بأثر رجعى!
عندما تخوض حكومة ما معركة جديدة يتعين عليها أن تقوم بالتعبئة اللازمة والضرورية للرأى العام لتضمن وقوفه معها أو على الأقل عدم وقوفه ضدها لعدم تفهمه أسباب خوض تلك المعركة أو عدم استيعابه لأهدافها وبالتالى ضرورتها..
لكن حكومتنا عندما
قررت أن تخوض معركتها ضد مخالفات البناء التى صنعت لنا أبنية عشوائية وخصمت منا مساحات
كبيرة من الأراضى الزراعية، وحققت للبعض كسبا سهلا سريعا، فإنها لم تقم بهذه التعبئة
اللازمة للرأى العام، وإنما فاجأته بخوضها هذه المعركة دون أى تمهيد أو تحضير سياسى
وإعلامي.
لذلك واجهت الحكومة
عدم تفهم من الرأى العام بما تقوم به.. بل إن عدم التفهم هذا تحول إلى رفض أحيانا لما
تقوم به، خاصة وإن هناك من يستغل ذلك إعلاميا وسياسيا فى إطار الحملة الخارجية التى
تستهدف الدولة المصرية.. وها هى الحكومة تحاول الآن تدارك ذلك وتقوم بما تعين عليها
أن تقوم به من قبل، وهى التعبئة اللازمة للرأى العام ليتفهّم خوضها معركة مخالفات البناء..
سؤال للحكومة!
أى إنها تقوم بهذه
التعبئة بأثر رجعى، بعد أن اكتشفت حاجتها لهذه التعبئة متأخرا.. غير إنها سوف يكون
عليها أن تبذل جهودا أكبر فى هذا الصدد بسبب تأخرها فى القيام بذلك، رغم قرارتها الاخيرة
الخاصة بتخفيض قيمة الغرامات ومنح أصحاب الراغبين فى التصالح مهلة شهرين إضافيين ومنح
من يسددون كل قيمة الغرامات خصما كبيرا يبلغ ٢٥ فى المائة.. وهكذا إن قيمة العمل لا
تكمن فى جوهره فقط وإنما فى توقيت القيام به.