف أنه لم يترك مساحة فنية وتاريخية ومجتمعية إلا وشغلها عبر أدوار عاش داخلها وتوطن بإحساسه فيها، هكذا العملاق محاربا فى أفلام أكتوبرية ومعلما فى دراما مجتمعية ضاحكة مع الرائعة سميرة أحمد كمثال، وقبلهما أحد فرسان الحب المتعفف والعشق الحار شابا.
كثيرا ما خلق لدينا محمود ياسين انطباعا عن الفنان المثقف كحالة تنعكس على جمهوره، فيصبح المعجب به منا مواطنا فنانا بتعبيراته عن ذاته بأسلوب راق يتشابه أو يتطابق مع قيمة وعمل ومظهر وكلمة المؤثر فيه إيجابا.
فقدنا الأشقر سياسيا محترما، وياسين فنانا راقيا مؤثرا، كلاهما احترم دوره وتاريخه وثقافته وكلمته، وكلاهما يستحق دعوة صادقة منا بالرحمة والمغفرة والجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.