رئيس التحرير
عصام كامل

إلا أنا!

لا يتوقف كثيرون عن المطالبة بإعمال القانون وفرض الالتزام به على الجميع، بلا استثناء، الكبير قبل الصغير، والمسؤول قبل المواطن العادى.. ولكن عندما يتعين عليهم بدورهم أن يخضعوا لحكم القانون يرفضوا ويحاولون أن يلتمسوا لأنفسهم الأعذار التى تستثنيهم من تطبيق القانون عليهم أسوة بغيرهم وتنفيذا لما كانوا يطالبون به هم أنفسهم من قبل وبشكل دائم ومستمر!


هؤلاء ينكشفون وتنفضح حقيقة ما يرفعونه من شعارات براقة عندما يطالبون بأن يطبقون على أنفسهم هذه المطالَب.. فهم يستثنون أنفسهم من تطبيق القانون فى الوقت الذى يطالبون فيه بإلزام غيرهم به.. وهذا يعنى أنهم غير صادقين فيما يتحدثون عنه ويطالبون به، وليسوا مؤمنين حقا بخضوع الجميع لحكم القانون وسيادة دولة القانون، وإلا كانوا قد أبدوا استعدادهم لأن يطبق ذلك عليهم، من أجل أن يكونوا قدوة لغيرهم.. فأصحاب المبادئ يبدأون بأنفسهم بالالتزام بهذه المبادئ قبل أن يطالبوا غيرهم بالالتزام بها.

ولعل ذلك يفسر لنا كيف كان البعض من قبل متحمسين لتنفيذ سياسات وأفكار ورؤى ثم فقدوا حماسهم لها وبدأوا يهاجمون من يتبناها فيما بعد لأنهم يخاصمونه سياسيا.
ولعل ذلك أيضا يُبين لنا أننا يتعين ألا نصدق أحد بشكل تلقائي فيما يطالب به ألا إذا أبدى استعداده للالتزام به أولا.. فمن يطالب بتنفيذ القانون وإمتثال الجميع به يتعين عليه أولا أن يقبل تطبيق ذلك على نفسه، لا أن يستثنى نفسه منها.
ملحوظة: كلامى هذا من وحى بعض ما شهدناه مؤخرا من أحداث.
الجريدة الرسمية