مادة التواصل الاجتماعي
خلال مشاركتي الأسبوع الماضي في جلسة خبراء نظمتها كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية بغرض استطلاع الآراء في مقررات الكلية ومدى مواكبتها لسوق العمل، فقد طرحت خلال كلمتي عدة نقاط أود الإشارة إلى واحدة منها هنا، وهي المتعلقة بأن يتم وضع مادة دراسية عن وسائل التواصل الاجتماعي..
وذلك بهدف تحصين الطلاب من الشائعات المنتشرة عبر هذه المواقع، واكسابهم مهارة كشف أساليب تزييف الأخبار، كذلك إعطاء الطلاب المعرفة النظرية والمهارات العملية اللازمة للقيام بالوظائف المرتبطة بالسوشيال ميديا.
إن الدراسة النظرية
والعلمية والعملية لهذه المواقع بات ضرورة في ظل دورها في صناعة الصورة الذهنية للدولة
خاصة مع ما تمتلكه من تأثير تجاوز الإعلام التقليدي، نتيجة غياب القيود التي ترسم إطار
عملها، مما جعلها موضع اهتمام قطاعات كبيرة من الجمهور تستطلع الأخبار والآراء من خلالها
بغض النظر عن دقتها، فإنتشرت الأخبار الكاذبة بكثرة تروجها جماعات ومؤسسات إعلامية
ودول معادية لمصر بغرض تحقيق سيناريوهات الفوضى والنيل من مصداقية الدولة وصورتها الذهنية
لدى مواطنيها.
اختراق جديد للمنصات الاجتماعية
التأثير الذي تلعبه
المواقع الاجتماعية في صناعة عقولنا وصياغة أفكارنا ومواقفنا يمكن قياسه عبر قراءة
الإحصائيات المنشورة في نسخة يناير الماضي من تقرير Digital
2020 الصادر
عن الشركة العالمية We are social وموقع Hootsuite والتي
تكشف مدى أهميتها وقدرتها على تشكيل وعينا.
تكشف الإحصائيات أن الفترة من أبريل 2019 إلى يناير 2020 شهدت زيادة في أعداد المستخدمين النشطين للمواقع الاجتماعية في مصر بمقدار ثلاثة ملايين مستخدم جديد ليصل أعداد المستخدمين 42 مليون مواطن بما يمثل أكثر من 40% من السكان مع عدد مستخدمي إنترنت تجاوز 54 مليون مواطن، بزيادة اقتربت من 10 مليون مستخدم جديد عن العام الماضي.
يستخدم المصريون
الإنترنت قرابة 7 ساعات وتلت يوميًا معظمهم من خلال الموبايل (قرابة 4 ساعات) كما يقضون
3 ساعات يوميًا في تصفح المواقع الاجتماعية (99% منهم عبر الموبايل).
الضبط الأخلاقي للمواقع الاجتماعية
وتعد الفئة العمرية
من 25 إلى 34 عام هي الأكثر استخدامًا للمواقع الاجتماعية بنسبة تتجاوز 33% تليها الفئة
العمرية من 18 إلى 24 التي تحصل على نسبة تقترب من 30% من أعداد المستخدمين.. أما مواقع
فيسبوك، يوتيوب، واتس آب، فيسبوك ماسنجر، انستغرام فهم الخمس الكبار في قائمة اهتمامات
جمهور التواصل الاجتماعي المصري.
هذه الإحصائيات تكشف
أن الفئات العمرية من 18 إلى 34 عام هي المستهلك الأكبر لهذه المواقع حيث يقضون في
المتوسط شهر ونصف من كل عام في تصفح هذه الوسائل والتعرض لما تبثه من شائعات ومعلومات
مغلوطة.
ووجود مادة دراسية
عن وسائل التواصل الاجتماعي سوف يساهم في كشف الطلاب لأساليب تزييف الحقائق عبر هذه
المواقع ليتم تحصينهم من خطر الشائعات.