رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"هنحارب".. صيحة شعب وقراره!

بلغ الجنون الإسرائيلي مداه في غير لحظة وفي أكثر من مكان.. في ضربات إبراهيم الرفاعي ورفاقه الأبطال، وفي ضربات البحرية المصرية الموجعة من تغيير النظريات العسكرية من تدمير هدف ثلاث مرات متتالية في إيلات، إلي تدمير وإغراق إيلات المدمرة التي تحولت إلى عيد للبحرية المصرية، إلى ضربات المدفعية الرهيبة التي تحولت أيضا إلى عيدها وصولا للدفاع الجوي وأسبوع تساقط الفانتوم كرشات مبيد حشري على تجمع للذباب..


كل ذلك أدى إلى جنون إسرائيلي لم يجد فرصة للمواجهة العسكرية على الأرض ولا حتى في السماء، فراح يضرب في المدنيين المصريين في أبي زعبل ومصنعها الشهير وفي بحر البقر حيث أطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض، ثم حاول منع بناء حائط الصواريخ بأي طريقة، استخدم فيها أسلحة محرمة دوليا وخوارق تحصينات إحدي هجماته بقنابل الـ 1000 رطل أحدثت حفرة بلغت عشرات الأمتار وباتساع الـ 300 متر!
البطل أبو البطل.. أسطورة حقيقية!
الخلاصة.. ونحن نسجل ـنحن شعب مصر ـ سطور خالدة تؤكد أن شعوب أخرى تضرب وتهزم عسكريا في معركة فتخسر الحرب كلها وتوقع وثائق استسلام وتفرض عليها شروط الأعداء.. ومن قبلها وهو يحكم مصر لم تكن دماؤه مصرية عندما قبل محمد على معاهدة لندن المذلة.. لكن هنا.. لا استسلام ولا حتى تفاوض إلا بعد إرجاع الأرض عسكريا كما أخذت تماما.. أخذوها بالسلاح فلا عودة لها إلا بالسلاح.. وإلا كانت ضاعت هيبة العسكرية المصرية إلى الأبد وهي تقبل العفو والسماح من عدوها!

الخلاصة أيضا أننا تعرضنا للألم.. وتحملناه.. تعرضنا للوجع.. وصبرنا عليه.. وعندما مات عبد الناصر وهو يقود ذلك كله طمئن الرئيس السادات المصريين بعدها بأشهر في خطابه المسجل والمطبوع بذكرى ثورة يوليو عام 71 أن الجيش المصري قد اكتمل.. ولا يحتاج إلا أمر منه بالعبور..
"الرفاعي".. وذكرى بطل أسطوري استشهد 23 رمضان!
وهنا توقع شعبنا أن الحرب خلال ساعات أو أيام.. ومرت أسابيع ولم يحدث العبور.. لأسباب عديدة ومختلفة ليس مجالها هنا.. ما يعنينا تحديدا هو طبيعة شعبنا وتركيبته وكينونته وطبعه.. سيسجل التاريخ إننا ربما كنا أول شعب يخرج مظاهرات تطالب بالحرب.. علنا.. يهتف من أعماق أعماقه "هنحارب.. هنحارب"!

كانت الحرب لشعبنا الكرامة والعزة والفخر والمجد.. لم تكن خطة الإعلام المعادي قد بدأت لتقول للناس إن الحرب "وحشه" و"كخه" دون الإجابة عن السؤال المهم: ماذا لو فرضت علينا؟! وماذا لو تربص بنا الأعداء من كل جانب؟!

شعب لا يقهر.. وتمر الأيام وأبناء هؤلاء الذين هتفوا هم أول المرحبين بالمدارس العسكرية يفتشون عنها اليوم في كل مكان.. أول أمانيهم انضباط وتربية ورجوله.. تحتضن أولادهم!
عاش شعبنا العظيم..
Advertisements
الجريدة الرسمية