رئيس التحرير
عصام كامل

عصام خليل باع أرضه!

إذا وضعت أحدا فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك.. تلك مقولة لعلي بن أبى طالب تنطبق بالكامل على حزب المصريين الأحرار الذي وضع واحدا دون قدره فكان أن وضع الحزب كله دون قدره.


قلبت رأسي يمينا وشمالا وأنا أقرأ بيان عضو مجلس النواب أيمن أبو العلا الذي كال فيه من كل صنوف الوصف الدقيق للسيد عصام خليل الذي قرر في غفلة من الزمن اختطاف أكبر أمل في الأحزاب الجديدة بعد ثورة يناير وجرى به إلى المجهول فكان ما كان.
حرب بسيف السوشيال ميديا!!
كانت شمس الحرية تطل بكل رأسها عندما صدق رجل الأعمال نجيب ساويرس إن الشعاع حقيقي وأن الوطن بحاجة إلى حزب ليبرالى يخوض غمار المعارك من أجل الحرية فكان أن آمن به عدد غير قليل من رجالات صدقوا بنفس الشعاع.

أيام أكلتها أيام وبدا أن المشهد لم يكن حقيقيا وفي ليلة ظلماء قرر عصام خليل اختطاف الحزب إلى دروب الماضي السحيق عندما كان مجرد ضابط صغير بأمن الدولة قادرا على اختلاق انشقاقات في أعتى الأحزاب.

تكرر المشهد بذات التفاصيل وتعامل خليل مع جمهور الحزب بمكر فكان جزاؤه أن عاملته الأجهزة بالغدر.. هذا هو نصيب من يبيع المبادئ بمقابل نفعي شخصي وهكذا كان المشهد الأخير.. عصام خليل يجالس عصام خليل ويعقد معه الاجتماعات ويناقش نفسه في مشهد عبثى أنهى أسطورة الحزب الوليد الذي عوّل عليه الشعب المصري ومنحه الثقة ليصل إلى أكثر من ٦٠ نائبا بمجلس النواب.

في قريتنا الصغيرة يقولون "خربها وقعد على تلها" وها هو عصام خليل يقعد على التل وحده يبكى حظه وينعى نصيبه دون أن يسأل نفسه عن الْمَوْءُودَةُ بأي ذنب قتلت!!

عندما كانت الصحافة صاحبة جلالة
من قبل اندهشت كثيرا عندما أوصد نجيب ساويرس باب المعارك من خلفه وهو الذي رأى بعينه حلمه يتناثر دون أن يخوض معركة فاصلة من أجله، وهو المشهود عنه "بنشفان الرأس" وأنه كصعيدى لايضيع له ثأر وما أدراك ما ثأر الحلم الجميل المدهش الذي تحول إلى حقيقة ثم أضحى خيالا وذكرى.

ربما يقول قائل إن معارك السياسة لا تنطبق قواعدها مع ما يؤمن به ساويرس غير أنه يعلم علم اليقين إن شرر السياسة الذي يحمل معه من الأوساخ والأوزار ما تنوء على حمله الجبال.

دعونا من ساويرس الآن وتمعنوا فيما آلت إليه أحوال عصام خليل.. يجلس وحيدا ويعزف منفردا لحن عواد باع أرضه ياولاد.. شوفوا طوله وعرضه يا أولاد وهو غير مصدق لما وجده في نهاية مشوار البيع.. مزاد لا يشتري من باع ويبيع من هانت عليه أرضه والحزب هنا هو الأرض والعرض!!

الجريدة الرسمية