كبار الكتاب والسوشيال ميديا والاعتراف بالعجز!
للأسف يتجاهل كثير منا حقيقة مهمة مفادها أن الجميع يدفع أحياناً ثمن أخطاء بعض الإعلاميين والصحفيين؛ المجتمع والدولة وحتى الأفراد العاديون الذين ينالهم الأذى حين تنتهك حياتهم الخاصة.
ما أحوجنا اليوم لاستعادة المعايير الموضوعية الضابطة للأداء الإعلامي؛ معايير
ترتقي بالمهنة وتحميها من الانفلات الذي يمارسه بعض الدخلاء المنتسبين إليها زوراً
وبهتاناً، معايير تحفظ لخريجي الإعلام حقوقهم وتحقق لهم تكافؤ فرص في وظائف ذات صلة
أصيلة بمجال دراستهم الجامعية..
إعلام الفتن.. الرياضة نموذجاً!
وتلك مطالب مشروعة يحدونا أمل عريض أن يتبناها رئيسا الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام لإعادة الحياة لمهنة باتت في حاجة ماسة لاجتذاب مواهب حقيقية تضخ في أوصالها روح الحيوية والإبداع، وتعيد إليها أمجادها ورونقها واعتبارها في عيون جمهورها الذي عزف عنها إلى السوشيال ميديا لدرجة أن قيادات الصحف أنفسهم وكبار الكتاب باتوا يحرصون على نشر كتاباتهم وإنتاجهم في تلك الوسائل اعترافاً منهم بقوة الأمر الواق .. وهو أيضاً اعترافاً ضمنياً بعجزهم.
أما ذوو المواهب والقدرات ومهارات التواصل ومقومات الإعلامي الناجح فلا أقل
من إلزامهم بدورات ودبلومات متخصصصة في الإعلام تصقل مواهبهم وتعادل درجة التخصص قبل إلحاقهم بالعمل فيه أو منحهم
التراخيص اللازمة في ذلك الشأن تماماً كما تفعل نقابات المهن الفنية.
آن الأوان أن تضطلع هيئتا الصحافة والإعلام ونقابتا الصحفيين والإعلاميين بدورها
في ضبط إيقاع العمل الإعلامي والصحفي وتوفير مناخ يسمح بأداء الرسالة المرجوة ويخدم
أهداف التنمية الشاملة والمستدامة وفق منهج علمي رصين وروح وطنية متقدة.. فمتى تنهض
نقابتا الصحفيين والإعلاميين وقبلهما بالطبع مجالس الإعلام والصحافة بدورها الأصيل
في النهوض بالمهنة وإيقاف المخالفين وردعهم وإيقاف المتجاوزين منهم.
إصلاح تأخر كثيرًا!
يا سادة.. الإعلام ليس فهلوة ولا مهنة من لا مهنة له لكنه علم ومهنية وأخلاق
ورسالة.. ولا سبيل لاستعادة رونقه وأمجاده واعتباره إلا إذا اتحدنا على كلمة سواء.. ولست
أقول ذلك من باب النقد لكنها الغيرة على مهنتي الجليلة الغالية على النفس.. ولا رجاء
لنا إلا عودتها لأبهى صورها.. وأجمل أحوالها.