ثورة الأطفال
للاستخدام الرخيص
للأطفال ودفعهم للتظاهر في بعض القرى المصرية تداعيات أخطر من تصورات الجماعة الإرهابية
التي تصب الزيت على النار، وتحمل براءة الأطفال ما لا تحتمل، خصوصا أن شعارات تظاهراتهم
لا يمكن لعاقل أن يتصور أن طفلا في عمر الزهور يدرك معناها.
هذا السلاح الميكافيلي الرخيص يؤدي إلى نتائج مروعة على هذا الجيل بعد سنوات، ولن يكون هذا التأثير إلا في صلب الوطن وعماده ومستقبله، وقدرته على التعاطي الإنساني الطبيعي مع الأحداث والمستقبل الوطني كله، ومن المدهش أن يكون التناول الإعلامي الرسمي أكثر خطورة في الرد على تداعيات الموقف.
إذ من غير المتصور أن تنشغل كافة القنوات في الرد على مزاعم مقاول مقامر ومغامر دون الخوض في تفاصيل ما يمكن أن يؤدى إليه الاستخدام الوضيع للأطفال، والأخطر من وجهة نظرى أن يصل إعلامنا إلى هذا المستوى المتدنى في التعامل مع جريمة إنسانية ضد مستقبل البلاد ووعيها، وقدرتها على الصد والرد بطريقة أقرب ما تكون إلى طرق الهواة.
انزل في مواجهة الفوضى
إننا أمام جريمتين خطيرتين أولاهما الدفع بالأطفال في هذا المنحى الخطير، والثانى التعامل مع مشكلات البسطاء بطريقة "أن الإخوان جماعة إرهابية وخطيرة" فهل في مصر من يظن غير ذلك؟! وهل التركيز على خطورة الإخوان ينفى أن المواطن البسيط يعيش معاناة حقيقية بسبب قرارات قاسية غير مدروسة؟!
الأصل في القضية أن هناك غضبا، وأن الجماعة الإرهابية تحاول استخدام هذا الغضب للوصول إلى الفوضى، تحت شعار "علىّ وعلى أعدائى"، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن بلادنا تتحمل مرة أخرى، وفى ظل هذه الظروف العصيبة، أن تمر بتجربة من الخروج الفوضوى الهدام، فمن يحاول وضع رتوش لملامح مستقبل في ظل هذا التداعى فلا شك أنه سيصل إلى صورة قاتمة لن تخرج عن حدود الدولة الفاشلة، واللاجئين الهاربين إلى مناطق الغربة والإهانة والضياع.
إذن الكل متفق على أن استقرار النظام هو المصلحة التي يجب أن نسعى إليها جميعا، وندعمها بكل ما أوتينا من قوة، فليس لدينا رفاهية الوقت أو الاختيار، فالاختيار هنا بين دولة أو لا دولة، وهذا الاتفاق الذي لا يختلف عليه العقلاء، يفرض علينا المكاشفة والمصارحة من أجل حماية النظام واستقرار البلاد، والعمل على تفويت الفرصة أمام هذا الحشد الهائل من المؤامرات.
ولمواجهة المؤامرت الخارجية لابد أن نتدارس حجم التآمر الداخلى، على أن هذا التآمر ليس من الضروري أن يكون أبطاله من الجماعة الإرهابية، بالعكس فما نراه من سطحية في المواجهة يؤكد أن بيننا متآمرين دون أن يدروا أنهم أكثر خطرا على البلاد من الجماعة الإرهابية نفسها.
ترك مساحات من الفراغ السياسي، ومحاولة ملئها بكيانات وهمية تمت صناعتها دون احترافية، ودون أن يكون لها ظهير شعبى هو عين المؤامرة، فاذا سلمنا جدلا أن الإخوان هم المحركون للأطفال في القرى والنجوع، فنحن أمام حقيقة مهمة هي قدرتهم على تحريك الناس أي ناس، حتى لو كانوا أطفالا فمن دونهم على الساحة الآن يمتلك القدرة على الالتفاف الشعبى؟!
الإصلاح القاسي!
الإجابة بشفافية : لا يوجد أحد أو لم ينجح أحد، لأن القائمين على المشهد السياسي لم يضبطوا في يوم من الأيام متلبسين بالعمل الحزبى أو الجماهيري، بعد أن تحول اختيار المرشحين للمجالس النيابية إلى مجرد اقتراع مالى يفوز به من يدفع أكثر، وإذا كان الشعب قد أيقن خطورة الجماعة الإرهابية، فعلى الدولة أن تدرك حجم تلك الخطورة جيدا..
وعليه فإن الواجب الذي تفرضه اللحظات الحتمية التي نعيشها تفرض على الدولة دعم الأحزاب الشرعية الطبيعية وبشكل طبيعي للعمل من أجل الناس.. أما اختصار دور حزب صناعى في تقديم شنط رمضان ودفع غرامات التصالح فهذا هو العبث، لأن العمل السياسي يقوم على استيعاب قدرات وطاقات الشباب وتحميلهم المسئولية الوطنية بطريقة تعتمد على التنشئة السياسية الطبيعية المتعارف عليها دون حياكة منسوج صناعي لا يقوى على الاحتمال والتعاطي مع الجماهير.
أي مساحة من الفراغ تسكنها الأشباح، والأشباح خارج نطاق السيطرة أما الأحزاب الشرعية التي تلتزم ببرامج وطنية تواجه التطرف والإرهاب والتخريب وتتنافس من أجل رفعة الوطن فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من سيطرة الإخوان على الشارع، ويخطئ من يتصور أن الشعب المصري قد تنطلى عليه دعوات الفوضى، ويخطئ أيضا من يتصور أنه وصى على هذا الشعب يفكر له ويخطط له وينظمه كما يشاء دون مشاركة من هذا الشعب العظيم.
المصريون هم من أسقطوا الإخوان وهم من أدركوا خطورة الجماعة وهم من نتركهم الآن نهبا لتلك الجماعة، بترك مساحات من الفراغ السياسي الموحش، خصوصا وأننا نمر بمنعطف اقتصادى لم يتحمل تبعاته إلا البسطاء من هذا الشعب، والأولى بنا أن نجعله شريكا في القرار لا أن تملى عليه القرارات والمطلوب منه تنفيذها رغما وغضبا.
أقول وبكل ما فى من إحساس بالخطر إن ترك الأمور في أيدي الهواة هو الخطر الكبير على استقرار الوطن والنظام والتجربة، وليس عيبا أن نتراجع أو نؤمن بخطايانا، ولكن العيب أن يصور لنا خيالنا غير الخصب أن الأمور يمكن أن تستمر بنفس المنهج والطريقة.
أقول ذلك حرصا على بلادي وعلي أولادي وعلي جريدتى وعلى جيرانى وعلى أمن الناس ومستقبلهم، فليس أمامنا إلا أن يقود القطار سائقه، ويحرث الحقل فلاحه، ويدير الصحيفة صحفيوها، ويقود السياسة الساسة، ويحرس الوطن رجال أمنه، ويحرس الحدود جيش عظيم له تاريخ.
هذا السلاح الميكافيلي الرخيص يؤدي إلى نتائج مروعة على هذا الجيل بعد سنوات، ولن يكون هذا التأثير إلا في صلب الوطن وعماده ومستقبله، وقدرته على التعاطي الإنساني الطبيعي مع الأحداث والمستقبل الوطني كله، ومن المدهش أن يكون التناول الإعلامي الرسمي أكثر خطورة في الرد على تداعيات الموقف.
إذ من غير المتصور أن تنشغل كافة القنوات في الرد على مزاعم مقاول مقامر ومغامر دون الخوض في تفاصيل ما يمكن أن يؤدى إليه الاستخدام الوضيع للأطفال، والأخطر من وجهة نظرى أن يصل إعلامنا إلى هذا المستوى المتدنى في التعامل مع جريمة إنسانية ضد مستقبل البلاد ووعيها، وقدرتها على الصد والرد بطريقة أقرب ما تكون إلى طرق الهواة.
انزل في مواجهة الفوضى
إننا أمام جريمتين خطيرتين أولاهما الدفع بالأطفال في هذا المنحى الخطير، والثانى التعامل مع مشكلات البسطاء بطريقة "أن الإخوان جماعة إرهابية وخطيرة" فهل في مصر من يظن غير ذلك؟! وهل التركيز على خطورة الإخوان ينفى أن المواطن البسيط يعيش معاناة حقيقية بسبب قرارات قاسية غير مدروسة؟!
الأصل في القضية أن هناك غضبا، وأن الجماعة الإرهابية تحاول استخدام هذا الغضب للوصول إلى الفوضى، تحت شعار "علىّ وعلى أعدائى"، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن بلادنا تتحمل مرة أخرى، وفى ظل هذه الظروف العصيبة، أن تمر بتجربة من الخروج الفوضوى الهدام، فمن يحاول وضع رتوش لملامح مستقبل في ظل هذا التداعى فلا شك أنه سيصل إلى صورة قاتمة لن تخرج عن حدود الدولة الفاشلة، واللاجئين الهاربين إلى مناطق الغربة والإهانة والضياع.
إذن الكل متفق على أن استقرار النظام هو المصلحة التي يجب أن نسعى إليها جميعا، وندعمها بكل ما أوتينا من قوة، فليس لدينا رفاهية الوقت أو الاختيار، فالاختيار هنا بين دولة أو لا دولة، وهذا الاتفاق الذي لا يختلف عليه العقلاء، يفرض علينا المكاشفة والمصارحة من أجل حماية النظام واستقرار البلاد، والعمل على تفويت الفرصة أمام هذا الحشد الهائل من المؤامرات.
ولمواجهة المؤامرت الخارجية لابد أن نتدارس حجم التآمر الداخلى، على أن هذا التآمر ليس من الضروري أن يكون أبطاله من الجماعة الإرهابية، بالعكس فما نراه من سطحية في المواجهة يؤكد أن بيننا متآمرين دون أن يدروا أنهم أكثر خطرا على البلاد من الجماعة الإرهابية نفسها.
ترك مساحات من الفراغ السياسي، ومحاولة ملئها بكيانات وهمية تمت صناعتها دون احترافية، ودون أن يكون لها ظهير شعبى هو عين المؤامرة، فاذا سلمنا جدلا أن الإخوان هم المحركون للأطفال في القرى والنجوع، فنحن أمام حقيقة مهمة هي قدرتهم على تحريك الناس أي ناس، حتى لو كانوا أطفالا فمن دونهم على الساحة الآن يمتلك القدرة على الالتفاف الشعبى؟!
الإصلاح القاسي!
الإجابة بشفافية : لا يوجد أحد أو لم ينجح أحد، لأن القائمين على المشهد السياسي لم يضبطوا في يوم من الأيام متلبسين بالعمل الحزبى أو الجماهيري، بعد أن تحول اختيار المرشحين للمجالس النيابية إلى مجرد اقتراع مالى يفوز به من يدفع أكثر، وإذا كان الشعب قد أيقن خطورة الجماعة الإرهابية، فعلى الدولة أن تدرك حجم تلك الخطورة جيدا..
وعليه فإن الواجب الذي تفرضه اللحظات الحتمية التي نعيشها تفرض على الدولة دعم الأحزاب الشرعية الطبيعية وبشكل طبيعي للعمل من أجل الناس.. أما اختصار دور حزب صناعى في تقديم شنط رمضان ودفع غرامات التصالح فهذا هو العبث، لأن العمل السياسي يقوم على استيعاب قدرات وطاقات الشباب وتحميلهم المسئولية الوطنية بطريقة تعتمد على التنشئة السياسية الطبيعية المتعارف عليها دون حياكة منسوج صناعي لا يقوى على الاحتمال والتعاطي مع الجماهير.
أي مساحة من الفراغ تسكنها الأشباح، والأشباح خارج نطاق السيطرة أما الأحزاب الشرعية التي تلتزم ببرامج وطنية تواجه التطرف والإرهاب والتخريب وتتنافس من أجل رفعة الوطن فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من سيطرة الإخوان على الشارع، ويخطئ من يتصور أن الشعب المصري قد تنطلى عليه دعوات الفوضى، ويخطئ أيضا من يتصور أنه وصى على هذا الشعب يفكر له ويخطط له وينظمه كما يشاء دون مشاركة من هذا الشعب العظيم.
المصريون هم من أسقطوا الإخوان وهم من أدركوا خطورة الجماعة وهم من نتركهم الآن نهبا لتلك الجماعة، بترك مساحات من الفراغ السياسي الموحش، خصوصا وأننا نمر بمنعطف اقتصادى لم يتحمل تبعاته إلا البسطاء من هذا الشعب، والأولى بنا أن نجعله شريكا في القرار لا أن تملى عليه القرارات والمطلوب منه تنفيذها رغما وغضبا.
أقول وبكل ما فى من إحساس بالخطر إن ترك الأمور في أيدي الهواة هو الخطر الكبير على استقرار الوطن والنظام والتجربة، وليس عيبا أن نتراجع أو نؤمن بخطايانا، ولكن العيب أن يصور لنا خيالنا غير الخصب أن الأمور يمكن أن تستمر بنفس المنهج والطريقة.
أقول ذلك حرصا على بلادي وعلي أولادي وعلي جريدتى وعلى جيرانى وعلى أمن الناس ومستقبلهم، فليس أمامنا إلا أن يقود القطار سائقه، ويحرث الحقل فلاحه، ويدير الصحيفة صحفيوها، ويقود السياسة الساسة، ويحرس الوطن رجال أمنه، ويحرس الحدود جيش عظيم له تاريخ.