رئيس التحرير
عصام كامل

السراج يتخبط!

عجيب أمر السراج.. فقبل أيام مضت أعلن أنه سوف يستقيل من رئاسة حكومة الوفاق وسيسلم السلطة للمجلس الرئاسى الجديد الذى يتم التوافق على تشكيله من خلال المفاوضات التى استضافها المغرب، ويمثل فيها غرب ليبيا وفدا تشكل برعاية نائبه معيتيق..

وأمس يعلن رفضه لإتفاق تم بين معيتق وحفتر على استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبى تحت إشراف لجنة تمثل مناطق ليبيا المختلفة يشارك فيها معيتيق ممثل لغرب ليبيا، وتضمن هذه اللجنة توزيع عائدات التصدير على كل المناطق الليبية وعدم إستيلاء الأتراك أو الميليشيات عليها!
المشكلة الليبية تزداد التهابا!
وهذا يلقى بظلال من الشك فى نية السراج فى الاستقالة.. فكيف يقبل بما هو أكبر ويرفض ما هو أقل من المتفاوضين ببن الشرق والغرب.. أى كيف يقبل الاستقالة ويرفض استئناف ضخ النفط؟!.. المتصور أن من ينوى الاستقالة لن يهمه إلا مصيره هو شخصيا بعد تنفيذ هذه الاستقالة، خاصة وإنه حدد موعدا لها الشهر المقبل، اللهم إلا إذا كان السراج قد إختار أن يرهن مصيره هذا بتركيا والميليشيات التى تراعاها..

كما يكشف إنه أعلن استقالته مضطرا لو مكرها حينما نشب صراع بينه وبين وزير داخليته باشاغا خسر جولة فيه تحت ضغط ميليشيات وزير الداخلية التى سيطرت على طرابلس، وكذلك ضغط تركيا التى دعمت باشاغا.
تصدع جبهة السراج
إن السراج دخل طرابلس تنفيذا لإتفاق الصخريات بموافقة الميلشيات الليبية، وحرص دوما منذ أن ترأس حكومة الوفاق على إرضاء هذه الميليشيات حتى لا تطيح به، ونفذ لها كل ما أرادته.. وهو أعلن استقالته لانه لا يضمن ألا يتكرر الصدام معه من قبل الميليشيات التى تسيطر فعلا على طرابلس وكل الغرب الليبى..

 

خاصة بعد أن رفضت تركيا إعلانه لوقف إطلاق النار فى ليبيا تحت الضغط الامريكى والدولى.. لذلك هو يحمى نفسه بموقفه الرافض لإتفاق استئناف إنتاج وتصدير النفط، خاصة بعد أن شاهد ما حدث لنائبه معيتيق الذى لم تكتفى الميليشيات بفض مؤتمره الصحفى قبل أن يبدأ، وإنما منعته أيضا من السفر إلى سرت لتوقيع إتفاق إستئناف تصدير النفط مع حفتر الذى أعلن وزير دفاع الوفاق رفض أى تفاوض معه ! 

الجريدة الرسمية