" شلة ليبون " .. 7 حكايات تقاوم نزيف الهوية على مدار ثلاث عقود
مجموعة من الأصدقاء يجتمعون مرة واحدة في العالم، ليلة رأس السنة، يلعبون
البوكر في شقة أحدهم بعمارة ليبون الشهيرة في حي الزمالك العريق، يستعيدون من
خلال لعبهم مصائرهم التي تقاطعت منذ تزاملهم في الدراسة.
سبعة أصدقاء في رواية "شلة ليبون" للكاتب و الروائي هشام الخشن، والصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية ، يطرحون دلالة الرقم 7 في الكون
والحياة ، رمز الكمال ، اكتمال الخلق ، خلق الكون ، خلق الإنسان.
يسعى هشام الخشن ، من خلال حكايات شخصيات رواية شلة ليبون إلى قراءة مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، حيث تتقاطع حكاياتهم و تتبدل
مصائرهم باختلاف الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، حتى جاء عام 2010 ،
وفى ليلة رأس السنة كانت اللعبة ذات طابع مختلف فكانت تحمل حلم العودة إلى مصر
التى عرفوها قبل أربعة عقود ، وهم ما زالوا في طور النشأة.
معاني عديدة وحكايات مؤلمة تطرحها رواية شلة ليبون ، تكشف من خلالها كيف انتقلت
مصر من عالم إلى آخر ، من ثقافة إلى ثقافة ، من سيطرة معنى الوطن إلى سيطرة رأس
المال الفاسد ، وظهور المثقف النفعي و الانفتاح على الآخر دون حساب ، وهجوم
البترودولار ، وتصحر العقول ، فنرى كيف فرضت الجماعات الإسلامية أفكارها السامة عن
طريق الفن بالسيطرة على مقاليد انتاج الدراما ،ويظهر ذلك من خلال هدى - أحد شخصيات الرواية - التي اختارت
طريق الفن وعندما أصبحت تتمتع بشهرة واسعة تتغير حياتها و تدخل فى طريقهم وترتدى
الحجاب ، ليتبدل مصيرها .
كانت ليلة رأس السنة 2010 بمثابة لحظة الخلاص فى حيوات أبطال رواية شلة
ليبون ، لتكون بمثابة بدايات الحراك ضد الظلم والقهر ، لينتهي بمصر الجديدة التى
تسعى إلى إزالة الغبار عن الهوية التي أرهقها طول المقاومة ، ثلاثون عاما من مقاومة
التجريف والتصحر واستلاب موارد الوطن وخيراته ، بعد أن عاشت مصر 10 سنوات منذ عام
2011 وحتى 2020 من المواجهة والتصدى لكل محاولات استنزاف الوطن و تجريف هويته .
ويستعرض هشام الخشن من خلال رواية شلة ليبون ، هموم و أوجاع الوطن ، طارحا عبر الصفحات مجموعة من الأسئلة والإجابات عن حقيقة ما حدث لمصر و كيف تخرج من النفق المظلم الذي انزلقت فيه .