التحليل السلوكي للمدير الهمجي
عندما تسأل ابنك أو صديقك الطالب في الفرقة الأولى
بكلية الحقوق عن أهم ما درسه في هذه السنة، فإنه لن يُحدثك عن السنهوري باشا وأثره
على التشريع المدني، ولا عن المرحوم الدكتور سليمان الطماوي ومؤلفاته الفريدة في القانون
الإداري، وإنما سيُبادرك بالحديث عن «لومبروزو»،
وستتعجب عندما تعرف أن «لومبروزو» ليس فقيهًا قانونيًا، وإنما طبيب عسكري إيطالي، متخصص
في الجريمة والطب الشرعي «التشريحي» وكذلك الجانب النفسي للجريمة.
علل: طارق شوقي أنفق ٥٠٠ مليار جنيه؟
ويُعد «لومبروزو» مؤسس نظرية شهيرة في علم الإجرام وعالم الجريمة لتفسير السلوك الإجرامي تتلخص في أن المجرم هو في حقيقته مجرم بالفطرة، أي إنه ينحدر من أصول همجية، وهو بذلك مؤسس المدرسة «التكوينية»، أي التي تتبني نظرية أن المجرم يكون كذلك منذ نشأته، وقد مرت هذه النظرية بعدة تطورات استبعد منها لومبروزو بعض الجرائم مثل الجريمة السياسية والبغاء، كما اعترف بوجود مؤثرات أخرى تساعد على ارتكاب الجريمة.
ولا شك أن نظرية «لومبروزو» قوبلت بالنقد اللاذع، خاصة بعد ظهور نظريات عديدة ومتداخلة لتفسير السلوك الإجرامي، فضلًا عن تلك التي بحثت في منع وقوع الجريمة، ولكن يبقى للطببب «لومبروزو» السبق في محاولة وضع تفسير لهذا السلوك، كما تتوالى بعض الحوادث كل حين لتدعم صحة نظريته، وقد ساعد الطبيب المذكور التحاقه بالجيش مما مكنه من فحص وتشريح ودراسة حالات عديدة، وأنشأ كذلك مركز «لجوء» للمختلين عقليًا من مرتكبي الجرائم الجنائية.
ومن أهم ما أشار إليه «لومبروزو» أن بعض الصفات التشريحية تدل على أن الشخص مؤهل لارتكاب جريمة ما، وذلك بالبحث في الصفات المشتركة بين الجناة، كما أكد أن الشخص الذي ترجع أصوله لسلالة همجية يمكن أن يرتكب جريمة، ولو ظل لسنوات يتصرف كالأسوياء، وضرب مثالًا لذلك بأحد الجنود، كان مطيعًا لرؤسائه، ودودًا لزملائه، لم يرتكب أي مخالفات من قبل، وفجأة وفي أحد الأيام هاجم زملاءه وارتكب جريمة قتل.
طارق شوقي.. ما عليه ــ وما عليه!
وقد تجد قصة ذلك الجندي صداها في بعض المؤسسات والهيئات الإدارية، فنجد موظفًا أمضى سنوات طوال من خدمته مطيعًا لرؤسائه، ودودًا بين زملائه إلى درجة وصفه بـ«الغلب»، ولا يُعرف عنه إلا البطء في العمل، وفجأة.. وبمجرد أن يتولى منصبًا هامًا بهيئته، وبعد أن شاب شعره، يتغير سلوكه ليبدأ في سب زملائه والتطاول عليهم بالألفاظ البذيئة، والتصرف بهمجية وديكتاتورية تصل إلى حد الجرائم في مفهوم التأديب الإداري، ويتعجب الجميع، كيف حدث هذا؟
والإجابة: أنه ينحدر من أصل همجي ــ كما قال «لومبروزو».. وللحديث بقية
علل: طارق شوقي أنفق ٥٠٠ مليار جنيه؟
ويُعد «لومبروزو» مؤسس نظرية شهيرة في علم الإجرام وعالم الجريمة لتفسير السلوك الإجرامي تتلخص في أن المجرم هو في حقيقته مجرم بالفطرة، أي إنه ينحدر من أصول همجية، وهو بذلك مؤسس المدرسة «التكوينية»، أي التي تتبني نظرية أن المجرم يكون كذلك منذ نشأته، وقد مرت هذه النظرية بعدة تطورات استبعد منها لومبروزو بعض الجرائم مثل الجريمة السياسية والبغاء، كما اعترف بوجود مؤثرات أخرى تساعد على ارتكاب الجريمة.
ولا شك أن نظرية «لومبروزو» قوبلت بالنقد اللاذع، خاصة بعد ظهور نظريات عديدة ومتداخلة لتفسير السلوك الإجرامي، فضلًا عن تلك التي بحثت في منع وقوع الجريمة، ولكن يبقى للطببب «لومبروزو» السبق في محاولة وضع تفسير لهذا السلوك، كما تتوالى بعض الحوادث كل حين لتدعم صحة نظريته، وقد ساعد الطبيب المذكور التحاقه بالجيش مما مكنه من فحص وتشريح ودراسة حالات عديدة، وأنشأ كذلك مركز «لجوء» للمختلين عقليًا من مرتكبي الجرائم الجنائية.
ومن أهم ما أشار إليه «لومبروزو» أن بعض الصفات التشريحية تدل على أن الشخص مؤهل لارتكاب جريمة ما، وذلك بالبحث في الصفات المشتركة بين الجناة، كما أكد أن الشخص الذي ترجع أصوله لسلالة همجية يمكن أن يرتكب جريمة، ولو ظل لسنوات يتصرف كالأسوياء، وضرب مثالًا لذلك بأحد الجنود، كان مطيعًا لرؤسائه، ودودًا لزملائه، لم يرتكب أي مخالفات من قبل، وفجأة وفي أحد الأيام هاجم زملاءه وارتكب جريمة قتل.
طارق شوقي.. ما عليه ــ وما عليه!
وقد تجد قصة ذلك الجندي صداها في بعض المؤسسات والهيئات الإدارية، فنجد موظفًا أمضى سنوات طوال من خدمته مطيعًا لرؤسائه، ودودًا بين زملائه إلى درجة وصفه بـ«الغلب»، ولا يُعرف عنه إلا البطء في العمل، وفجأة.. وبمجرد أن يتولى منصبًا هامًا بهيئته، وبعد أن شاب شعره، يتغير سلوكه ليبدأ في سب زملائه والتطاول عليهم بالألفاظ البذيئة، والتصرف بهمجية وديكتاتورية تصل إلى حد الجرائم في مفهوم التأديب الإداري، ويتعجب الجميع، كيف حدث هذا؟
والإجابة: أنه ينحدر من أصل همجي ــ كما قال «لومبروزو».. وللحديث بقية