رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإخوان: من الدفاع للهجوم!

الأسبوع الماضى خرج مرشد الإخوان الجديد إبراهيم منير يدعو الإخوان بعدم الاستجابة لدعوة المقاول المصرى محمد علي للخروج فى مظاهرات للتغيير السياسى، لأن الإخوان أغلبهم إما مسجون أو هارب فى الخارج والباقون لا يملكون ترف التعرض لمطاردة الأمن..


لكن بعد بضعة أيام قليلة فاجأ إبراهيم منير الإخوان بدعوة أخرى متناقضة طالبهم فيها بالخروج للتظاهر فيما أطلق عليه جمعة الغضب، على غرار جمعة الغضب يوم ٢٨ يناير ٢٠١١، بل ومطالبتهم صراحة بممارسة العنف خاصة فى مواجهة الشرطة، غير مكترثين بخطر إلقاء القبض عليهم لأنهم من المفترض أن يقدموا تضحيات!..
مصر تفضح تركيا
فماذا حدث فى غضون هذه الأيام القليلة ليغير الإخوان موقفهم من الدفاع أو بالأصح إيثار السلامة إلى الهجوم الصريح والصدام العلنى مع الأمن؟

ربما يعتقد البعض إن الإخوان أرادوا ألا يبدون إنهم يسيرون خلف ذلك المقاول المصرى وإنه يوجههم ويحركهم ويقودهم ويحدد لهم ما يتعين أن يقوموا به.. لذلك آثروا آلا يبدون إنهم استجابوا لدعوته للتظاهر بوم ٢٠ سبتمبر، فخرج إبراهيم منير ليحذر الإخوان من الخروج للتظاهر يوم ٢٠ سبتمبر.. أما الخروج يوم ٢٥ سبتمبر فقد كان بمثابة دعوة إخوانية خالصة لم يشارك فى إطلاقها ذلك المقاول المصرى.

وربما يعتقد البعض الأخر إن الدول والحكومات وأجهزة المخابرات الأجنبية التى تدعم الاخوان لم يروقها موقف إبراهيم منير من دعوة الخروج للتظاهر يوم ٢٠ سبتمبر ولذلك غير موقفه ودعا الإخوان للخروج يوم ٢٥ سبتمبر.. أى إن الإخوان  غيروا موقفهم تحت ضغط أو بتعليمات وأوامر، خاصة تركيا التى توفر لهم الملاذ الأمن والغطاء السياسى والدعم اللوجستي تتصور أن مزيد من الصغط على مصر قد يسهم فى تليين مواقفها فى أى مفاوضات معها مستقبلا.
إعلامنا وقنوات الإخوان!
وأنا لا أستبعد كلا التفسيريين.. غير إننى أرى إن هناك تفسير ثالث أيضا وهو يتمثل فى أن حدوث بعض التظاهرات والإحتجاجات يوم ٢٠ سبتمبر حتى ولو كانت محدودة جدا ولا تلبى الدعوة لها، قد أغرى الإخوان فى أن يغيروا موقفهم وينتقلوا من الدفاع إلى الهجوم..

ولذلك بعد بضعة أيام قليلة فقط دعا المرشد الجديد الإخوان إلى جمعة غضب والصدام العلنى الصريح مع الشرطة.. وأعتقد ان ذلك يدعونا إلى الإنتباه جيدا إلى أن خطر الإخوان يزيد ولا يتراجع أو يتقلص، لذلك علينا ألا نمنحهم فرصة لإيذاءنا، بإستغلال عدم رضا تشعر به فئات اجتماعية نتيجة ضغوط اقتصادية وتباطؤ خطوات الإصلاح السياسى وتأخر التواصل مع الرأى العام حول ما يهمه ويؤرقه.        
Advertisements
الجريدة الرسمية