الإصلاح القاسي!
أنا من الذين يدركون أن النظام السياسي القائم تحمل أعباء تزخر أنظمة قديمة في إجراء عمليات الإصلاح الاقتصادي، وأن الذين ثاروا أيام رفع أسعار الخبز في حقبة حكم الرئيس السادات قد تسببوا في كوارث اقتصادية سنعاني منها لعقود قادمة.
ولكنى أيضا من أنصار إن أي إصلاح اقتصادي لايشعر به المواطن هو حرث في الماء وحرق لمساحات الوئام الاجتماعي التي يحظى بها شعب متماسك لايعاني النعرات ولا العرقيات المتباينة، وإن الشفافية هي المعيار الذي يساعد الشعب على تحمل أعباء خطايا الماضي، أما إطلاق الوعود تلو الوعود مع تبخرها لن يكون في صالح لا عملية الإصلاح ولا في صالح الاستقرار.
اقرأ ايضا: في مصر "شعبين"
أقول ذلك بمناسبة مفاجأة وزير الطاقة والكهرباء الذي قرر رفع أسعار الكهرباء في توقيت يعانى فيه البيت المصري بشكل عام والطبقة المتوسطة، إن كان لايزال لدينا طبقة متوسطة، معاناة شديدة جراء توقف الأعمال وشلل الحياة الاقتصادية ومعاناة ملايين البشر من ضائقة لايعلم قسوتها إلا من عاشوها وبالطبع وزير الكهرباء ليس منهم.
تأتى تلك الخطوة القاسية في وقت توقفت فيه عمليات البناء لستة أشهر كاملة مع توقف تام للنشاط السياحي والترفيهي وخروج مئات الآلاف من دائرة العمل المتقطع أو باليومية إلى خانة العاطلين بفعل الطبيعة وبفعل قرارات غير مدروس توقيت اتخاذها.
اقرأ ايضا: سيف البطالة يطارد 12 مليون مصري
لاضرر لو أن هذه الشريحة تأجل اتخاذ القرار بشأنها حتى عودة الحياة إلى المساحة الأكبر من طبيعتها إذ إن الهدف من الإصلاح ليس التخلص من طبقات شعبية بعينها، وإنما الهدف الأساسي هو إحياء تلك الطبقات حياة كريمة وإلا ما كان إسمه إصلاح!!