رئيس التحرير
عصام كامل

الأحمق والغبي والمعتوه

تغير صديقنا كثيرا، فبعد أن كان واحدا من أصحاب رجاحة العقل ويقظة الذهن ورقة المشاعر أضحى متجبرا، متغطرسا، وصاحب تصرفات يصعب علينا نحن أصدقاؤه فهمها.


بدأ النقاش بيننا في قضية تحول صديقنا متلمسا له الأعذار، ثم ما لبث أن تحول إلى محاكمة متشددة في الحكم عليه من باب لم يعد باب الحبيب ولا الصديق ولا الرجل الذي قضي بيننا زمنا كان فيه فارسا، ونبيلا، وكريما.


قال قائل منا إن تصرفاته العابثة توحى بأنه رجل أحمق، وقال ثان بل أصبح رجلا غبيا، وقال ثالث لقد بلغ من الأمر أن أصبح معتوها، وهكذا سار النقاش بعيدا عما كان لصديقنا من مكانة فقدها على أثر تغير أحواله، وبعد أن أصبح غير قادر على التعاطى معنا في جلساتنا بما كان أهل له من إنصات للغير وعدم إقصاء الآخر أو تهميشه!!

رأس المال والمجتمع
وبينما طال بنا النقاش قال واحد منا من أساطين اللغة العربية وعاشقيها: "لابد أن نضع الأمور في نصابها اللغوى فالفارق كبير بين الأحمق والغبى والمعتوه، وبدأ في شرح معانى المفردات الثلاثة.


قال: "الأحمق هو قليل العقل، ويقال أحمق الحى أي رجل قليل العقل، فاسد الرأي يأتي بأعمال لا معنى لها، وقد رأى حكيم رجلا أحمق يجلس على حجر فقال معبرا عنه "حجر على حجر".. وأضاف "هناك مثل عربى يقول "أحمق من نعامة" وذلك لأن النعامة تحتضن بيض غيرها وتهمل بيضها" ويقال في اللغة: انحمق الرجل "إذا أتى تصرفا طائشا، ويقال أيضا "حمق الرجل أي قل عقله".


أما الغبى في عرف صديقنا عاشق اللغة العربية فهو "ولد غبى أي بليد، جاهل، خفيف الفطنة، ويقال غَبىَ الدرس أي لم يستوعبه ويقولون لا يغبى علىَّ مافعلت أي لايخفى علىَّ ، ويقال تغابى فلان إذا تظاهر بالجهل وهو ليس جاهل!!

باشوات كل عصر
أما المعنى اللغوى للمعتوه فيقال ولد معتوه أي ناقص العقل في غير جنون، وليس في وضع عقلى سليم، وغير مؤهل عقليا، والمعتوه في الفقه الذي نقص عقله وجُنَ، وعندما نقول عَتهٌ شيخوخى، فمعناها في الطب انحطاط متسارع غير طبيعي للملكات العقلية والتوازن العاطفى، نتيجة مرض عضوى، أو خلل في الدماغ، يصاحبه اضطراب نفسى وتغييرات في الشخصية، والعته آفة تجعل الإنسان مختلط العقل، فبعض كلامه ككلام العقلاء وبعضه ككلام المجانين.

الجريدة الرسمية