رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"الرفاعي".. وذكرى بطل أسطوري استشهد 23 رمضان!


راح الجنرال الإسرائيلي "جونين" وهو يتابع ما يجري في "الدفرسوار" بحرب أكتوبر يصرخ مطالبا بمحاكمة "شارون"، وقال "هرب الجبان"، واتهمه أنه يدعي الإصابة، ثم قال: "أنا أعرف السبب.. لقد هزمه الرفاعي"! من هو "الرفاعي" إذن الذي رحل في مثل هذا اليوم 23 رمضان الموافق 19 أكتوبر 1973؟


في بلادنا هو اسم شهير في البطولة، والبطولة النادرة التي تصل إلى حدود الأسطورة، حتى أن كتابا عنه للكاتب الكبير "جمال الغيطاني" كان عنوانه "قصة شهيد.. إبراهيم الرفاعي بين الأسطورة والحقيقة"!

كثيرون يعرفونه، ولكن قليلون من يعرفون تفاصيل عنه وعن بطولاته.. وإن كنا اعتدنا في ذكرى الشهيد البطل "عبد المنعم رياض" كل عام أن نروي قصة الثأر له كاملة، وهي المعركة التي قادها وخطط لها "الرفاعي"، إلا أننا نحتاج إلى أكثر من سبعين مقالا لنحكي في كل منها قصة أسطورة حولها "الرفاعي" ورفاقه الأبطال إلى واقع وحقيقة.

فعندما أبلغوه أن وزير الحربية وقتها الفريق أول "محمد فوزي" اختاره لقيادة عملية الثأر للفريق "رياض"، وأن التعليمات الصادرة من الزعيم "جمال عبد الناصر" أن يتم الثأر قبل حلول ذكري الاربعين للشهيد البطل، كانت العملية في اليوم الاربعين بالفعل مدوية مذهلة، زلزلت العدو الإسرائيلي، وادت إلى مقتل ال 44 ضابطا وجنديا اسرائيليا بالكامل، وهم كل من كانوا وقتها بموقع "المعدية" الشهير..

الذي انطلقت منه القذيفة التي ادت إلى استشهاد الفريق "رياض".. ومعهم كل المدرعات والأسلحة الموجودة داخل الموقع وخارجه.. وهي العملية الوحيدة ربما في تاريخ العسكرية كله الذي يحتج فيها طرف لدى الأمم المتحدة متهمين من نفذها بـ "الوحشية"!

لكن الفريق "رياض" نفسه قبل استشهاده بعام، وتحديدا عام 1968 طلب بنفسه من "إبراهيم الرفاعي" طلبا وقال له حرفيا "نشروا صواريخ أرض أرض يا "رفاعي" الناحية التانية.. نريد صاروخ واحد لنعرف تأثيره وكيف نتعامل معه"! وبعد "تمام يا فندم" بساعات عاد "الرفاعي" ورفاقه ب 3 صواريخ، وكانت فضيحة أدت إلى إقالات وتحقيقات!

كان محقا الفريق "رياض" وهو يطلب المستحيل وبثقة من "الرفاعي"، ولما لا وهو بعد 67 بأسابيع وقد ظن العالم أن الجيش المصري بات جثة هامدة كان "الرفاعي" ورجاله يعودون بـ "داني شيمون" الضابط الإسرائيلي أسيرا منقولا إلى الضفة الغربية بعد عملية موجعة، خلف ما اشتهر وقتها وتحول لمصطلح شهير لكثرة العمليات الموجعة ب "خلف خطوط العدو"!

العمليات كثيرة جدا، وكل منها يحتاج إلى فيلم سينمائي، إنما اللقطة المهمة المؤثرة -هنا- أن واحدا من رجال البطل الشهيد "الرفاعي" هو الرائد وقت العمليات "سمير نوح" أطال الله عمره، تذكر قائده وأحيا الذكرى على طريقته بفيديو صغير من إعداده عن شهيد 23 رمضان، وهو ما يؤكد أن نظرة "الرفاعي" فيمن اختارهم تؤكد صحة الاختيار، ليس فقط في شجاعتهم النادرة وإنما أيضا في أصلهم وأخلاقهم !

هذه أخلاق الأبطال.. الوطن في ذهنهم.. يفعلون ذلك في وقت تستعد فرقة عملاء إسرائيل في بلادنا للاحتفال مع العدو بذكري 5 يونيو 67 بإصرار لا حدود له، بنقل الإحباط وأجواء النكسة للأجيال المصرية واحدا بعد آخر، في عادة بدأها الإخوان وسار من خلفهم من سار.. ممن لم يكتبوا حرفا عن بطولات نادرة لجيشهم وأبطاله، لم تعرف إرادتهم الهزيمة قط.. إنما اختاروا أن يكونوا في صف العدو.. بعضهم من بعض!
Advertisements
الجريدة الرسمية