رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفول "عجمية يا رجّالة"

يعد الفول المدمس من أشهر السلع الغذائية التي يقبل عليها المصريون خاصة الطبقة العريضة من الشعب المصري البسيط الذي يطلق على الفول "مسمار البطن"؛ بمعنى أنه الذي يستمر فترة طويلة في المعدة والبطن فلا يسرع الجوع للمصري البسيط وبالتالي تقل حاجته للطعام؛ مما يوفر عليه القليل من النقود التي تنفعه في باقي مستلزمات الحياة..


وتلخص أغنية الفنانة شادية للفول من فيلم "ليلة العيد" 1949 من بطولة شادية وإسماعيل ياسين ومحمود شكوكو، أهمية الفول للمصريين الفقراء، وكلمات الأغنية من تأليف أبو السعود الأبياري، حيث تقول الكلمات: "الفول عجمية يا رجالة بالهنا والشفا للآكاله"، وتظهر الأغنية اختلاف طرق عمل الفول، فهناك فول بالزبدة السايحة، وفول بالسمنة النايحة، وفول بالزيت الحار، وفول بأحباش وبهار، وفول بالطيب الذي طلبه الزبائن إسماعيل ياسين وشكوكو...

وقالوا لمقدم الفول في المقهى: "هات لنا واحد فول لتلاتة، ووصى عليه الحاج شحاته.. ورص الفولة جنب الفولة وحط التانية قبل الأولى.. واتمزمزهم بلمون بلدى وتهندسهم فشر الدندى.. وترش الكمون والشطة ومع الفول حزمة فجل وراور طازة".

البرتقال المصري يغزو العالم
وبعد أن يأكل المصريون الفقراء الفول يشعرون بالرضا والسعادة، حيث تقول البطلة لمن معها ممن كانوا معترضين على الفول: "اسمعونى يا جماعة السعادة فى القناعة.. فليحيا الفول وطعام الفول وجمال الفول".

فالفول المدمس هو الغذاء الأول والرئيسي للمصري البسيط والمتوسط وينبغي أن يتوفر الفول بصورة كبيرة في مصر وإلا تنغصت حياة المصريين، ولذلك أصدرت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة قراراً بوقف تصدير الفول لمدة ٣ أشهر اعتباراً من تاريخ نشره بالوقائع المصرية، كما نص القرار على السماح بتصدير الكميات الفائضة عن احتياجات السوق المحلي والتى تقدرها وزارة التموين والتجارة الداخلية بعد موافقة وزير التجارة والصناعة..

وقالت الوزيرة إن هذا القرار جاء بعد تنسيق كامل مع وزير التموين والتجارة الداخلية وذلك تنفيذاً للخطة الشاملة التى أقرتها الحكومة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع وبصفة خاصة السلع الأساسية وذلك ضمن الإجراءات والتدابير الاحترازية التى تتخذها الدولة خلال المرحلة الحالية لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأشارت جامع إلى أن قرار حظر التصدير عزز من المخزون الاستراتيجي للفول حيث يكفي المخزون الحالى حاجة الاستهلاك خلال خمس أشهر ونصف، كما ساهم القرار ايضاً في حدوث انخفاض في الاسعار العالمية للفول وهو الامر الذي انعكس إيجاباً على سعر البيع للمستهلك المصري.
  
وقد أكد تقرير صادر عن معهد البحوث الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية، ارتفاع إنتاج محصول الفول من 120 آلف طن العام الماضى إلى 180 ألفاً الموسم الحالي، بعد تبنى وزارة الزراعة استراتيجية زيادة رقعته الزراعية للوصول للاكتفاء الذاتي. وأوضح رئيس المعهد أن وزارة الزراعة تستهدف زيادة مساحة الفول بنسبة %200 خلال عام أو عامين على الأكثر، خاصة بعدما قفزت من 80 ألف فدان الموسم الماضى إلى 120 ألفاً فى الموسم الجارى، ومن المستهدف الوصول إلى 320 ألف فدان تنتج 480 ألف طن، وهو ما تستهلكه مصر سنوياً.
رحم الله زمن القطن المصري العظيم
ويتم استيراد كميات كبيرة من الفول الاسترالى والإنجليزى والليتوانى سنوياً، لتغطية فجوة الاستهلاك. ويصل إنتاج الفدان إلى 1.5 طن، وقامت وزارة التجارة والصناعة بحظر تصدير الفول، وكان يصدر بكميات كبيرة لأسواق الخليج وأوروبا، فى حين يتم استيراد بدائل أقل جودة. 

وذكر رئيس مركز البحوث الزراعية، أن الدولة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، مثل الفول والقمح والذرة الصفراء وفول الصويا والذرة الرفيعة، وذلك باعتماد أصناف جديدة ومبكرة النضج وتمتاز بإنتاجية عالية مع مقاومتها للأمراض بغرض سد الفجوة الغذائية والحد من الاستيراد.

وطالب بتوريد الإنتاج للدولة حتى لا يحتكره التجار، مع منح حوافز للمزارعين، ودعم مدخلات الإنتاج. وأضاف أن تحقيق الاكتفاء الذاتى من الفول ليس صعباً، ويمكن ذلك من خلال التوسع فى زراعته على حساب «البرسيم»، وأيضاً بالتحميل على القصب الخريفى بالوجه القبلى، وعلى الأشجار الحديثة للمحاصيل البستانية فى الوجه البحرى، بالإضافة إلى أنه بعد ارتفاع سعر الفول البلدى بالسوق المحلية لجأ الفلاح إلى التركيز على زراعته على حساب محاصيل أخرى.

وسجلت أسعار الفول البلدى حوالى 31 ألف جنيه للطن فى أبريل الماضي، مقابل 12.000 جنيه للمستورد، بسبب انهيار الأسعار  العالمية، وعقب قرار وزارة الصناعة والتجارة بحظر تصدير البقوليات 3 أشهر . وأكد التجار أن سعر إردب الفول البلدى يسجل حالياً 2500 جنيه، ويتراوح الفول المستورد بين 1800 إلى 2200 جنيه، وهبط الكيلو البلدى من 34 و36 جنيهاً إلى 20 و22 جنيها، مشيرين  إلى أن التراجع يصب فى مصلحة المستهلك.
كفاية جباية حرام ( 5 ) 
وقد ذكر رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن وقف تصدير الفول سيؤدي إلى عدم إقبال الفلاحين على زراعته الموسم المقبل. وأضاف أن معظم المستوردين والتجار اتجهوا لـ"دش" الفول عريض الحبة نتيجة لغلق التصدير وعدم إقبال المواطنين على استهلاكه محلياً، وارتفاع تكلفة تخزين الفول بالثلاجات.وذكر أن أسعار الفول بدأت في التحسن محلياً، وسط توقعات بارتفاع الأسعار خلال الأيام المقبلة نتيجة لفتح المطاعم والفنادق، مطالباً بإعادة فتح تصدير الفول عريض الحبة والاستفادة من العملة الصعبة بدلاً من تعرضه لتسوس والتلف.

وأشار إلى أنه يوجد في السوق نحو 120 ألف طن فول محلي عريض الحبة وهذه كمية كبيرة ليس لها استخدام محليا لعدة أسباب أهما ارتفاع سعر الفول البلدي مقارنة بالفول المستورد، حيث يزيد سعر الفول المحلي 50%، بالإضافة إلى تفضيل المطاعم وعربات الفول والفنادق للفول المستورد.
Advertisements
الجريدة الرسمية