رئيس التحرير
عصام كامل

مستقبل الكويت !

رحم الله سمو الأمير صباح الأحمد الذي يلحق بسمو الأمير سعد العبد الله وبسمو الشيخ جابر الأحمد وقد تحملوا معا عبء إعادة واستعادة الكويت عقب كارثة غيابها كلية عن خريطة العرب والعالم عام ١٩٩٠ !!


هذا البلد العربي الصغير الكبير بالأثر والذي يقدم تجربة فريدة بالخليج العربي كونه البلد الوحيد الذي يتكون نظامه السياسي من مؤسسات ديمقراطية ومدنية من برلمان - بغض النظر عمن يحصل علي أغلبيته- وقضاء مستقل وصحافة بسقف حرية معقول ومؤسسات أخري من جمعيات وخلافه.. وتقدم الأسرة الحاكمة نفسها نموذجا في تقديمها للمجتمع العربي مثقفين وأدباء وشعراء لعل أبرزهم الدكتورة سعاد الصباح الشاعرة الكبيرة!

بالوقائع.. عبد الناصر الرجل الذي تدافع عنه السماء!

نقول: هذا البلد العربي يقف عند حدود النار بين شقيق يعاني من ارتباك كبير وبرغم العدوان السابق إلا أن الكويت تقدم يد العون ليخرج العراق الحبيب من أزمته السياسية.. وإلي الشرق إيران بتهديدات قديمة تجعل من حركة الكويت في محيطه تحسب ألف مرة ومجلس خليجي به من المشاكل أكثر مما فيه من تعاون!

فضلا عن تفاعل في الداخل يسيء استخدام الديمقراطية ثم جاءت أزمة التطبيع الخليجي مع إسرائيل والتي لاقت رفضا كويتيا صارما أغضب الولايات المتحدة التي لم تخف غضبها في بلطجة غير مسبوقة تحاول توجيه سياسات الدول!

كلها عوامل تجعلنا نترقب الأيام المقبلة آملين أن يحمي الله الكويت وتعبر إلي شاطئ الأمان الذي تسعي إليه طوال تاريخها وأن يلتف أبناؤها وأشقاؤها حولها وأن تستمر في لعب دورها العربي وأن تزيد فرص التعاون مع مصر التي بدأت منذ الدور الذي لعبته مصر في استقلال الكويت عام ٦١ ثم الدور الذي لعبته مصر لتنضم إلي الأمم المتحدة التي تعطلت عامين وقتها بسبب تعنت ورفض العراق..
السيسي والمرجع الرئيسي!
حتي قادت مصر عام ٦٣ الأمة العربية ودول عدم الانحياز لتضغط لانضمام الكويت حتي حدث بالفعل، ومرورا بالدور الكويتي في حرب أكتوبر الداعم بالمال والسلاح ثم الدور المصري في استعادة وتحرير الكويت عام ٩١ وصولا إلي دعم الكويت لمصر في تحرير بلدنا من عصابة الإخوان، ودعم الدبلوماسية الكويتية لمصر ثم دعمنا بودائع مالية حتي عبرت مصر لبر الأمان، وصولا أيضا لارتفاع نسب التبادل التجاري إلى رقم غير مسبوق فشلت معه كل محاولات الفتنة وإفساد العلاقات بين البلدين والشعبين !

خالص العزاء لشعب الكويت الشقيق وكل الأمنيات باستكمال المسيرة مع سمو الشيخ نواف الأحمد الأمير الجديد، وأن يعبروا معا لبر الأمان.
الجريدة الرسمية