رئيس التحرير
عصام كامل

رعاية أبناء الفقراء

أمر طيب بالطبع أن نكتشف إبن أو إبنة فقير متفوق فى التعليم ونمد يد المعاونة لهم.. فهذا يعنى أن مجتمعنا بخير وقادر على توفير بعض الرعاية لأبنائه الذين يحتاجون رعاية.. غير أن ذلك مازالت المصادفة تتحكم فيه..

 

ففى مقابل ابن أو ابنة لفقير عرفنا بأمرهم ومددنا يد العون لهم يوجد آلاف آخرون مثلهم لم نعرفهم ولم نقدم لهم المساعدة الضرورية، رغم أنهم هم أيضا فى أشد الحاجة لهذه الرعاية.. إننا حسب تقدير جهاز التعبئة والإحصاء لدينا شخص من بين كل ثلاثة أشخاص يعيشون تحت خط الفقر، وهذا يعنى أن هناك الكثيرين الذين يحتاجون للرعاية وتقديم العون لهم فى إتمام تعليمهم الجامعى، ناهيك طبعا عن توفير العلاج للمرضى منهم.

استعلاء اجتماعي! 

ولذلك لا ينبغي أن نترك أمر معرفة هؤلاء للمصادفة وحدها كما هو حادث الآن وإنما نحتاج لأن يصوغ المجتمع آليات تتيح له التعرف على أبناء الفقراء الذين يتعين أن نمد لهم يد العون لاستكمال تعليمهم الجامعى أو لعلاجهم من أمراض أصيبوا بها، خاصة وأن نظام التأمين الصحى الجديد يحتاج لعدة سنوات لتعميمه على جميع أنحاء البلاد.

 

لقد تمكنا حتى الآن من إعداد قاعدة بيانات خاصة بالفقراء تضم نحو نصف أعداد هؤلاء الفقراء، ونحتاج لاستكمال قاعدة البيانات هذه لنعرف كل من يعيش فى مجتمعنا تحت خط الفقر.. ونحتاج أيضا لتحديث مستمر ومتواصل لقاعدة البيانات هذه، نظرا لأن هناك طوال الوقت من يعيشون على هامش خط الفقر ويسقطون تحته لينضموا إلى صفوف الفقراء، مثلما يصعد آخرون إلى فوق خط الفقر بعد تحسن أحوالهم المعيشيةَ.

مصر وعلاقات العرب مع إسرائيل 

وبعد ذلك.. نحن نحتاج أن يكون لدينا خطة لمواجهة الفقر تتحول إلى برامج زمنية لتقليل أعداد الفقراء والتخلص تماما من الفقر المدقع.. وهذا واجب الدولة كلها وليس الحكومة وحدها..

 

أى واجب الحكومة التى ستضع هذه الخطة وسوف تقود عملية تنفيذها.. وواجب منظمات المجتمع المدنى خاصة ذات التواجد فى الأماكن الأكثر فقرا.. وواجب رجال الأعمال الذين تزدهر أعمالهم فى ظل الاستقرار الاجتماعى.

الجريدة الرسمية