رئيس التحرير
عصام كامل

دروس خصوصية إلكترونية!

كنّا نامل أن تثمر عملية تطوير التعليم التى بدأتها الدولة تراجعا فى الدروس الخصوصية، خاصة وأن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا جاءت مصحوبة بغلق مراكز الدروس الخصوصية.. لكن للاسف لم يحدث ما كنّا نأمله..

 

فمازالت ظاهرة الدروس الخصوصية موجودة فى المجتمع.. لم تتراجع أو تتقلص، رغم عمليات مطاردة مراكزها وعقاب بعض المتورطين فيها، وأيضاً رغم التوسع فى فصول التقوية بالمدارس التى يحصل المدرسين فيها على نحو ٨٠ فى المائة مما يدفعه أولياء مقابل هذه الفصول.


بل لقد لجأ أباطرة الدروس الخصوصية إلى تقديم هذه الدروس إلكترونيا، واستبدلوا أساليبهم القديمة بأخرى جديدة تتناسب مع الاسلوب الجديد للامتحانات خاصة فى المرحلة الثانوية، أو بالأصح هكذا ما يحاولون إقناع أولياء الامور والطلاب به ليظلوا يحلبون الأسر ويحصلون على اموالهم..

رعاية أبناء الفقراء

وتحفل مواقع التواصل الاجتماعى الآن بإعلانات عديدة عن مثل هذه الدروس الخصوصية بأسماء وصور مدرسين عديدين! 


وهذا ليس له سوى معنى واحد وهو أن معظم أولياء الامور للأسف الشديد لم يستوعبوا حقيقة تطوير التعليم الحادث الأن، ولم يقتنعوا به، أو لم يدركوا أن اولادهم وبناتهم لا يحتاجون فى ظل الأسلوب الجديد للامتحانات لدروس خصوصية ليتجاوزوا هذه الامتحانات التى صارت تعتمد على الفهم أساسا..


وبالطبع لا يكفى أن تشرع وبشكل جاد فى تحقيق تغيير تراه ضروريا وأننا نحتاجه لتنجح فى ذلك، وإنما يتعين أن تقنع أولا أصحاب المصلحة بأهمية هذا التغيير، وأخشى القول إن ذلك لم يتحقق بعد.  


الجريدة الرسمية