رئيس التحرير
عصام كامل

انتبهوا: إسرائيل تبيع لأجيالنا أنها انتصرت!

تأتي هذه الأيام برائحة أمجد السنوات في حياة مصر، العام ١٩٧٣، حين عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس ودمرت خط بارليف وشقت منافذ مرور للقوات والدبابات في الحائط الترابي، ومع ذلك؛ فإن احتفالات المصريين بالذكرى السابعة والأربعين للانتصار على العدو الاسرائيلي..


تأتى هي الأخرى وسط موجة استهبال اسرائيلية مفضوحة، تستهدف التشكيك في الانتصار المصرى الكاسح علي القوات الاسرائيلية في حرب السادس من أكتوبر. الغريب المريب سلسلة تصريحات وتغريدات أبرزها. تصريح نتنياهو بأن اسرائيل رغم ضعف موقفها في الساعات الأولى من الحرب إلا أنها نجحت في قلب الموازين وحققت النصر!
لو مات ترامب؟
مرة أخرى يعاود نتنياهو ممارسة رذيلة الكذب، وهو موقن تماما إن الجيش المصرى لقن الجيش الاسرائيلي هزيمة لن ينساها. هل نسي نتنياهو أو تناسي صرخة جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية تستدعي العون العسكرى الأمريكي: أنقذوا إسرائيل. هل نسي إعلان حالة التأهب النووى بين الاتحاد السوفيتي وقتها والولايات المتحدة؟ لكن لماذا ترتفع نبرة إسرائيل هذا العام لتزور الحقائق التى سجلها التاريخ العسكرى العالمى؟

ينبغى أن ننتبه جيدا، داخل مصر، إلى أن اسرائيل تستهدف في المقام الأول الأجيال الجديدة من الشباب والفتية المصريين ممن بعدت بهم السنين وبأهاليهم عن الانتصار الكبير في عام ١٩٧٣ . الجيل الذي ربي أبناء اليوم معظمه كان في سن الحرب، أي حارب وتابع وعاش آلام الحرب وثمارها.

هذا الجيل ينحسر بالزمن وبالموت وبالمرض وبالعوز وباليأس حاليا. أبناء هذا الجيل وأبناؤهم هم المعرضون حاليا لغسل مخ كامل، يمحو تماما أن مصر انتصرت. وإن كتب التاريخ المصرية كاذبة، وأن القيادات المصرية اوهمت الشعب بالنصر!

هذا هو الهدف وهذا هو المقصود: تجريد الشباب الجديد من أي ذكرى مجيدة، وتلقينه أن إسرائيل هى من هزمت العرب والمصريين.
ناصر وزيرا للإعلام ٢٠٢٠ !
من أجل هذا لا ينبغي قط على المؤسسات التعليمية، والإعلامية غض البصر عن هذه الحرب القذرة.. الجديدة التى تمارسها اسرائيل الرسمية. وبسبب من خطورة العملية الإسرائيلية، فإن الإعلام والدولة برمتها مطالبون بالارتفاع بنبرة الاحتفال العسكرى المصرى، وبإعادة تذكير نتنياهو بهزيمة أهله وجيشه في سيناء.

يمكن أيضا التخطيط لحملة إعلامية مضادة، تستهدف الشباب الإسرائيلي وتعريفة بخيبة جيشه وهزيمته، وأسراهم بالبيجامات الكاستور الأشبه بزي أسراهم ومعتقليهم في معسكرات النازى. كانت البيجاما المصرية المقلمة تذكيرا لهم بأنهم دخلوا المحرقة المصرية لعدوانهم على أرض الوطن.

ومن عجب إن محاولة إسرائيل المكشوفة تأتى في وقت ينتشر فيه السلام بينها وبين العرب في الخليج، والبقية تأتى، وما كان لأي سلام أن يتحقق لولا هزيمتها في حرب أكتوبر وكسر أنفها وتحطيم سلاحها الجوي وذراعها الطويلة وتدمير نظرية الأمن الإسرائيلية.

ما تفعله إسرائيل يتم عن إدراك بقرب زوال أو زوال جيل أكتوبر، قادة وشعبا، وأن الأبناء عرضة سهلة للإغواء وإعادة البرمجة. أظن أن التشكيك في النصر المصرى بداية مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الإسرائيلية..
الجريدة الرسمية