رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة جديدة: الفن يقلل توتر الحجر الصحي ويرفع تركيز الطلاب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت دراسة بريطانية أن ممارسة الفن مثل الرسم والرقص ومشاهدة الأفلام والتمثيل يؤدي إلى تعزيز الصحة النفسية، وخاصة في أوقات العزلة الاجتماعية والحجر الصحي.



وأشارت الدراسة إلى أن وباء كورونا زاد من جرعة التوتر والضغوط اليومية والقلق ما شكل ضغطاً على الجهاز العصبي للملايين في أنحاء العالم، إضافة إلى الوحدة الناجمة عن الحجر الصحي، التي فاقمت المشكلة.



ورغم أن الفن ليس علاجاً ناجعاً لكل الأمراض والتحديات النفسية، إلا أنه يلعب دوراً إيجابياً ملحوظاً في البيت والأنظمة التعليمية للتخفيف من الآثار النفسية للتوتر والاكتئاب.



وتصيب الأمراض والأعراض النفسية المتعددة مثل الاكتئاب والتوتر ونوبات الفزع والفوبيا ما يقرب من نصف سكان العالم فوق الـ40 عاماً.



وأوصت الدراسة المنشورة بموقع إديوكيشان المتخصص بشؤون التربية والتعليم بزيادة استخدام الفن في العلاج النفسي، مثل أساليب لعب الأدوار المختلفة للمريض وتقمصه شخصيات متعددة بمساعدة الطبيب النفسي، ما يسهم في التخفيف من حدة أعراض المرض والتعرف على مسبباته، وخاصة في حالات القلق الشديد والاكتئاب.


كما يسهم الفن في تقليل عدوانية الطلاب والتلاميذ في المدارس وتقويم سلوكياتهم وزيادة قدرتهم على التركيز والتذكر والمتابعة.


وأوضحت الدراسة أنه بمراجعة رجع الصدى البيولوجي لدراسة تأثيرات الفن المرئي على الدوائر العصبية وعلامات الغدد الصم العصبية، ثبت أن الفن المرئي يعزز الصحة ويقوي الاستجابات في مواجهة الإجهاد والتوتر، والتكيف مع المواقف الصعبة المختلفة.


وفي دراسة أخرى مماثلة، استخدم العلماء صور الدماغ وتقنية موجات الدماغ ومقارنة البيانات عبر فترة ممتدة من الزمن، لجمع الأدلة العلمية حول كيفية استجابتنا للفنون. من خلال هذا، رصدوا أن هناك أدلة مادية وعلمية على أن الفنون تشغل العقل بطرق جديدة، وتستفيد من عواطفنا بطرق صحية وتجعلنا نشعر بالرضا.


ووجد الباحثون أن الإبداع الفني أو ممارسة الفن يؤدي إلى خفض مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، وأن الناس، عبر الفن، يستطيعون تحفيز الحالات العقلية الإيجابية.


كما يستخدم الفن كأداة فعالة لتحفيز اليقظة الذهنية لدى الطلاب، وزيادة مستويات التركيز ورفع معدلاتهم في اختبارات الذكاء بالمدارس، وبالتالي تحسين صحتهم النفسية.


على وجه التحديد، وجد الباحثون أن الانخراط في الفن المرئي ينشط أجزاء مختلفة من الدماغ غير تلك التي يثقلها التفكير المنطقي.

 

ووجدت دراسة أخرى أن الفن البصري ينشط مناطق بصرية متميزة ومتخصصة في الدماغ.


وينصح خبراء بثلاث نقاط لتعزيز الصحة النفسية في المدارس أولها التشجيع على العمل وارتكاب الأخطاء باعتبارها وسيلة للتعلم والتقدم، مشيرين إلى أن الفنانين يتدربون لسنوات طوال قبل أن يجيدوا الرسم والتعبير عن مهاراتهم.

 

وهم يتقبلون ارتكاب الأخطاء باعتبارها جزءاً من العملية الإبداعية والتعلم في الفن والحياة.


النقطة الثانية هي إعادة التدوير بتشجيع إعادة استثمار المواد المستخدمة في الفن مثل الممحاة وأقلام التلوين أو مواد النحت والصلصال لزيادة الوعي لدى الطلاب بالترشيد والحفاظ على الموارد، وتعزيز إحساسهم بخلق مادة جميلة من مادة مستخدمة من قبل.


والنقطة الثالثة في تعريز صحة الطلاب النفسية بالفن هي تقليل اللغة المستخدمة قدر الإمكان والأوامر والتعليمات، لتحفيز أجزاء المخ المختلفة على التفاعل مع الفن المرئي.

الجريدة الرسمية